القاهرة 18 فبراير 2020 الساعة 08:20 ص
كتب: حاتم عبد الهادي السيد
تبدو تفاصيل المكان في الواحة بالوادى الجديد بصعيد مصر، هى البطل الذى يحرك مسيرة السرد السيميّائي الساحر الذى يحكم المؤلف / ناصر محسب تفاصيله، عبر روايته السيميائية: "الوزغة" من خلال معايشته للحياة اليومية، فهو ابن الواحة العارف بتفاصيلها، أسرارها، حكاياتها، خبيئاتها السريّة، وطرائق تفكير أهلها ومعيشتهم. ولقد استطاع أن يطلعنا على تفاصيل الواحة بكل طقوسها، وميثيولوجيتها، وطرائق التفكير الشعبي عند أهلها، عبر خرافاتهم عن الجن والعفاريت، أبورجل مسلوخة، والقطط مقطوعة الذيل، وحكايات الواقع المعيش من خلال صورة: "أحمد فريح، وحماره". وهو الرجل الذى يتمنطق بالحزام (الجايش) ويعيش حياة خاصة، أو كما يقول عنه: (يتدلى من جانبه الأيمن منجل مسنون مثل أنياب الشيطان، كما يردد (فريح) دائماً، والذي تفنّن في صناعته ولم تتوقف استخداماته عند حش البرسيم وتقليم النخيل من الكرناف والجريد ولكن تعداها إلى تقطيع (البطيخ النمس والكباد، النارنج) ولا مانع إذا استدعى الأمر فج الحمار به وقد فعلها (فريح) ولم يستطع تراب الفرن أن يخفي تهور (فريح)على حماره ولم ينس الحمار فعلة صاحبه؛ إذ الأمر لم يكن يستدعى تصرف وحماقة (فريح).. (الرواية ص:7-8).
و"الوزغة" هو اسم الرواية المخاتل، الذى لا يعرفه إلا أهل الواحة، في الوادى الجديد، وهو لفظ استخدم لكل من يتم مخاصمته، ويصبح وحيداً، مشبًها (بالوزغة).
وتبدأ حكايات السرد بالأسرار ووصف تفاصيل المكان، حيث يعمل فريح في حمل الحطب والجريد، وكرانيف النخيل للتدليل إلى الصناعات البدائية التى كان أهل الواحة يقومون بها، إلى جانب الزراعة، وتتجلى أسرار الواحة، غرودها، أماكنها، حياتها، من خلال "حمار فريح" الذى يشاركه رسم التفاصيل، كما يشاركه الحياة البدائية الفطرية الرعوية، حيث للأسرار متسع، وللسرد فضاءاته السيميوطيقية الفيزيائية، السيميائية، الشاهقة، فمثلاًلا أحد في الواحة يعرف سر غضب وكراهية "نفيسة رزق" من فريح، والتى لا تملّ من الدعاء عليه كل حين، وتبدو شخصية صاحب الحمار كالشاهد على العصر "الراوى الباطنى" – داخل الرواية، والذى يذكّرنا بحكايات: "جحا وحماره" في التراث العربى السردى.
