القاهرة 21 يناير 2020 الساعة 11:14 ص
حوار: سماح عبد السلام
على العكس من عنوان معرضها الأخير "ضفاف سمراء" بجاليري جرانت.. حرصت الفنانة راندا إسماعيل على أن تطرح حالة من البهجة بألوانها الدافئة من خلال لوحاتها التى تُجسد بها عادات وتقاليد النوبة بأسلوب فنى تعبيري تؤكد به عشقها لهذه البقعة العزيزة من أرض مصر..
• يعُد معرضك الأخير "ضفاف سمراء" التجربة الرابعة عن النوبة.. حدثينا عنه وعن مدى شغفك بهذه البقعة العزيزة من مصر؟
مع كل زيارة للنوبة تلهمني بالمزيد من الأعمال، وقد فكرت فى عنوان خاص بالنوبة ومتوائم معها وعلى العكس من الاسم "ضفاف سمراء" فالمعرض ملون وبه حالة من التناقض ويضم أكثر من 30 لوحة متباينة الأحجام. وبخلاف المعارض السابقة تعكس هذه التجربة الحياة اليومية لأهل النوبة بما تشمله من عادات وتقاليد. استخدمت ملامس وتكوينات مختلفة. ورغم أن هذا المعرض الرابع عن النوبة ولكنه يختلف عن المعارض التى قدمتها من حيث التكنيك والألوان. المعرض الراهن يحمل حالة من التفاؤل.
• تعامل مع النوبة كثير من الفنانين.. فما الاختلاف الذى قمت بتقديمه؟
النوبة من أكثر الأماكن الملهمة فنياً وإبداعياً بشكل عام، لذا من الطبيعي أن يتم تناولها من قبل العديد من الفنانين. ولكن كل فنان يرسمها بطريقة ومجموعة لونية وتقنيات مختلفة. هناك فنان يجذبه فى أهل النوبة رقصهم أو بيوتهم أو تكوين الوجه وجماله. الحياة النوبية والعلاقات الاجتماعية والعادات والتقاليد التى توارثها أهل النوبة وحافظوا عليها عبر السنين.. النوبة مفردة تشكيلية غنية بالتعبير. أحرص على متابعة كل الفنانين الذين رسموا عن النوبة ولكن فى النهاية لكل فنان خط واتجاه خاص به، كما تتجلى شخصيته فى العمل الفنى. ومن هنا كان الاختلاف.
• تشع الألوان الخاصة بلوحات النوبة بالبهجة رغم عنوان المعرض ضفاف سمراء. فلماذا هذا التناقض؟
تعمدت أن تحمل اللوحات حالة من البهجة. الناس بالنوبة رغم حالة البساطة التى يحيون فى ظلها لكنهم يحملون بداخلهم حباً للحياة وأملاً فى الغد. ومن هنا عبرت عن هذه الطريقة بألوان تحمل نفس الحالة.
• وماذا عن مجموعة الزهور التى تختلف عن ثيمة المعرض؟
أحب رسم زهور، ولكنى لم أعرضها من قبل، فقررت عرضها بعد تشجيع أصدقائي ومراقبة تقبل المتلقي لها من عدمه. وقد رسمت هذه المجموعة بحس تجريدي. خرجت بشكل عفوي وهذا سر جمالها.
• حديثنا عن علاقتك باللوحة بداية من تعاملك معها وهى مسطح أبيض؟
أضع اللوحة أمامي وأتجول أمامها ذهاباً وإياباً إلى أن أتخيل ما سأقوم برسمه عليها. أسعى لصنع نوع من الألفة بيني وبين اللوحة قبل بداية الرسم عليها.
• تطغى على المعرض الألوان الدافئة، فهل تفضلين هذه الألوان أكثر من قرينتها الباردة؟
أشعر أن الألوان الدافئة أكثر تأثيراً. فى معرضي قبل السابق بقاعة صلاح طاهر، لم تكن به ألوان كثيرة ولكن فى النهاية الألوان تخضع لحالتي النفسية التى دفعتني للتلوين أكثر.
• تحل المرأة كبطلة لمعرض "ضفاف سمراء" فهل ترينها الأكثر تأثيراً فى مجتمع النوبة؟
كنت ألتقى سيدات كثيرات فى النوبة وأتحاور معهن. المرأة النوبية بطلة لوحاتي كونها الأم والزوجة والعاملة والبائعة التى تعيش حالة من الانتظار مترقبة عودة الزوج أو جلب الرزق أو مجهولا يحمل لها الخير أو الشر. المرأة عنصر قوى فى المجتمع النوبي بشكل خاص ومصر بشكل عام. ومن هنا فقد ظهرت بشكل كبير فى اللوحات.