القاهرة 23 يناير 2020 الساعة 09:02 م
كتب : محمد علي
افتتحت اليوم الفعاليات الثقافية للدورة الواحدة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتضمن جدول فعاليات قسم كاتب وكتاب إقامة ندوة تفاعلية لمناقشة كتاب "تاريخ البحر الأحمر من ديليسبس حتى اليوم" للكاتب الفرنسي روجية جرانت ومن ترجمة د.حسن نصر الدين.
وقام الدكتور السيد فليفل بإدارة الندوة حيث قدم ضيوف المنصة التي ضمت كل من د.حسن نصرالدين، د.أيمن شبانة، د.خلف عبد العظيم الميري. ثم قدم شرح مبسط عما يحتوي الكتاب وعن المنظور التاريخي له والرؤى والافكار التاريخية التي يقدمها، ومنها نعيد التعرف على ماهية ما كان يرنو إليه ديليسبس من فكرة مشروع حفر قناة السويس والتبعيات التي حدثت جراء الحفر وربط البحرين معًا.
ومن ثم تحدث مترجم الكتاب عن الضرورة التاريخية التي حثته لترجمة العمل على جزئين لما يحتويه من أطروحات جديدة في تاريخ حفر قناة السويس، ومنها التدافع بين طرفين هما الدولة العثمانية من جهة وفرنسا من ناحية أخرى حول امكانية احتلال اجزاء عدة من قارة افريقيا، كما أوضح أن العمل احتوى على العديد من الدراسات التي اهتمت بدراسة وفهم اللغات والخصائص والعادات لدي شعوب أفريقيا.
ومن النقاط الهامة التي تطرق إليها الكاتب في أحيان عديدة منها موقف بريطانيا العظمي آنذاك من ثورة المهدي في السودان، وصولًا الي النزاع السعودي-اليمني وعلاقة كل ذلك بحفر قناة السويس وكيف كانت تخطط الدول العظمي للاستفادة من المشروع كأداة لتفكيك الدولة العثمانية.
وقدم د.خلف الميري التحية الواجبة لمترجم الكتاب الذي أتاح فرصة عظيمة لكل من يود مطالعة رؤي جديدة ومغايرة لما هو سائد لدى العديد من الناس؛ وذلك لكون المترجم مؤرخ أكاديمي لذا استطاع أن يقدم رؤية سياسية شيقة وجديرة بالاهتمام على الرغم من أن ذلك جاء على حساب الموضوعية التاريخية، وفي ختام كلمته اخص الحديث عن براعة نصر الدين في الترجمة من خلال الاستهلال والبلاغة في الصياغة.
بينما تحدث شبانة عن أهمية الملاحق بداخل الكتاب وبأنها تزيد من التفسيرات المعلوماتية التي تحتم على كل من هو مهتم بالشأن التاريخي بأن يقرأة ويقتنيه، ثم تطرق بالحديث عن صراع المصالح الكبرى بين القوى العظمى آنذاك (فرنسا، بريطانيا العظمي) وكيف وجدوا في منطقة البحر الأحمر وسيلة لاحتلال الكثير من دول قارة افريقيا معقبًا على الأسلوب الذي اتبعه الكاتب جرانت اخذًا عليه اتباع سياق هوية بلده وحدها بينما كان يجب عليه تفنيد الكتاب بشكل يوضح المآسي والاضرار التي لحقت بالعديد من المصريين جراء المشروع مفسرًا بأنه دائمًا وابدًا تدفع مصر ثمن الصراعات التي تحدث بين القوي العظمى.