القاهرة 16 فبراير 2020 الساعة 09:29 ص
كتب: المحرر الثقافي
أقام مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة ندوة بعنوان "سينمائيات عربيات يتحدثن عن المعوقات التي تقابل المرأة في العمل بالسينما" ضمن فعاليات صالون أبوسمبل الذي يقام على هامش المهرجان، وقام بإدارة الندوة الباحثة السينمائية د.أنصاف أوهيبة.
وتحدثت المخرجة هالة خليل في بداية الندوة عن تجربتها قائلة: أنا من أسرة لا علاقة لها بالسينما ولا تحترمها ورفضوا عملي ودخلت كلية الهندسة بدلا من معهد السينما، ووقتها لم استطع معارضتهم ولكني اشتركت في مسرح الجامعة وقمت بالتمثيل والإخراج، ثم شاركت في منتخب جامعة القاهرة، ووقتها علمت من بعضهم أنهم سيقدمون في معهد السينما وكان معهم استمارة إضافية وقدموها لي، وشاركت في اختبارات المعهد ونجحت في كل التصفيات رغم أني كنت غير مهتمة ووصلت للمقابلة الشخصية النهائية بالمعهد وتم قبولي أنا وعبير فريد شوقي، ونجحت والتحقت بالمعهد ولم أخبر أهلي غير بعد عام وكنت الأولى على المعهد في النتائج، وهنا قررت ترك الكلية والبقاء في المعهد، ووقفت والدتي بجواري وساندت قراري بعد معارضة والدي للأمر ولكننا وصلنا لحل وسط فالتحقت بكلية الإعلام إرضاء لوالدي مع دراستي للسينما.
وأضافت هالة: قدمت في الدراسات العليا بالمعهد وفشلت في العثور علي عمل إلي أن قدمت في وزارة التربية والتعليم كمخرجة، وحاولت كثيرا ثم أخرجت فيلم قصير بعنوان "طيري يا طيارة"، وقدمت للوسط الفني بشكل جيد وحقق إقبال جماهيري وحصد جائزة بمهرجان ميلانو، ثم طلبني المخرج مجدي أحمد علي للعمل معه كمساعد، ثم قررت أن أترك العمل كمساعد مخرج لأنني لم أجد نفسي به وقررت إخراج أفلام قصيرة، ثم مسلسل كوميدي للتليفزيون وكان بطولة بشرى وأمير كرارة وأحمد الفيشاوي واسمه شباب أون لاين.
واستكملت هالة الحديث قائلة: بعدها كتبت فيلم "أحلى الأوقات" مع وسام سليمان وعثرنا على جهة الإنتاج، ثم تعلمت السيناريو وكتبت فيلم "قص ولزق" وأخرجته ثم فيلم "نوارة"، ومؤخرا فيلم "شرط المحبة"، وأحاول العثور علي جهة لإنتاجه، وظل والدي رافض لعملي في السينما رغم علمه بنجاحي إلا أنه تجاهل عملي كمخرجة إلي يوم وفاته لأنه كان يرغب في أن أعمل مدرسة، بعكس والدتي التي ما تزال تدعمني إلى اليوم.
وقالت المخرجة والمنتجة ماريان خوري: أنا من أسرة سينمائية فوالدي كان يعمل في السينما منذ الخمسينات وتربيت كولد في المنزل مثل أشقائي ولم يكن يفرق بيننا ولكنه كان يطالبني بالابتعاد عن السينما وخاصة مع يوسف شاهين لأنه شخصيته صعبة، فعملت في البداية بأحد البنوك ثم تركت العمل به بعد وفاة والدي، وعملت بعدها مع يوسف شاهين كمنتج منفذ، وكنت سعيدة ببدايتي معه في الثمانينات ولكني واجهت صعوبة في بداية عملي لأنني لم أدرس السينما، ولذلك كنت أخاف منه ومن الكاميرا وكل ما يتعلق بصناعة الفيلم إلى أن اكتسبت الثقة والخبرة التي أنا عليها اليوم، وقمت بتقديم فيلم "إحكيلي" وأعتقد أنه حقق نجاح أكبر من فيلمي السابق الذي لم يقبله الجمهور والنقاد لأني وقتها لم أكن أعلم ما هي السينما أو مصطلحاتها.
واستكملت الحديث د. عزة كامل نائب رئيس هيئة أمناء مهرجان أسوان قائلة: قدمت حلقتين نقاشيتين مع مجموعة من السينمائيات ناقشنا خلالهم كيفية نظر المجتمع للمرأة التي تعمل في هذا المجال وكيف توفق بين حياتها وعملها وكيف تركت العديدات منهن السينما لرفض الزوج والمجتمع عملهم لأنهم يرون ذلك انحلال، حتي أن البعض منهن كان يدرس السينما ويعمل بها سرا خوفا من الأهل والمجتمع.