ولنا أن نلحظ كذلك الإيهام بالسرد المروى، والرواى العليم، وبتدخلات الكاتب/ المؤلف في توجيه مسيرة السرد، إلا أن هذا التدخّل، فقط للتعليق، أو لشرح بعض التفاصيل، أو شرح عن كلمة، أو لإضفاء جو من الغموض والسحر والإدهاش على "السرد المكتن" الذى يمزج بين لهجة أهل الواحة في محافظة الوادى الجديد، وبين اللغة العربية الفصيحة، كما يزخرف سرده بحكم وأقوال وأغان وعادات وتقاليد أهل الواحة، لنلمح جمالية السرد وإحكام السارد، فىنسج الأحداث، القبض على جوهر المتعة الروحية، والتفاصيلية للمعيش واليومى والمقدس والجميل لمثيولوجى عبر التاريخى، والتخييلى عبر الواقعى، فهو يجيد استخدام هذه الثنائيات لإنتاجية سرد شيّق، شاهق، والذى يحمل مضامين كبرى، وحمولات لطاقة اللغة الترميزية، الفطريّة، واللهجية، التى تحتاج إلى شروحات، كى لا يضطر السارد لإنشاء هوامش في أسفل الصفحة، وقد استعاض عن ذلك بالحيل السردية لإيهامات السرد الجمالى، بغية سدّ الفجوة السردية لعنصرى: التّبئير، والتراكب، لإنتاجية سرد بكر، طازج، جديد، مختلف، ومغاير، سحرى، رامز عبر حكايات الواحة التى كشفت عن روائى يعرف كيف يصوغ معمارية ومتن السرد المكتن وجوهره الأسنى.
إنها رواية التفاصيل الصغيرة، وصف للمكان عبر الزمن، إحالات إلى ذوات وعالم أهل الواحة الطيبين، صورة مصغّرة، واصفة، مكتملة للمعيشة الحياتية: طرائق التفكي، المعتقدات لشعبية، الكائن عبر الزمان، وكأنك تستقبل التاريخ عبر التراث، وتستنهض الحكى لتكوين صوة بكامل وعيها، وكأنك تعيش بين أهلها، في تشاركية مثيرة تدخل القارئ مباشرة في الأحداث عبر اللعبة السردية الكبرى، التى تجعلنا نشير إلى براعة الكاتب في استخدام "الواقعية السحرية" ومعادلاتها، ومفارقاتها.
كما نلمح بنائية تشير إلى جمالية المعمار اللغوى اللهجى، وإلى وصف جماليات الواحة: طموحات السكان، إشراقات المكان، المثيولوجيا، الواقعية، التفكيكية، فكأنك تعيش عصراً قديماً /حديثاً، تشاهد تاريخ المكان، وتعيش فيه، بل وتخشّ- كقارئ عليم- في بواطن وهموم وآمال أهل الواحة- ولعمرى- هذا نجاح للرواية، وللكاتب الذى يغزل من صوف المفردات عباءة السرد الشاهق، الباذخ، السامق والجميل أيضاً .
إنها حياة الواحة البسيطة: تبيع نفيسة الزلابية في مواسم الدميرة (جنى النخيل) إلا أنها مكروهة من عائلة عزاز. ولنا أن نلحظ تدخل الراوى/ الكاتب / السارد بشروحات تضىء مسيرة السرد- وهو هنا يتدخّل بوعى، وقصديّة، وهو ما ألمح إليه: (وهذا ليس كلام الراوى) ليشير إلى أنه يتدخل بوعى، هنا، عبر مسيرة السرد الإدهاشى، التجديدى، وتلك لعمرى أسلوبية جديدة، فيما أحسب، تحسب له، لا عليه، فهو يتدخل فقط، لإعادة الحياة إلى التفاصيل، وكأنه يمكيج السرد، ولا يلوى عنقه، أو يوجهه لمسيرة تخالفية، يقول:
(وقد شاع في البلدة (وهذا ليس كلام الراوي) أن وجه (نفيسة رزق) يقطع الخميرة من الماجور (وهو مثل شعبي يدل على شؤم صاحبه) واعتبرت منذ ذلك التاريخ ( الوزغة) التي يجب مقاطعتها وهو لفظ استخدم لكل من يتم مخاصمته ويصبح وحيدا مشبها (بالوزغة) التي بالبحث وردت الوزغ دويبة والوزغ سوام أبرص وإن كان للراوي الحق في التدخل فإن (نفيسة رزق) هي الخاسر الوحيد من مقتل (خلف عزاز) وإن اعتبر هذا تحيزا في نظر عائلة (عزاز) فقد حملت القصة المأساة وحدها لتظل تطاردها لتبقى وحيدة واقفة كأشجار الدوم لا تنحني أمام مصائب الدهر). (الرواية، ص:15).
