القاهرة 31 يناير 2020 الساعة 10:56 م
كتبت: نهاد المدني
أقيمت بالقاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دوته الـ51، ندوة «الانفجار السكاني وتحديات التنمية.. حلول واستاتيجيات» عن المؤرخ والجغرافي المصري جمال حمدان شخصية معرض الكتاب لهذا العام.
وقدم الدكتور فتحي محمد أبو عيانة أستاذ كلية الآداب قسم الجغرافيا بجامعة الإسكندرية سيرة ذاتية مختصرة حول الدكتور وعالم الجغرافيا جمال حمدان وما قدمه من كتب ودراسات علمية، واعتبره شخصية عربية فذة، ولديه ذخيرة معرفية وعلمية جعلته ينتج هذا الإنتاج العلمي الكبير.
واستعرض أبوعيانة الجزء الرابع من مؤلف جمال حمدان «شخصية مصر.. دراسة في عبقرية المكان» وهو الجزء الخاص بالمشكلة السكانية في مصر والتي حذر فيها حمدان بما ستشهده مصر عام 2020 عندما يصل عدد سكانها لـ100 مليون نسمة.
وقال «أبوعيانة» إن حمدان تحدث عن مشكلة الكثافة السكانية وقت أن كان تعداد مصر 48 مليون نسمة فقط، ووصف القاهرة وقتها بإنها تشبه غابة متراصة من البشر، وهو ما يطلق عليه الآن ثقافة الزحام.
وأضاف «أبوعيانة» إن حمدان كان ضد نقل العاصمة من مكانها، وقال إنه يمكن نقل كثافاتها إلى مدينة جديدة تابعة للعاصمة، واختار 3 أماكن يمكن نقل الكثافات إليها، بينهم موقع العاصمة الإدارية الجديدة الآن، وحذر «أبوعيانة» من أن العاصمة الإدارية ستلتحم بالقاهرة عندما يتم تلاحم الامتداد العمراني بين القاهرة والعاصمة الإدارية.
وقدم الدكتور حمدي هاشم، خبير الجغرافيا والعضو بلجنة الجغرافيا في المجلس الأعلى للثقافة الشكر لأستاذ الجغرافيا الدكتور فتحي مصيلحي على ترشيحه شخصية الدكتور جمال حمدان، لتكون شخصية معرض الكتاب في دورته الـ51، وواصل الحديث حول نقل العاصمة والخروج إلى الصحراء، موضحا أن حمدان كان يقصد ضبط العاصمة وليس نقلها، لأن القاهرة جزء لا يتجزأ من شخصية مصر بالنسبة لعالم الجغرافيا جمال حمدان، وتابع هاشم: "فكر حمدان في تعديل مناسيب السقف السكاني بين القاهرة وباقي المدن"، وأشار في حديثه إلى أن جمال حمدان كان يؤيد نقل العاصمة بشروط استقطابية وتنموية لنقل خدماتها، لاستعادة القاهرة للنسبة الموضوعة لها"، مبينا أن القاهرة عند حمدان تعتبر اختزال وانتخاب طبيعي للعاصمة المصرية.
وقال الدكتور محمد عبد السلام، رئيس قسم الجغرافيا بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال كلمته إنه سيعرض الجزء الثالث من كتاب شخصية مصر للدكتور جمال حمدان، مشيرًا إلى أنه لم يتعرض للانفجار السكاني بالتحديد، ولكنه أبحر في كيفية استقطاب مصر لجميع السكان، ووصف المشكلة في البداية، قائلا: "لا شك أن التزايد السكاني يمثل مشكلة كبيرة إذا لم يقابله زيادة في الموارد وحسن استغلالها، فالعلاقة بين السكان والموارد شغلت أذهان العلماء والباحثين وكان على رأسهم "توما مالثوس" وبالتحديد العلاقة بين الغذاء والتزايد السكاني"، وتابع أن حمدان يؤكد أن مصر على مر عصورها جاذبة للعنصر البشري فهي إقليم جذب لا طرد، حيث نداء النهر وجاذبيته وثرائه، جنبا إلى جنب مع العزلة الصحراوية، فمن السهل الاغراء بدخولها ولكن من الصعب الخروج منها، فكانت القاعدة تقريبا أن من دخلها لا يخرج منها، ولم يستثن من ذلك سوى موجتي الهكسوس واليهود".
فيما بدأ الدكتور محمد لطفي زكي مدرس الجغرافيا البشرية بكلية الآداب جامعة المنوفية، حديثه بعرض إحدى مقولات حمدان وهي "مصر مهد الجنس البشري أو الموطن الأول للإنسان، ويعد الإنسان المصري من أقدم سلالات الأرض، فمن المحقق أن تعمير مصر بدأ مبكرا جدا منذ وقت بالغ القدم، يسبق فجر التاريخ المكتوب بمراحل سحيقة على أقل تقدير"
وتابع محمد زكي: «وعند الحديث عن الانفجار السكاني لا بد لنا من النظر إلى الوضع السكاني بالقاهرة، بوصفها عاصمة الدولة والتجمع السكاني الأكبر في مصر، واتجه حمدان لسرد بعض الحلول للتصدي الزيادة السكانية الناتجة عن الانفجار السكاني المرتكز في رقعة صغيرة من الجمهورية، ومن أبرز الحلول حينها كانت الدعوة لبناء عاصمة جديدة، ووصف هذه الدعوات بالحماقة، ورفض فكرة تأسيس عاصمة جديدة كحل لزحام العاصمة، ووضع شروط لنقل العاصمة قبل رفضه للفكرة».
ولفت زكي إلى ان «حمدان» هاجم فكرة إنشاء مدن جديدة على أطراف المدن المكتظة بالسكان لأنها ستزيد من الأزمة وستكون مثل «الطواحين»، واقترح تقسيم مصر إلى أقاليم، لتوزيع المركزية التي تعاني منها مصر، واقترح إقليم للعاصمة يضم القاهرة ومعظم القليوبية والمنوفية فيما عدا أطرافهما الشمالية، وضم الجيزة وبني سويف في إقليم واحد وتكون عاصمته بني سويف، وضم مدن القناة مع سيناء في إقليم واحد وتحت إدارة واحدة ليتسني لها إدارة هذه المنطقة بالكامل بما يضمن تنمية سيناء بشكل متوازن مع مدن القناة.
والجدير بالذكر أن فعاليات الدورة الـ51 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، قد انطلقت الأربعاء 22 يناير الجاري، على أن تستمر حتى 4 فبراير المقبل، تحت عنوان "مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع"، وتحل السنغال ضيف شرف هذه الدورة، وجرى اختيار العالم المصري الدكتور جمال حمدان شخصية المعرض هذا العام.