القاهرة 15 يناير 2020 الساعة 01:50 م
كتب: مصطفى الهندي
احتفلت وزارة السياحة والآثار مساء أمس الثلاثاء، بالعيد الرابع عشر للأثرين المصريين بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وذلك بحضور الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والسيد عمرو صدقي رئيس لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، وعدد من أعضاء لجنة الثقافة والآثار والإعلام بالمجلس، ورؤساء اتحادات الغرف السياحية وسفراء كل من ليتوانيا وفنلندا وبيلاروسيا وفرنسا والمجر والنمسا، بالإضافة إلى ممثلي عدد من الجامعات المصرية والأجنبية، ومديرى معاهد الآثار وعدد من قيادات الوزارة و الشخصيات العامة.
وخلال كلمته التي ألقاها لتهنئة الأثريين في عيدهم، أثنى الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار على المجهود الرائع الذي يبذله الأثريين وكافة العاملين بالوزارة للحفاظ علي تاريخ مصر وآثار بلدهم التي هي أيضا تراث الإنسانية؛ حيث يرجع لهم الفضل الأكبر فى الإنجازات التى حققتها الوزارة خلال عام 2019 من اكتشافات أثرية جديدة ومعارض دولية ومشاريع أثرية هامة.
وأوضح أن الاثريين لعبوا دورا كبيرا فى الترويج لمصر أمام العالم وتحسين الصورة الذهنية لها من خلال الأعمال الاثرية الهامة التى قاموا و مازالوا يقومون بها.
وأكد الوزير على اهتمام الدولة المصرية بقطاع السياحة والآثار باعتباره قطاع واحد، لافتا إلى الدعم المادي والسياسي الغير مسبوق الذي تقدمه الدولة المصرية لهذا القطاع والذى يعكس رقي الدولة وتحضرها، كما انه يبعث برسائل عديدة تدل على أن مصر دولة قوية وثابتة.
وأشار الدكتور خالد العنانى إلى أن أحد أهم العناصر التى تتميز بها مصر عن باقى حضارات العالم هى الآثار المتنوعة زمنيا ونوعيا من خلال حضارات مترابطة ومتشابكة، مضيفا أن دمج وزارتي السياحة والاثار في وزارة واحدة سيقوي من القطاع بصورة اكبر من خلال منظومة واحدة متكاملة مما سيساهم في خلق مزيد من فرص العمل ودعم الاقتصاد القومى، لافتا الي انه عندما تم التفكير عام 1964 في انشاء وزارة للسياحة والاثار كان القرار إنشاء وزارة واحدة لهما وظلت هكذا حتي عام 1966.
وخلال كلمته استعرض الدكتور خالد العناني، ما قام به المجلس الأعلى للآثار خلال العام الماضي من إجراءات خاصة بالعاملين به لتطوير أداء العمل داخل المجلس، حيث تم ترقيه اكثر من 20 الف موظف لمستويات وظيفية أعلى وفقاً للفترات البينية وذلك في ضوء قرار الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة رقم 65 لسنة 2019، كما تم الانتهاء من إعادة التعيين بالمؤهل العالي (التسوية) لأكثر من 800 موظف، والانتهاء من تثبيت 2800 موظف من المتعاقدين على الباب الأول، كما تم الانتهاء من الاجراءات الخاصة بتعديل الشكل التعاقدي للباب السادس (التظلمات) لعدد 662 موظف نقلاً إلى الباب الأول، وجاري الانتهاء من الاستيفاءات الخاصة بالمرجئين وعددهم 123، مؤكدا على أن المجلس يوشك على إنهاء إجراءات تعديل الشكل التعاقدي لكافة المتعاقدين على الباب السادس، والعاملين بند أجر نظير عمل خلال الفترة القادمة.
و خلال الاحتفال، كرم الدكتور خالد العناني الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الاعلى للآثار تكريمًا خاصًا لمجهوداته في الاكتشافات
الأثرية التي ساهمت بشكل كبير في عودة الحركة السياحية، وكان أشهر تلك الاكتشافات في عام 2019 خبيئة العساسيف في الأقصر، وخبيئة الحيوانات المقدسة في منطقة سقارة الأثرية.
واختتم الدكتور العناني كلمته بتوجيه خالص الشكر والتقدير للدكتورة إيناس عبد الدايم وزير ة الثقافة، والدكتور مجدي صابر رئيس دار الاوبرا المصرية على استضافة الاحتفالية اليوم، كما توجه بالتحية لكافة الزملاء بوزارة السياحة والاثار باعتبارهم أسرة واحدة، مؤكدا علي أهمية تضافر كافة الجهود خلال الفترة القادمة للنهوض بقطاع السياحة والآثار.
وتضمن برنامج الحفل عرض فيلم قصير عن إنجازات وزارة الآثار خلال عام 2019، وعروض فنية للباليه، والفنون الشعبية، وفرقة الموسيقي العربية، كما تم تكريم 12 من الأثرين والعاملين بمجال الآثار، وتسليم جائزة الدكتور زاهى حواس لأفضل آثارى ومرمم لعام 2020، والتي تقدم للعام الثاني على التوالي.
وأوضح د.هشام الليثي رئيس الإدارة المركزية لتسجيل الآثار المصرية، ان عالم الآثار الدكتور زاهي حواس كان قد خصص منذ العام الماضي مبلغ مالي يمنح لأفضل أثري وأفضل مرمم يتم اختيارهم من قبل لجنة مصرية دولية مختصة تقوم بتقييم مجموعة من الأعمال التي شارك بها الآثاري والمرمم في مجالات الحفائر والترميم،
وقد فازت بها هذا العام البعثة الأثرية المصرية بالعساسيف والتي يتسلمها عن فريق العمل د. فتحى ياسين، والبعثة الأثرية المصرية بجبانة الحيوانات
المقدسة بسقارة ويتسلمها أ. صبرى فرج، وجائزة أفضل مرمم ذهبت لمحمد جاد أخصائي ترميم بمعبد الكرنك بالأقصر.
وأشار الدكتور هشام الليثي، أن الوزارة تحتفل يوم 14 يناير من كل عام بعيد الاثريين المصريين، وهو اليوم الذى تم فيه تعيين أول مصرى رئيسًا لمصلحة الآثار بعد أن كانت حكرًا على الأجانب فقط، وجاءت فكرة عيد الآثاريين ترسيخًا لمفهوم الانتماء لأرض مصر الغالية لأبنائها الآثاريين الذين لم يدخروا جهدًا إلا وبذلوه حبًا وإجلالاً وتقديرًا وعرفانًا ووفاءً لأم الحضارات؛ حيث حملوا لواء العمل الأثرى فى مصر وخطوا خطوات ثابتة وراسخة وواثقة فى كافة مجالات الآثار، فمنهم من أرسى قواعد الدراسات الآثرية فى الجامعات المصرية، منذ أكثر من مائة عام ومنهم من سكن المعابد والمقابر والصحارى متحسسًا خطى أجداده فى بطون الأرض، من أجل ذلك نحتفى فى يومنا هذا بهؤلاء القوم من الرواد الذين تمصرت على أيديهم مسيرة العمل الأثرى فى كافة مجالاته.