القاهرة 01 فبراير 2020 الساعة 02:42 م
كتبت : نهاد المدني
ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ51 أقيم اللقاء الفكري مع الكاتب طارق الطيب، وقدمها الإعلامي محمود الورواري، وذلك بالقاعة الرئيسية في بلازا 1بمعرض الكتاب، وفي تقديمه للكاتب طارق الطيب، أشار الورواري أنه نشأ وتربى في حي عين شمس بالقاهرة، وسافر إلى فيينا وكتب أدب مصري سوداني حضاري، وانطلق في المكان ولكن الوجدان لا يزال كما هو.
وأعرب الكاتب الروائي الدكتور طارق الطيب، عن سعادته لعودته إلى مصر، ومشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب، قائلا: "أنا سعيد بعودتي إلى مصر، ولا أحب أن يتم تعريفي بأنني أعيش بين مصر وفيينا، لأنني أضع قدمًا في الغرب وأخرى في الشرق، ووسائل السفر الحديثة وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي كسرت الحاجز بين المجتمعات، ولم نعد نعاني من الانتقال بين دول العالم، وكسر العزلة بين الشرق والغرب لا يعني أنني لم أجد صعوبات أو معاناة في بداية انتقالي للإقامة في فيينا، خاصة أنها من أغنى عواصم أوروبا، فقد كانت اللغة إحدى الصعوبات الكبيرة، كما كانت درجة الحرارة أمر لا يطاق لأنها تصل إلى 12 تحت الصفر".
وأضاف الروائى الدكتور طارق الطيب، إن اهتمامه بالكتابة عن النخيل وتأثره بها فى رواياته يرجع لكون مولده بمدينة عين شمس وهى مليئة بالنخيل، وهو ما افتقده عندما سافر إلى فيينا، وهناك بعدا آخر فيما يتعلق بالكتابة عن النخيل فى نصوصه الروائية متعلق بالارتباط بالهوية.
وتطرق الطيب خلال اللقاء الفكري، إلى مرحلة دراسته في جامعة عين شمس، قائلًا: "أثناء الدراسة، واجهتني أزمة كبيرة تتمثل في اكتشافي باني لدي جنسية سودانية مما ادي لرفع مصاريف الدراسة علي لأن والدي سوداني، بينما والدتي مصرية، وهو ما ترتب عليه فرض مصاريف أعلى من زملائي المصريين، وهو أمر تغلبت عليه بالعمل فترة مسائية كمصحح لغوي، حتى أستطيع تسديد المصروفات".
وعن أزمة اللغة الألمانية التي واجهته في بداية حياته بفيينا، قال الطيب: "كانت لدي مشكلة كبيرة بالفعل وكنت أحاول فهم الناس من أعينهم لا من كلامهم، وكنت أفكر في القواعد اللغوية كثيرًا أثناء الكتابة، إلى أن أصبحت أصحح للطلاب لغتهم الألمانية بعد ذلك، وتضمنت روايتي بيت النخيل، جزء من هذه الأزمات".
وعن تحولات حياته، أوضح أنه ذهب إلى إربيل بالعراق للعمل، وفتح مطعما في إربيل وهي قصة سيكتب عنها فيما بعد، كما أنه تعرض للتهديد خلال عمله هناك، وأكد طارق أنه يكتب الرواية والقصة ويمارس الشعر، وأنه ربما تأثر تدريجيا بالكتابة في الغرب منذ أن بدأ يكتب في فيينا، وأن تأثره بالكتابة في الغرب جاء من كون الكتاب هناك لا يكتب عليه ما إذا كان رواية أم قصة؛ حيث يتركون الحكم للقارئ بعد قراءته للنص، فالحدود بين النصوص في الشرق قد تؤثر بالسلب على النص ذاته، وأنه عندما يكتب لا يهتم ما إذا كان يكتب قصيدة أو قصة قصيرة أم نصا روائيا.
وذكر بمناسبة اختيار جمال حمدان كشخصية العام للمعرض فإنه يعتقد أن الجغرافى الراحل كان من الممكن أن يكون روائيا عظيما ما لم يكتب فى الجغرافيا وهو ما يكشفه أسلوبه فى كتاب "شخصية مصر".
ويذكر ان فعاليات الدورة الـ51 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، قد انطلقت الأربعاء 22 يناير الجاري، على أن تستمر حتى 4 فبراير المقبل، تحت عنوان "مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع"، وتحل السنغال ضيف شرف هذه الدورة، وجرى اختيار العالم المصري الدكتور جمال حمدان شخصية المعرض هذا العام.