ويقينىي، يبدو السرد هو بطل الرواية، هو الشخصيات، المكان، هموم الواحة، تاريخها، حكاياتها، حيث يتشارك القارئ والكاتب والراوى ويشتبكون عبر جدليات اللهجة الواحاتية، اللغة الفصحى، ليشكّلان عالم السحر، عبر تيار الوعى، وكأننا أمام رواية ليحيى حقى أو لتوفيق الحكيم، حيث يعبر الزمان عبر المكان ليحيلنا إلى السرد والواقع، إلى المتخيّل، المثيولوجيا، الأسطورة، التاريخ الفرعونى، الفلاح المصرى، البادية، الواحة، رعوية المكان، فطرة الأهالى، طموحاتهم عبر الحكايات، عادات الزواج والطلاق، عبر سيموطيقا الواقع السحرى، وإشارياته التى تجعلنا نسأل عمن سرق المشار إليه في النص؟ على حد تعبير "رولان بارت"، أو عن علاقات الحنين والدفء لأهالى الواحة الطيبين، عبر التّضامّ، والتّقارن، والتخالف، والغرائبية على حد تعبير "سوزان برنارد" وكأننا نقف على الواحة بمفاتحها، عبر مفتاح الخلود لدى الفراعنة، أو عبر أقبية السحر للمعابد والكهوف، وحكايات الأبطال التى تذكّرنا بهوميروس، وبلاد الأغريق، وأساطيرهم الرائعة.
إن السرد هنا هو البطل، عبر دائرة التشاركية، فيظهر صوت المؤلف والراوى وربما نسمع نشيج القارىء،ونرىارتسامات الدهشة على جبينه، وهو يطالع جماليات السرد الدافق، المنهمر من سلسال عقد السرد السحرى الجميل. ولنا أن نتأمل هذا المشهد من الرواية لنشير الى تدخلات المؤلف – بقصدية- تجعلنا نعيد النظر في الثوابت التى وضعناها لمعيارية السرد، لنخالف رولان بارت، في مسألة موت المؤلف، أو عدم وجوده في مسيرة الأحداث، لنقول: إن المؤلف هنا هو جزء من واقع السرد، يسيتدعيه الراوى طوال الوقت، ليساعده لإضفاء جوّ أسطورىّ، سحرىّ جمالىّ، وتلك لعمرى، تجديدية تكسر المتوقع والمألوف في مسيرة السرد الحكائى العربى، لتجعلنا نقف عبر: التراكب، والإزاحات، والتكثيف، لنؤكد عدم صدق عبارة: "موت المؤلف" فهو هنا كامن خلف سياقات السرد، يظهر، ويختفى، يتدخّل برشاقة، دون أن يلوى عنق النص، وذلك – كما أرى تجديداً، وربما فتحاً جديداً في كشوفات الروائى/ ناصر محسب، الذى استطاع عبر البساطة والتكثيف والعمق أن يحيلنا إلى عالم الواحة، عبر الزمكانية، اللهجة، وعبر تدخلات السارد/ الكاتب، الجميلة، الجديدة، التخالفية، التقارنيّة، لمسروديات الرواية، والتي تخالف بارت عبر الإطار الأيديولوجى للذهنية العقيمة، لنقرر بأن: (النص هنا يطرح منهجيته، عبر مناح جديدة، وهوسرد يهتم بالجوهر، دون النظر إلى أطر تقيّد مسيرته، بل نراه يعبر جسر القيود النصيّة، ويتدخل عنوة في الأحداث، ويخبرنا بذلك بوعى، وبجرأة تجعلنا نقف مشدوهين من جلال السرد، رغم بساطته المتبدّاة، والتي تحيلنا إلى ذواتنا، والكون، والعالم، والحياة، ولنلحظ تدخلات الكاتب القصدية، يقول:
(ورد من أحد مصادرنا أن ما أوردته من الرواة الآخرين حول جمال صوت نفيسة رزق غير صحيح وأنه محض افتراء؛ لذا لزم التنويه) ولم تطل قصة الحب الصامتة إذ سرعان ما انتشر الخبر بين أهالي البلدة الأمر الذي جعل ( رزق سليم
بكر) والد (نفيسة) يقوم (بحّجرها) وهو ما يعني عدم خروجها من منزل والدها إلا عند زواجها.. (الرواية ص 16-17).
