القاهرة 16 فبراير 2020 الساعة 12:55 ص
أحمد مصطفى عمر
في إطار سعي بيت الشعر بالأقصر لإثراء الحالة النقدية و تشجيع شباب الباحثين على ممارسة البحث و معالجة الموضوعات النقدية التي تتصل بالشعر العربي و الترويج لمبادرة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في طرح جائزة نقد الشعر
أقام بيت الشعر بالأقصر اليوم السبت الموافق 15 فبراير 2020، أولى لقاءاته من برنامج "كاتب وكتاب" حيث استضاف في هذا اللقاء الشاعر عبد النبي عبادي لمناقشة كتابه الذي صدر مؤخرًا "الشعر والعولمة" وقد ناقش الكتاب الشاعر أشرف البولاقي وقام بتقديم اللقاء الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر الذي أكد على أهمية مشاركة الشعراء الشباب في إثراء الحركة النقدية و البحثية من خلال جهود واعية بممارسة الكتابة النقدية التي تتفق مع قدراتهم و إمكاناتهم و تتيح لهم إثراء و صقل تجاربهم الشعرية و رفد الساحة الثقافية بكتابات و بحوث تسهم في خلق مناخ شعري و ثقافي يتسم بالوعي و تنمية القدرات الذاتية لديهم و لدى الجمهور المحب للشعر و الأدب بشكل عام .
بدأ اللقاء بالتعريف بالشاعر عبد النبي عبادي وكتابه الشعر والعولمة والذي يقع في ثلاثة فصول تشكل في مُجملها مُقاربة نقديّة للأثر الذي أنتجته العولمة وثورة الوسيط الإليكتروني في الإبداع الشّعري العربي.
يسعى المؤلف من خلاله للفصل النظري بين عدد من المفاهيم الحديثة والمعاصرة التي تتزاحم حول مفهوم "العولمة" وعلاقة هذه المفاهيم ببعضها البعض مثل الإبداع ، والعولمة والعلمانية، الحداثة والتحديث، القصيدة الإليكترونية والقصيدة التّفاعليّة، شعر الهايكو وقصيدة النّثر.
وقد أراد المؤلف لهذا الكتاب على حد قوله أن يخُرج بسيطا في طرحهِ -غير سطحيّ- للقاريء الذي يود دخول متون القصائد المُعاصرة دون رهبةٍ أو ضلال.
والشاعر عبد النبي عبادي هو شاعر وكاتب مسرحي من مواليد قنا 1 يناير 1987م.
تخرج في كليّة التّربية بجامعة جنوب الوادي بقنا 2008م ويعمل معلما للغة الإنجليزيّة بالتّعليم الإعدادي وهو أيضًا عضو نادي أدب مركز ومدينة نقادة وعضو مجلس إدارة نادي الأدب المركزي بقنا.
نُشِرَ له :
1. المجموعة الشعرية" على بُعد فاطمةَ أو أقلّ ": عن مشروع النّشر الإقليمي2013م.
2. المجموعة الشعرية" لاهي تشتهيكَ ولا هم يعرفونك "عن سلسلة الفائزين بالهيئة المركزيّة لقصور الثّقافة 2014م.
3. كتاب"الشعر والعولمة"/نقد : دار تبارك للطباعة والنشر والتّوزيع 2019م.
4. دراسة في فن المربع والموّال كمقدمة لديوان الشاعر حمادة الفارسي الصادر عن دار ورقات للطباعة والنشر والتوزيع بمعرض الكتاب 2020م.
5. قراءة في النص المسرحي ( راحاب .. غانية المعبد) للمؤلف المسرحي كرم نبيه بمجلة الثقافة الجديدة يوليو 2019م.
كما حَصَلَ على العديد من الجوائز منها:
1. جائزة المسابقة المركزيّة لقصور الثّقافة 2014م عن ديوان( لا هي تشتهيك ولا هم يعرفونك )./ مركز أول.
