القاهرة 25 فبراير 2020 الساعة 01:30 م
بقلم:د.هبة سعد الدين
لا أدري من الذي ابتكر فكرة انتشار "الهاشتاج" ليضع فكرة ما في المقدمة وكأنها الحدث الجلل، وكأن هناك حالة من الاتفاق عليها وهى عادةً مضللة!!
مؤخراً أثيرت ضجة حول إحدى أغاني المهرجانات والتي حققت المركز الثاني عالمياً من خلال تطبيق الساوند كلاوند ، ليأتي "الهاشتاج" ضدها وضد من غناها!! ثم التعليقات والكوميكس ضد قرارات المنع !! وبعد ذلك موضوعات من المفترض أنها "صحفية" محورها أن الفنانة الفلانية والعلانية تتحدى قرار نقيب الموسيقيين وترقص عليها أو تستمع إليها وهكذا أخبار!؛ لتتسع دائرة التحديات، بل وصل الأمر لعمل مجموعة أخرى من الفيديوهات!! ولتنتشر ذات الأغنية في نفس الوقت في المحلات!! ويصاحب عادةً كل هذه التطورات الهاشتاج المعتاد قاطعوا محمد رمضان!!
وكأن محمد رمضان المسئول الأوحد عن ظواهر المجتمع !! وكأنه المتحكم في ظهور "الفيلم" !! وهو الأب والأم وأنور وجدي وكل الأشياء!! أليس لفيلم رمضان كاتب ومخرج ومنتج ...الخ؟؟
وإن كان كل هؤلاء يرفضون أفلامه ، فمن الذي يشاهدها؟؟ ومن الذي يتابع الفيديوهات التي من المفترض أنها مستفزة؟؟
بالتأكيد للفن أدوار متعددة في المجتمع من ضمنها الترفية، ولسنا في حاجة لطرح قضية أن الفن مساحة من الجمال حتى عند تقديمه القبح، وتلك معادلة خاصة لا يمكن أن يتقنها سوى الفنان!! والفنان ليس الممثل فحسب ؛ بل تبدأ الرحلة بكاتب يسعى لتقديم "العمل" ومنتج يتحمس لذلك وفريق عامل كامل ، وذلك ما يميز الفيلم السينمائي وأي عمل فني أنه "فريق" عمل؛ وفى المقابل هناك جمهور يقبل عليه ويصنع من البعض نجوماً للشباك، ولذلك تتكرر ذات النوعية من الأعمال!!
حالة الهاشتاج والضجيج كما يؤكد خبراء مواقع التواصل لا تزيد عادةً عن عدة أيام ، وسريعاً ما سيجد الجمهور "هريه" أخرى!!
وهكذا لن يختلف الحال لأن الموضوع أكثر بساطة ولا يحتمل كل هذا الضجيج ؛ فأنت من يمسك "الريموت" ، ذلك الساحر الذي يجعلك تنتقل من هنا لهناك ، وتقفز بأغنية أياً ما كان وصفها للعالمية!! وتطير بفيلم مهما كان لمصاف شباك التذاكر!! وأنت من يصنع "القيمة" المادية لكل شيء ولذلك تتكاثر تلك "الأشياء"!!
ولذلك هل تعلم أن هناك بعض الأفلام قليلة التكلفة التي ظهرت العام الماضي وخسرت في شباك التذاكر!! وأن نجم الشباك السابق محمد سعد قدم فيلماً لم تسمع عنه ولا داعى لأن أخبرك بمدى خسارة منتجه!!
عزيزي القارئ أمسك "ريموتك" بدون ضجيج، وسيختفي كل ما صنعت وكل من جعلتهم "عالميين"!!