الا أن "خلف" يرى نفيسة ويقع حبها في قلبه، ويرفض أهله تزويجه من ابنة بائع الطوب الذى عرف بشهامته وأمانته، كما تشهد له بنايات المنازل (من الطوب اللبن) ولكن الفقر لم يشفع للحب، ثم ينتقل الكاتب/ الراوى/ السارد العليم، من وصف تفاصيل قصة الحب إلى مشهد سياسى، تاريخى آخر من حكايات الواحة، حيث سرت الأنباء باقتراب السنوسيين الغازين من ليبيا أثناء الاستعمار الإنجليزى لمصر ، فيهرع الأهالى للاستعداد لملاقاتهم، ليكتشفوا في النهاية أنهم جاءوا لتحريرهم من الإنجليز المستعمرين، حبث تكتمل تفاصيل السرد الإدهاشة، يقول عبر الرواية:
(رزق سليم بكر) يقفز على عتبة التاريخ في البلدة، هو وابنته حين وقع اختيار عمدة البلدة على (خلف عزاز) ليقوم بمهمة وطنية، كما أشيع وقتها وهي أن جيوش السنوسيين قد تسللوا من ليبيا إلى واحة (الداخلة) للاستيلاء على ممتلكات الأهالي هناك وإنهم في طريقهم للاستيلاء على واحة (الخارجة) أيضاً وهو ما جعل أهالي البلدة يصابون بالهلع وقد أخليت جميع الدواوين الحكومية من موظفيها وبدأت بعض الدوريات الإنجليزية تتابع في قلق تطورات استيلاء السنوسيين على (واحة الداخلة) برغم المسافة الشاسعة بين الواحتين والتي كانت السيارات تقطعها في نهار كامل إلا أن الخوف والارتباك أصاب الإنجليز الذين كانوا يستعمرون القطر المصري كافة فانتقل الخوف إلى قلوب الأهالي في (الخارجة) فأوصد الأهالي أبواب منازلهم ومنعت النساء والأولاد من الخروج نهائيا وتأجلت الأفراح حتى الجنائز، واكتفى الناس بدفن موتاهم وعدم تلقي أي عزاء في الشوارع أو الحارات ( وتشير المصادر أن عدد الأموات في هذه الفترة بلغت أربعة أموات كلهن من العجائز) كما أفتى شيخ المسجد ومأذون البلدة الشيخ (عبد الكريم الخزامي) بعدم خروج الرجال لصلاة الفجر باعتبار أن خروجهم فيه هلاك لهم وكان على (خلف) أن يقوم بدور بطولي يسجل له في تاريخ الواحة من خلال سفره إلى واحة (الداخلة) ليتقمص دور تاجر أقمشة.
( وقد اختلف بعض الرواة في الدور الذي تقمصه (خلف) كتاجر أقمشة أو تاجر عطور وهو اختلاف لا نراه جوهريا وليس له أي تأثير في مجريات أحداث القصة) ... ( الرواية ص:20-22).
ولنلحظ جماليات ما بين القوسين، وكأنها تالية على السرد، أو سرد داخل السرد، شروح وتفاصيل، يصنعها الراوى/ الكاتب ليتفرّد - كما أرى- بمخصوصية السرد الواحاتى، سرد ناصر محسب التجديدى،الفريد.
