القاهرة 18 فبراير 2020 الساعة 08:51 ص
حوار: سماح عبد السلام
تمتلك الدكتورة سلوى رشدى شغفاً كبيراً بفن الخزف دفعها إلى الابتكار فى مجال تميز به القليلون. ومن ثم كان رهانها على التجديد والتحدى فى كل تجربة خزفية تقدمها بحس فنى رائع حتى مع تكرار العنصر الذى تتناوله إناء كان أو فاظ، وهو ما تجلى بمعرضها الأخير "تقنيات خزفية"، الذى أقيم بمركز الجزيرة للفنون، والذى دار حوله حوارنا التالى.
• استضاف مركز الجزيرة معرضك الأخير "تقنيات خزفية" حدثينا عن هذه التجربة؟
المعرض عبارة عن ثلاث تقنيات متباينة وهى تقنية الدراكو، تقنية الاختزاق بالطلاءات الزجاجية وتقنية حريق الحفرة، أى الرسم بالأملاح. هذه التقنيات الثلاث لها أفران مختلفة بحرارة متباينة. وقد قمت بالعرض فى قاعتى أحمد صبرى وراغب عياد؛ فقررت أن أكون بقدر المسئولية، ومن ثم حرصت على تحقيقة هذه التقنيات بثراء.
• بالرجوع إلى البدايات.. لماذا اخترت الخزف كوسيلة للتعبير عن إبداعك؟
تخرجت من كلية الفنون التطبيقية وقد دفعنى لعشق هذا المجال الدكتور سعيد الصدر الذى كان يدرس لى طوال فترة الدراسة. كما درس لى الخزاف الراحل محمد طه حسين، جمال عبود، نبيل درويش، قدرى نخلة جمال حنفى. إذن كنت أكثر حظاً بالتعليم على يد نخبة متميزة. لكن الصدر دفعنى لعشق هذا المجال بشكبل كبير. فأى فنان يلتحق بكلية الفنون التطبيقة يضع نصب عينيه الالتحاق بقسم الديكور. لكنى اكتسبت الخبرة المتباينة بالخزف من الصدر. وبعد تخرجى من الكلية مكثت ثلاث سنوات فى فلورنسا بإيطاليا وتعلمت الكثير. والحمد لله أنا عاشقة للطين والخزف.
• لكن التعامل مع الخزف والفرن ليس بالأمر السهل للمرأة؟
لا اتفق مع ذلك.. فمن يعشق مجال بعينه يتغاضى عن كل الصعوبات. أندمج فى شغلى وأنسى الإرهاق خلال العمل، أحب ممارسة الرسم أسفل الطلاء أو إظهاره بشكل متباين. أشعر أننى مازال لدى الكثير لتقديمه فى هذا المجال. فضلاً عن عملى فى مجال الخزف أقوم بالتدريس بكلية الفنون النوعية. ورغم أنى خريخة كلية الفنون التطبيقية ولكنى التحقت بالتدريس بأول النوعيات. وأدرس للدراسات العليا كما عملت مع ذوى القدرات الخاصة وقدمت معهم ورش عمل وملتقيات فنية. كما لابد أن أشير لوجود العديد من الفنانات اللائى حققن بصمة خاصة فى هذا المجال أذكر منهن على سبيل المثال: الدكتورة زينب سالم، زينات عبد الجواد، فتحية المعتوة، منى شمس، أمانى فوزى، علا حمدى، أمينة عبيد، مروة زكى. لكن هناك فنانين لا يعملون بشكل مستمر ولكن كل فنانة لديها مخزون رائع من الخوف سواء فى الأوانى أو في تشكيل اليد. إن فن الخزف بخير.
• يضم المعرض عددا كبيرا من الآنية والفازات.. فى الوقت الذى يتردد فيه مقولة نقديه تشير إلى اختزاله فى هذين النوعين فقط.. فما تعليقك؟
الإناء تراث جميل. ولكن التحدى يكمن في الاختلاف فى التقنية والتصنيف واللون وهو ما أحاول تحقيقه فى معارضى والاختزال. كما أعشق ألوان الطلاءات الزجاجية لأن رسالة الماجستير كانت عن الاختزال وحتى هذه اللحظة أمتلك باليتة جميلة وحتى الآن اقترح ألوانا أخرى. الأوانى فى المعرض كثيرة وكلها مختلفة. لا يشبه إناء إناء آخر. أقدم الآنية بحس وحب.
• ما هى رؤيتك لفن الخزف والاهتمام به مقارنة بالسابق؟
لدينا فنانون متميزون يمتلكون حساً رائعاً فى الخزف. وحتى الفنانين الكبار أطالبهم بعدم ترك الطينة لأن العمل يمنحنهم سعادة كبيرة. كما أصبح هناك اهتمام بهذا المجال بحيث يذهب فنانون فى مشاركات فنية خارج مصر لتركيا وتونس وغيرها.. كما أصبح لمصر اسم معروف فى هذا المجال.