القاهرة 31 يناير 2020 الساعة 04:31 م
كتب: مصطفى الهندي
أعلن الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار خلال مؤتمر صحفي عقد أمس الخميس الموافق 30 يناير بالمنيا؛ عن أول كشف أثري لعام 2020 وذلك بمنطقة الغريفة بتونا الجبل بمحافظة المنيا، والتي تعمل بها البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الاعلى للآثار، والتي نجحت فى الكشف عن العديد من المقابر العائلية التى تخص كبار كهنة الإله جحوتى وكبار الموظفين بالإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا وعاصمة الأشمونين، وقد حضر مراسم الإعلان عن الكشف اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا، وأعضاء مجلس النواب.
وقال الدكتور خالد العنانيفي كلمته: "اليوم نعلن عن أول كشف أثري في عام 2020 لوزارة الآثار مؤكدا أن محافظة المنيا لا زالت منطقة بكر ومازالت تحمل فى جعبتها الكثير من الأسرار التى ستبوح بها، فمنذ عام 2018 تم الاعلان عن 4 اكتشافات أثرية جديدة منهم خبيئة للمومياوات، ومجموعة من المقابر بها توابيت وأثاث جنائزي بمنطقة تونا الجبل.
وأشار وزير السياحة والآثار إلى أهمية ما تنظمه الوزارة من فعاليات وأحداث سياحية وأثرية مختلفة بمحافظة المنيا لوضعها على خريطة السياحة العالمية، كما أنه تم دعوة ممثلي كافة وسائل الإعلام الدولية والمحلية للتعرف على بعض المعالم الأثرية التى تتمتع بها محافظة المنيا، حيث بدأت بزيارة لمتحف ملوى والذى تم افتتاحه مرة ثانية فى عام 2016، كما قدم العناني الشكر لكافة العاملين بالمجلس الأعلى للآثار على ما يقومون به من مجهودات للإعلان عن هذه الاكتشافات التى تلفت أنظار العالم إلى مصر ومحافظاتها المختلفة ومواقعها ومتاحفها الأثرية السياحية المختلفة، كما توجه بالشكر للواء أسامة القاضى محافظ المنيا، واعضاء مجلس النواب لدعمهم في استضافة هذه الفعالية اليوم.
وأوضح د. مصطفى وزيري أن هذا هو الموسم الثالث لأعمال البعثة والتي كشفت خلاله عن 16 مقبرة بها حوالي 20 تابوت مختلفة الأشكال والأحجام، من بينهم 5 توابيت مصنوعة من الحجر الجيري على هيئة آدمية منقوشة بكتابات الهيروغليفية، وخمس توابيت خشبية فى حالة جيدة من الحفظ بعضها محفور عليه اسماء أصحابها مثل تابوت "حر" وتابوت "جحوتى اير دى اس" وتابوت "حر وجا"، بالإضافة إلى أكثر من 10.000 تمثال أوشابتى مصنوع من الفيانس الأزرق والأخضر أغلبها محفور عليها ألقاب المتوفين.
و قد عثرت البعثة أيضا على أكثر من 700 تميمة مختلفة الأشكال والأحجام والمواد من بينها جعارين القلب، وتمائم الآلهة، وأعمدة الجد رمز المعبود أوزير، والتمائم المصنوعة من الذهب الخالص، منها تميمة على شكل علامة "البا المجنحة" وتميمة عين الأوجات وتميمة على شكل الكوبرا المجنحة، فضلا عن العديد من الأوانى الفخارية مختلفة الأشكال والأحجام كانت تستخدم اغلبها للاستخدام الجنائزي وبعضها كان دينوى، وأدوات قطع المحاجر وتحريك التوابيت مثل الشواكيش الخشبية والسلال المصنوعة من سعف النخيل والدرفيل الخشبية لتحريك الأحجار والتوابيت، فضلًا عن اكتشاف ثمانية مجموعات من الأواني الكانوبية من الحجر الجيري الملون عليها نقوش لصاحبها مرى آمون الذي أخذ لقب مغنى الإله تحوت، ومجموعات أخرى مكونة من أربعة أوانى كانوبية من الألباستر لسيدة تدعى ومن سو، وأخرى لشخص يدعى حر، و ايبى، وأخيرا مجموعة من العجائن الحجرية بدون نقوش تمثل أبناء حورس الأربعة.
وأوضح د.وزيري أن التوابيت الحجرية المكتشفة يخص أحدها شخص يدعي "ارت حرو"، والذي لقب بالعديد من الألقاب من أهمها كاهن أوزير ونوت والمشرف على الضياع وكاهن حتحور وهو ابنا لبسماتيك الذى أخد لقب أمين الخزانة الملكية، أما التابوت الثاني فهو تابوت حورس وصور عليه منظر للالهة نوت وهي ناشرة جناحيها أعلى الصدر وأسفلها نقوش توضح ألقاب المتوفى وخاصة لقب أمين الخزانة الملكية، وتابوت أيبى وعليه ثلاثة أسطر رأسية من الكتابات الهيروغليفية توضح اسم المتوفي، بالإضافة إلى تابوت جد جحوتى ايوف عنخ من الحجر الجيري المصقول جيدا والذى يعد من أهم التوابيت المكتشفة هذا الموسم نظرا للألقاب المدونة على غطاء التابوت وهى (أمين الخزانة الملكية وحامل أختام مصر السفلى والسمير الوحيد للملك) وهى من الألقاب التى تلقب حكام الاقاليم فى مصر الوسطى.
يذكر أن البعثة كانت خلال مراسمها السابقة قد اكتشفت في المواسم السابقة 19 مقبرة تضم 70 تابوتا حجريًا مختلفة الأحجام والأشكال، وسوف تستمر في أعمال التنقيب الأثري في المنطقة للكشف عن المزيد من أسرارها.