2. جائزة مُسابقة المجلس الأعلى للثقافة (المواهب)/ دورة بهاء طاهر 2015م عن ديوان ( من حُزن الحظ)/مركز ثان.
3. جائزة " الفُجيرة" لمسرح المونودراما /المركز الثالث ، عن مسرحيّة شعريّة بعنوان "مليكة".
4. جائزة الهيئة العربية للمسرح /المركز الثّالث 2019م عن النص مسرحي "سيّدةُ اليوتوبيا".
5. كرّمه بيت الشعر بالأقصر ضمن مجموعة من الشعراء الشباب في اليوم العالمي للغة العربية 2018م.
أما الشاعر أشرف البولاقي وهو شاعر وباحث من مواليد 19 أغسطس 1968 قنا وعضو اتحاد كُتَّاب مصر
• يعمل مديرًا لقِسم الثقافة العامة بفرع ثقافة قنا
• نُشرت له قصائد وقراءات ثقافية في عدد من الصحف والمجلات والدوريات المصرية والعربية
• يشارك في فعاليات الحركة الثقافية بحضوره العديد من المهرجانات والمؤتمرات الأدبية في مصر وخارجها
• حاصل على عدد من جوائز الإبداع المصري في شعر الفصحى
فقد تناول في مناقشته لكتاب "الشعر والعولمة"، لمؤلِّفه عبد النبي عبّادي، الأهمية الأولى التي تنبع من مادتِه وجدّيته وتصنيفِه باعتباره كتابًا بحثيًا، وليس كتابًا من كتب الإبداعات الكثيرة والمنتشرة،
الأهمية الأخرى، أنه كتاب يتحدث عن "الشعر"، فن العربية الأول، كما يقولون، بدايةً من عنوانه الذي تأتي فيه كلمة (الشعر) في الصدارة، مرورًا بأسماء أعلامٍ ورموز مهمّتهم الأولى كتابة الشعر أو نقده، وليس انتهاءً بالاستشهادات الشعرية الكثيرة التي تَضمّنها الكتاب، ورغم ذلك فإنه لا يتحدث عن الشعر جماليًا أو فنيًا، لكنه يتحدث عن تأثير ثورة الوسائط الحديثة على الشعر، ويرصد كما يقول في مقدمته، "التغير الذي أحدثته العولمة وثورة الوسيط في الإبداع الكتابي"، متخذًا من الشعر نموذجًا لرصد هذا التأثير (ص13)
ويقع الكتاب في خمسين ومائة صفحة، وهو صادرٌ عن دار "تبارك" للطباعة والنشر والتوزيع، وقد قسّمه المؤلف إلى فصولٍ ثلاثة، الفصل الأول بعنوان "الإبداع والعولمة والحداثة – آفاق نظرية، والفصل الثاني بعنوان "الشعر والعولمة"، والفصل الأخير بعنوان "بين الرقمنة والتفاعلية" – مبحث تطبيقي. وتَضمّن كل فصلٍ من الفصول الثلاثة عناوينَ تتناول مفاهيم العولمة والعلمانية، والحداثة وما بعد الحداثة، وإضاءاتٍ حول قصيدة النثر، وقصيدة الهايكو، والشعر التفاعلي وتقنياته.
هل نجح الكاتب في عرض فكرته وتقديمَها، مبيًنا وراصدًا تأثير العولمة وثورةَ الوسيط على الشعر؟ وهل يمكن أن يترك الكتاب أثرًا على القارئ؟
أزعم أن القراءة المتأنية للكتاب، تضع القارئ والمتلقي العربي أمام مأزقِه الحقيقي، هل هو متابع جيّد لِما يحدث في العالم حوله؟ أم هو سعيدٌ مسرور بثقافتِه الأحادية، وإبداعِه الواحد الذي يعتقد اعتقادًا راسخًا أن الباطل لا يأتيه