القاهرة 21 يناير 2020 الساعة 10:52 ص
كتبت: شيماء عبد الناصر
• مشروع تخرج فرقة قسم التربية الفنية، كلية التربية النوعية، جامعة أسوان، مادة الخزف
عادة ما يتم عمل مشاريع تخرج للفرق المختلفة المنتسبة للكليات الفنية بأنواعها بمختلف موادها التي يدرسها الطلاب في الأقسام المختلفة، ولكنّ عددا قليلا هو من يتم اختيارهم لعمل حفل افتتاح مشروع التخرج، وعددا أقل هم من تكون مشاريعهم ذات قيمة فنية عالية، أما في مشروع تخرج قسم التربية الفنية بكلية التربية النوعية جامعة أسوان، مادة الخزف، فلم يكن فقط مشروع تخرج ذا قيمة فنية عالية؛ لكنه كان من ذلك النوع من العمل الفني الذي يتماس مع المجتمع؛ حيث قامت الدكتورة منى فتحي بصحبة ستة عشر طالبًا من طلابها الذين يدرسون مادة الخزف وهم: غادة السيد عبد التواب، أسماء شريف محمد، هالة أمين محمد، سارة عبد الرؤوف حامد، رحاب أحمد محمد، أميرة حسن أحمد، شريف محمود أحمد، دينا عبد الناصر أحمد، شيماء عبد الحميد البدرى، آية محمد عوض الله، بهاء حامد بدرى، سحر عبد الحارس على، دينا ممدوح محمد، أسماء البدرى أحمد، إسراء يسرى عبد الحميد. فاطمة محمد دمرداش.
الخامة والتقنيات: التشكيل اليدوي بالطينة عن طريق الحبال، الليثوجراف
باستخدام الطين الأسواني والطلائات الزجاجية، والأكاسيد الأرضية (الطبيعية) الخاصة بالخزف (أكسيد منجنيز، كوبالت، كروم، نحاس، أنتيمون)، الجليزاتها؛ البطانات المزججة، حيث قاموا بعمل جدارية خزفية في المدخل الرئيسي عند الامانات بمتحف النوبة عبارة عن حائطين متقابلين 28 مترا مربعا. كل بلاطة فيه عبارة عن نماذج من البيئة (الجمال، النخيل، شكل التمساح) وموتيفات من المصري القديم (شكل أنوبيس، القط الفرعوني ؛ زهرة اللوتس؛ الجعران) ومعابد النوبة الغارقة تم التشكيل بالطين الأسواني لأكثر من 20 تصميما وعمل قوالب جبس لها لإنتاج العديد من البلاطات. وتم تثبيتها على الحائط مثل أي بلاطة سيراميك بمواد البناء. والألوان المستخدمة عبارة عن بطانات مزججة وطلاءات زجاجية تم تسويتها عند 1000 درجة مئوية فثابتة ولا تتأثر بالماء أو أي شيء آخر والدرجات الملونة حاولوا أن تكون قريبة جدا من المصري القديم كي يعطي إحساسا بالقدم ليتماشى مع المكان وطليت بالجليز الشفاف ليغلق مسام الطينة وحمايتها من الأتربة ولتكون سهلة التنظيف. بالإضافة إلى عمل بلاطات خزفية عبارة عن تكسيات بمادة الليثوجراف ( الطباعة بالأكاسيد).
ويقوم السياح الأجانب قبل دخول المتحف بتصوير البلاطات الخزفية فيما أعجبهم بشدة الجعران والليثوجراف الذى استخدم في عمل معابد النوبة مثل أبو سمبل والسبوع وغيرها من المعابد. وقد أشاد مدير المتحف دكتور حسنى عبد الرحيم بهذا المشروع بقوله إن السياح أصبحوا يقفون أمام مشروع التخرج الخاص بدفعة 2018 ظانين أنه جزء لا يتجزأ من المتحف بسبب اللمسة القديمة التي أضفوها على الأعمال وأصبح بذلك المدخل مزدحمًا بهم.
وأثناء التثبيت على الحائط كان هناك اثنان من السياح من فرنسا بصدد دخول المتحف وتوقفوا أمام الأعمال وتحدثوا عن التصميم وأعجبهم جدا الجعران وللونه. وكان أكسيد النحاس وأعجبهم تثبيت البلاطات؛ حيث إنها ليست فوق بعضها ولكن كل بلاطة فوق نصفين من بلاطين وكان متبقيًا عدد من البلاطات عندنا أخذوا منه تذكارا قبل رحيلهم. وكانوا سعداء جدا.
وعند التدقيق نلاحظ أن الجمل تم إخراجه بحلين تشكيليين مختلفين، وفي البيت النوبي والكف والزخارف الهندسية المجردة التي توضع هنا في بيوتهم بالنوبة ومعلق بجوار الأعمال لوحة باللغة الإنجليزية فيها شرح مختصر جدا عنه وأسماء الطلاب المشاركين فيه. واسم الدكتورة منى، بناء على طلب السياح الذين كانوا يأتون ويريدون معرفة من قام بعمل هذه الأشكال الفنية من كثرة إعجابهم بها.
حينما بدأ قطار الشباب رحلاته إلى أسوان، وفي يوم الافتتاح كان الشباب يلتقطون الصور بجوار الخزف الذي تم تنفيذه، واستغربوا تماما حينما قالت لهم الدكتورة منى (أنتم بتصوروا بجوار أعمالنا) وفهمت منهم أنهم ظنوه فعلا آثارا قديمة تابعة للمتحف ومثبتة على الحائط.
وقام الطلاب بعمل التصميمات وتنفيذها فيما قامت الدكتورة منى باقتراح بالتة الألوان، وذلك لأنه من المعروف أن ألوان الخزف تتغير من قبل الحرق عن بعده، فلا نرى الأصفر أصفر، ولا الأحمر أحمر، فليس لدى الطالب هذا النوع من الخبرة في اختيار الألوان المستخدمة في التلوين الخزفي بشكل صحيح، فيما قام الطلاب بالتلوين.
ونفذ أيضًا الطلاب هذه التصميمات بأنفسهم. وأشادت الدكتورة بعمل الطلاب وطاقتهم وحماسهم والمجهود الكبير الذي بذلوه، حيث
وقد اعتمد الطلاب في تصميماتهم على اختيار موتيفات من النوبة، لارتباطهم بفكرة المكان الذي صنعت فيه الجدارية وهو متحف النوبة، الذي تم اختياره خصيصًا لعمل مشروع التخرج؛ حيث كان المتحف يستقبل معرضًا طلابيًا، وقد لفت نظر الدكتورة منى فتحي، أن حائطي المدخل الرئيسي مدهونان بالبلاستيك العادي ولم يكن نظيفًا. فأثار دهشتها أن يكون المدخل الرئيسي لهذا المتحف بهذا الشكل، فكان لابد من التفكير في حل جمالي لهذه المشكلة، ويكون الحل من قلب كلية التربية النوعية بأسوان.