القاهرة 11 فبراير 2020 الساعة 10:06 ص
قصة: الأخوان جريم
ترجمة: سماح ممدوح حسن
كان ياما كان. كان هناك شقيقتان، إحداهن ثرية ولم تنجب أطفالا، أما الأخرى فكانت أرملة ولديها خمسة أطفال، وفقيرة جدا لدرجة أنها لم يكن لديها ما يكفيها من الطعام هي وأولادها.
ولحاجتها هذه، ذهبت إلى أختها وقالت:
"أنا وأطفالي نتضور جوعا، وأنت ثرية، فهل تعطينا مقدارا ولو قليلا من الخبز".
لكن الأخت الثرية كانت قاسية كالحجر فقالت لها "أنا نفسي ليس لدى شيء فى البيت" ثم طردت تلك الأسرة الفقيرة بكلماتها القاسية.
بعد قليل، عاد زوج الأخت الثرية إلى المنزل، وما إن قطع أول قطعة خبز من الرغيف حتى تدفق الدم الأحمر خارجا منه. ارتعبت المرأة عندما رأت هذا، وأخبرت زوجها عما حدث. حينها هرع الزوج لمساعدة الأرملة الفقيرة وأطفالها. لكن عندما دخل غرفتها، وجدها تصلي. كانت تحمل طفليها الصغيرين على ذراعيها، أما الأطفال الثلاثة، الأكبر سنا، كانوا ممددين على الأرض وميتين. عرض عليها أن يجلب بعض الطعام، لكنها أجابته قائلة:
"لم تعد لنا رغبة بعد الآن فى ذلك الطعام الأرضي. لقد أشبع الله بالفعل جوع ثلاثة منا، وسوف يستجيب لتوسلاتنا كذلك". ما إن انتهت من هذه الكلمات حتى لفظ ابناها الاثنان آخر أنفاسهما. عندئذ تحطم قلبها وماتت.