وأضافت د. عزة: فرص عمل السيدات في السينما صعبة لأنهن يواجهن العديد من المعوقات وخاصة في بدايتهن وتعرض العديد منهن للتحرش والتمييز الجنسي من بعض العاملين، واليوم انتقلت أمراض السينما التجارية للسينما المستقلة وهناك العديد من السيدات التي تم رفض عملهن في التصوير، كما يتعامل بعض الفنيين مع المرأة التي تعمل بالسينما بشكل سيء لأنهم يرون أن الرجل أفضل من المرأة؛ وهو ما يدفع العديد من المبدعات للبعد عن صناعة السينما بعد معاناتهن في صناعة الأفلام، ولذلك يجب توفير فرص آمنة للنساء وإتاحة الفرص لهم والقضاء على إزدواجية الفكر لدى الرجال الذين يعملون بالسينما.
واتفقت الفنانة بشري في الرأي قائلة: أنا أتفق في الرأي مع كل ما قيل ولكني ضد أن تكون للمرأة كوتة لأن المرأة في بعض الأوقات تسمح بالتمييز ضدها برغبتها، وقد شاهدت ذلك في بداياتي ولكن بالإصرار تحصل الموهبة على فرصتها، وأنا تم مهاجمتي في البدايات وقت عملي كمنتجة في سن صغيرة مع شركة دولار، حيث كان عمري وقتها 24 عاما فقط وتم عمل مقارنات بيني وبين المنتجة إسعاد يونس، والمنتج أحمد السبكي كان الوحيد الذي ينتج في 2011 واختفى الجميع من الساحة،ولا أعلم لماذا تم مهاجمتي كثيرا بسبب عملي، فقد كانت بدايتي مع المخرج يوسف شاهين، ثم قدمتني هالة خليل في "شباب دوت كوم" وقد خدعني والدي رحمة الله عليه مع صديقه المخرج الراحل رضوان الكاشف للبعد عن معهد السينما والالتحاق به عقب انتهاء دراستي الجامعية.
وأكملت بشرى: اجتهدت في عملي بمهرجان الجونة وطوال الوقت أطور من نفسي ورغم ذلك تم مهاجمتي مجددا، ولكنني أبحث فقط عن تقديم كل ما أعمل به بأفضل صورة، وأنا أرى أن الموروثات التي تربينا عليها سبب في التمييز ضد المرأة ولكن هناك نماذج تكافح وتحاول إيجاد بديل في كل المجالات وليس في السينما فقط، وتجربتي ليست سهلة وقمت بإنتاج 14 فيلم وحصلت علي جائزة عن فيلم "678"، وتجربتي في مهرجان الجونة تجربة جماعية يقودها رجل يدعم المرأة اسمه نجيب ساويرس ويحب بلده ويكره الاضطهاد ويدعم كل من لا يقبل به ويدعم الجميع، ورغم وجود والدي الرجل المثقف ووالدتي لكنت عانيت أكثر مثل كثيرات، وفي النهاية علينا أن نعمل ونجتهد إلى أن نصل لما نستحق.
وتحدثت المنتجة درة بوشوشة عن عملها قائلة: أنا دائما أقول أني لم أختر مهنتي كمنتجة ولكنها من اختارني، وبدأ الأمر معي بقراءة السيناريو وترجمة الأفلام على عدد من القنوات، ثم عملت مع المنتج أحمد بهاء عطية وكنت أدرس بالجامعة وقدمت معه فيلم صمت القصور وكنت مدير إنتاج، وأحببت مشاركته في تجربة ثانية ولكنه رفض ذلك لأنني لم أنتج بعد ولا أعلم كل شيء عن هذا الأمر، وبعد كل تجربة صعبة أمر بها كنت أعود مجددا رغم أني لم أدرس السينما، وكان السينمائيين يعتبرونني دخيلة عليهم ولذلك تعرضت للعديد من المشكلات لأني كنت المرأة الوحيدة التي تعمل في الإنتاج، ورغم ذلك نجحت رغم أن الكثير يعتبرها مهنة للرجال فقط؛ ولذلك درست بعدها وجعلت الجميع ينسى أني إمرأة.
وختمت درة حديثها قائلة: شعرنا بالخوف وقت تولي حزب النهضة والإخوان للأمور في تونس لأن التصويت لهم كان ذكوري وليس ديني، وجميع من يعمل بالسينما شعر أن هناك ردة ستحدث للفن والمجتمع ولكن الأمر لم يستمر طويلا، وأري أن المرأة تعمل على نفسها أكثر من الرجل ولذلك بدأت تحصل على جزء بسيط من حقوقها.