القاهرة 25 فبراير 2020 الساعة 09:42 ص
حوار ـ أحمد مصطفى الغـر
يهتم بالتفاصيل الدقيقة بمهارة فنيَّة وقدرة فريدة على توظيف وإضفاء التنويعات والتظاليل، وبمهارة فنان خبير يمزج بين روح الفن وروح الأماكن، الأصالة والشخوص، من خلال ألوانه المعبرة يدفعك نحو التأمل. هو من مواليد خميس مشيط عام 1970م، وفي قريةالمفتاحة التشكيلية بأبها عام 1425هـ أقام أول معارضه الشخصية، قبل أن تتوالى المعارض، سواء كانت شخصية أو جماعية.
كما أسهم في الكثير من الفعاليات الفنية التشكيلية، يمتلك إحساس كبير في جلب عين المشاهد في جميع أعماله، وله بصمه في جميع المدارس الفنية، إلى جانب اسهامهالتطوعي في الوقوف إلى جانب كل فنان جديد أو مبتدئ،حاز العديد من الجوائز والتكريمات،إنه الفنان التشكيلي السعودي "محمد شراحيلي"،الذي التقته "مجلة مصر المحروسة"، وكان لنا معه هذا الحوار.
كيف يحب الفنان "محمد شراحيلي" أن يقدم نفسه للقراء،ويحكي لنا عن بداية مسيرته في دروب الفن التشكيلي؟
البداية كانت من الطفولة، حيث حصلت على عدة جوائز مدرسية وبعد ذلك انطلقت من مرسم نادي ضمك بخميس مشيط،وشاركت في أول معرض كان عام 1987م في الرياض، ثم شاركت في معرض الصيف الذي ينظمه وقتها رعاية الشباب بأبها بعدها دخلت في دورات تنظمها رعاية الشباب بالرياض على يد فنانين كبار من الوطن العربي. وكانت البداية بالواقعية ورسم البورتريه، ولكن بعد حضوري معرض الفنان الكبير خليل حسن بأبها أحبيت السريالية، وأخذت كتب تخص المدرسة السريالية وبدأت أعيش تجربة السريالية مايقارب 15عام تقريباً.
وقد انتهت بمعرضي الأول "عناق"،ثم بدأت بعد ذلك في التكعيبية وأنهيتها بمعرض ثم تجربتيالتجريدية التي انتهت بمعرضين، وتجربتي الخامسة كانت مزيج من المدارس التشكيلية، وحملت روح الشفافية، وألان أعيش تجربة جديدة استعداداً للمعرض السادس عن الهوية، هويتنا العربية من خلال الصحراوية والحرف العربي.
يقول فينسنت فان غوخ "أحلم بالرسم، وبعد ذلك أرسم حلمي"، فكيف يرسم "محمد شراحيلي"، أو بمعنى آخر كيف تأتيك فكرة اللوحة؟
أنا ابن السعودية، ودمي يجري فيه عروبتي، عندما أعيش بين ساحل البحر الاحمر وقمم جبال فيفا وعسير وبني مالك والصحراء، تجد أحلامي تتحدث عنها أعمالي في جميع المراحل التي مررتبها، وأضف إلى ذلك قضايانا العربية وإيجاد الحلول من خلال الفن التشكيلي لها، نحن نملك إرث لايملكه غيرنا في الوطن العربي من حضارات قديمة ومن تراث،ولابد أن نوظف كل ذلك في أعمالنا الفنية ونتعامل معها بتشكيل معاصر.
الناقد الفني "خالد ربيع السيد" كتب عن أعمالك، يقول: "يعد أسلوبه خليطا من التعبيرية والسيريالية والرمزية، كرس معظم أعماله في رسم الخيل العربي ضمن مختلف الاتجاهات الفنية، فهو يعدها رمزا للأصالة العربية وللشموخ والأباء"، فما قصتك مع الخيل العربي؟، وأي إضافة يعطيها للوحاتك من وجهة نظرك؟
الخيل العربي علاقته بي بدأت منذ الطفولة بمدينة الطائف، كنت أذهب مع صديق للوالد إلى مزرعته مع أبنائه، وهناك تعلمت ركوب الخيل وصداقة الخيل. الخيل يمنحك القوة والوفاء والصدق، وعند ركوبه يمنحك حدة النظر والاتزان، فالخيل أخذني إلى تجارب فنية حازت على جوائز واقتناءات، ومازال يعطيني أحلام هويتنا إلى اليوم.
قلت يوما: "العمل الفني لا يحتاج إلى ترجمة، فالكل يقرأ العمل من خلال خطوط الفنان وألوانه"، هل هذا يعني أنك ضد من يقومون بشرح لوحاتهم خلال المعارض؟
نعم، أنا ضد شرح الفنان، لأن هذا قد يشوه عمله، وقد يتوه في شرح عمله، فقط اترك المتلقي يقرأ العمل بفلسفته الخاصة. صحيح أن مجتمعنا العربي تنقصه ثقافة الفن ولابد من وسائل الاعلام أن تخصص برامج وصفحات للفنون مكثفهً للمشاهدة والقراءة.
بصراحة.. هل هناك أمية بالفن التشكيلي في الدول العربية،وهل أنت راضي عن دور الإعلام في الترويجللنشاطات التشكيلية؟
نعم هناك أمية بالفن التشكيلي، سواء من بعض الفنانين الذين لايصقلون موهبتهم بدورات ودراسة وتثقيف فني،أو من الجمهور الذي لم يعرف ماذا يعني الفن في المجتمع المتحضر،وليس هنا فقط بل في أغلب الدول العربية.
نتمنى أن نرى اليوم الذي يقوم فيه الانسان العربي باقتناء العمل الفني ويفهم قيمته الفنيه والمالية. أما بخصوص دور الاعلام.. فأرى أن قلة ممن يروج للفنون ويكتب عنها ويعدون على الأصابع في بلادنا العربية.