إنها حكايات الواحات بالوادى الجديد، تأتينا من خلال السرد المكتنز لتاريخ المكان وأحوال العباد، وهو (كراو منحاز)- أو محايد كذلك- نراه يتدخّل في كل التفاصيل ليعيد إشراقات السرد إلى وهجها، وتلك لعمرى تخالفية جديدة، مزيّة مخصوصة، تميّز بها/ ناصر محسب، لتجعله على رأس الروائيين الذين يجيدون حرفة السرد، وإحكام الوصف، وتجسيد المشهديّة عبر لغة ساردة للتاريخ، معاصرة، لهجية، وعبر أشخاص كثيرين، أبطال أساسيين، وثانويين، وقصص وحكايات جانبية، تكشف سياق المكان وأنساقه وكلياتّه الشاهقة.
كما يتعرض السارد لمثيولوجيا المعتقد الشعبى عبر "حكاية الجنيّة" التى أرادت الزواج من "حسام الدين" - بحسب الرواية- وحكايات "يامنة رزة" التى تكلّم الجان والعفاريت، والتي أصابها العمى بعد ذلك، وهى تقوم بتحضير الجان، إلى جانب حكايات البيوت المسكونة، عبر معتقدات أهل البلدة البسطاء.
وتأتى المفاجأة في النهاية المبدعة الجميلة، غير المتوقعة، والتى تجعلنى أقرّ- بما قلته سلفاً- بأنها رواية تجديدية، سرد- سير ذاتى/ تاريخى، سيرة مثيولوجىة، تخييلىة، واقعية، معاصرة، إلا أننا نراه يفرّ في النهاية، يهرب، يتبرأ من التفاصيل، كما تبرّأ من السرد كلّه، وكأنه يعيد لعبة الإغواء بالسرد، وإيهامنا به، ليوقعنا في حبائل المعاصرة، عبر تاريخية الواحة، وسردياتها، ومسرودياتها الشاهقة، وشخوصها المختارين بعناية، وهو بقدرة حكّاء أمين، أو سارد عليم، ومؤلف، رائع هكذا رآها، سمعها، شاهدها، تخيّلها، سرد تفاصيلها كما هى، عبر الراوى التاريخى، وكأنه لم يتدخل في مسيرة السرد، أو أنها حكايات حقيقية، حدثت، ويخشى الغوص في التخييل كى لا يحاسب، فوجدناه يتدخل طوال الوقت ليؤكد: "أن العهدة هنا على الراوى" ،لا على شخصه الذى كتب الرواية، وتدخّل في ضبط إيقاعها عبر مسيرة الأحداث المتتابعة، لذا نراه يترك الخاتمة مفتوحة، يهرب من الوصاية التاريخية، من سلطة الكاتب إلى سلطة النص، الحكايات التى انثالت، ليؤكد عدم مسئوليته التاريخية عن الأحداث التى قد تكون مقنعة إلى حد كبير، وإن لم تكن تحمل كل الحقيقة، لذا جاءت النهاية الجميلة لتفتح أفق السرد على دوائره لتستنطق التاريخ، تبرأ الكاتب، لتكون المسئولية تقع فقط على الراوى، يقول: (القصة تبدو مقنعة إلى حد كبير وإن لم تكن تحمل كل الحقيقة. ولعلي كنت أبحث عن مبرر ومخرج لتظل صورة نفيسة رزق التي أعرفها
بل لعلي كنت أود أن تبتر هذه الواقعة من سياق الأحداث وهو انحياز يجعلني أخشى مفاجأة جديدة تفتح أبواب الشك في أحداث ووقائع الرواية وشخصيات الرواية التي تشككت فيها بالفعل؛ لذا أفضّل الانسحاب لأني غير قادر على استكمال الرواية. ( الرواية ص :89).
إنه الوادى الجديد، الواحات بحكاياتها، سردها، تفاصيلها السحرية، سردها المكانى السيموطيقى الساحر، عبر صعيد مصر الشاهق الباذخ، والجميل أيضاً.