القاهرة 01 فبراير 2020 الساعة 11:12 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب أقيم مساء اليوم اللقاء الفكري مع الفنان التشكيلي الدكتور أحمد مصطفى، أحد سفراء معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ51، ويقدمه الدكتور حسن زكي، وذلك بالقاعة الرئيسية في بلازا 1. بدأ اللقاء بتقديم الدكتور حسن زكي للفنان التشكيلي أحمد مصطفى، وقال: "هو باحث ومبدع من تراث فريد، من مواليد الإسكندرية عام 1943، وحصل على أعلى امتياز على مستوى كليات الفنون الجميلة كلها، ويعيش في لندن منذ عام 1974، وقد أقيمت له معارض بالفاتيكان، وصاحب فكرة مجمع البحرين".
ومن جانبه تحدث احمد مصطفى عن رحلته مع الفن التشكيلي واختياره للخط العربى ليبدع من خلاله، وسفره إلى بريطانيا التى دام لأكثر من 43 عاما، ووصوله إلى أعلى المراتب العالمية فى الفن التشكيلى حتى أصبح أشهر فنان عربي فى أوربا وأهم فنانى الخط العربي فى العالم، لينال العديد من الجوائز والتكريمات من العديد من الدول الأوربية، وتختار "ملكة بريطانيا" أحد أعماله لتهديها إلى باكستان فى احتفالها بالعيد الذهبى للاستقلال.
وأكمل: إن تواجدي فى مصر بين أبناء وطني هو أمر مؤثر جدا بالنسبة لي، خاصة أنني سأتحدث عن دور الحروف العربية فى استيعاب معاني القرآن الكريم، وبيان قيمة اللغة العربية بحروفها وعلاقاتها بسبب اختيار الله لها لتكون لغة القرأن، مضيفا أن العرب كانوا ينظرون إلى فيثاغورس باعتباره عالم حكيم، خاصة بعد أن دلل بنظرياته حقيقة أن خالق هذا الكون هو إله واحد، وهذا ناتج عن فكرة تجانس الحقائق السمعية والبصرية فى هذا الكون، التى تدلل على حقيقة أن خالق هذا الكون هو إله واحد.
وأشار إلى أن اللغة العربية بها 28 حرف وهى تواكب تماما منازل القمر والتى تتكون أيضا من 28 موضعا، ومن اختار اللغة العربية لتكون لغة القرأن هو خالق هذا الكون وهذا دليل أيضا على أن القرآن الكريم منزل من عند الله.
واستعرض الدكتور أحمد مصطفى من خلال مجموعة من الصور للكتابات العربية القديمة للخط العربى التى عرضها للحضور بالقاعة، تاريخ الخط العربى والكتابة العربية منذ عهد النبي محمد عليه الصلاة والسلام، والتى كانت تتميز بأنه لا يوجد نظام محدد فى الكتابة العربية فلم يكن هناك هوامش او مراعاة للتنسيق فى الكتابة، حتى بدأ الأمر فى التطور شيئا فشىء حتى أصبحت الكتابة العربية تتمتع بنسق ونظام فى الكتابة ترتاح له العين، ثم بدأت تدخل الفواصل بين الكلمات، وليس التشكيل نظرا لان تشكيل اللغة العربية دخل بعد نزول القرأن بما يقرب من 150? عام.
وأشار إلى أن الكتابة العربية بنسق ونظام محدد وتشكيل يعود فيه الفضل إلى وزير فى عهد الدولة العباسية يدعى محمد بن مقلة، كان له الفضل فى عمل نسق ونظام بنسب ثابتة فى الكتابة العربية، وهذا هو ما جعل هناك تناسب ونسق فى الكتابة العربية لم يكن موجودا من قبل، وأوضح أن هناك ما يسمى بهندسة الحروف، وهو المصطلح الذى أطلقة بن مقلة، فيما يخص كتابة الحروب بنسب متوازنة، ودور الهندسة هنا فى كتابة الحروف يتمثل فى إيجاد نسب متوازنة ومتساوية فى كتابة الحروف العربية، فالتوازن والتناسب هى المعايير التى خلق الله عليها هذا الكون.
واستطرد: أن القانون الذي يحكم العملية البصرية هو نفس القانون الذى يحكم العملية السمعية، وهذا ما أكده فيثاغورس فى نظرياته، وهذا كان سببا فى عبادة اتباع فيثاغورس لله الواحد خالق الكون، بعد تأكدهم بفضل نظريات فيثاغورس أن خالق الكون هو إله واحد.
وأوضح أن أهم ما يميز اللسان البشرى هو وجود عظمة يقوم عليها اللسان، بإختلاف الأمر عند بقية الكائنات الحية التى يقوم فيها اللسان على عضلة فقط، وهذا ما يجعل الكائنات الحية الأخرى من الممكن أن تصدر أصواتا ولكنها لا يمكنها أن تقوم بعملية فكرية أو عقلية عميقة مثل الإنسان، وذلك بسبب اختلاف مقومات اللسان عند الإنسان عنه فى الكائنات الحية الأخرى، فاللسان لدى الإنسان يمكنه من إخراج نبرات وانفعالات مختلفة لا يمكن لغير الإنسان أن يخرجها وبالتالي لا يمكن لأى كائن حى أن يفكر مثل الإنسان.
وجدير بالذكر أن الفنان المصري العالمي أحمد مصطفى حصل على العديد من الجوائز المحلية والعربية والعالمية، ومثل مصر فى العديد من المعارض الدولية، كما عمل كمحاضر متفرغ بكلية الفنون الجميلة بالاسكندرية، كما أن أعماله مقتناه فى أكبر متاحف العالم، وقد ظهرت أعماله المتفردة والمبتكرة فى معرض عام 1974 بالأكاديمية الملكية بلندن، وتلاها معرض بجامعة كامبريدج، وأصدر كتاب "علم اللغة العربية"، و" علم الجمال الإسلامى" الذى أعده الدكتور أحمد مصطفى بالاشتراك مع الدكتور ستيفان سبيرل.
وقدم الفنان أحمد مصطفى العديد من الأعمال الفنية بأسلوب خاص وفريد من نوعه، يرافقها دائما دراسة علمية وعميقة ومركزة، ومعظم أعماله مستمدة من النصوص القرآنية، حيث التأثير البصرى فى لوحاته تتجاوز بكثير النقوش الزخرفية.
وتقام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب خلال الفترة من 22 يناير إلى 4 فبراير في «مركز مصر للمعارض الدولية»، وتحل دولة السنغال ضيف شرف المعرض كأول دولة من أفريقيا تشارك كضيف شرف، واختير المفكر والجغرافي الراحل الدكتور جمال حمدان شخصية عام المعرض، وتشارك في الدورة الحالية 900 دار نشر بزيادة قدرها 25% عن الدورة السابقة فضلًا عن 99 توكيلًا، ويبلغ إجمالي عدد الأنشطة المقرر إقامتها على مدار أيامه 925 فعالية، ويشارك فيها 3502 مشارك، ويبلغ عدد الدول المشاركة 38 دولة.