القاهرة 14 يناير 2020 الساعة 11:57 ص
كتب: د. محمد سمير عبد السلام
"القلوب عند بعضها"، و"طبقات الخيل" ديوانان شعريان صدرا معا للشاعر المصري ماجد يوسف، ضمن سلسلة روائع الأدب العربي بالهيئة العامة لقصور الثقافة 2019؛ ويؤسس ماجد يوسف – في تجربته الشعرية – لاستعادة صوت الآخر، أو أطيافه ضمن صوت الذات المتكلمة، ورؤيتها الخاصة للوجود، وتطورها المعرفي، وإنتاجيتها للنسق العلاماتي للقصيدة عبر استعادة للحضور الطيفي للآخر من جهة، وأثره الفكري، والجمالي، والشخصي ضمن قراءة تفسيرية تشبه القراءة التعديلية التنقيحية الإبداعية لنص الآخر طبقا لتصور هارولد بلوم، من جهة أخرى؛ فالمتكلم يستعيد صورة الأم في سياق البحث عن التعالي الروحي، والاتحاد الصوفي بالآخر/ طيف الأم الشعري في الفضاء الاستعاري الافتراضي البديل عن واقع المتكلم في قصيدة مدد مثلا، بينما يستعيد طيف صلاح جاهين في سياق الاستعادة التنقيحية الفلسفية، والثقافية لغنائية جاهين في سياق زمكانية المتكلم المغايرة، أو يعيد ماجد يوسف التشكيل السيميائي للتجريب في كينونة الروائي المبدع الراحل إدوار الخراط، وفي أثره الجمالي الحداثي في السياق الراهن، بينما يؤول كينونة طيف الشاعر الراحل محمد كشيك في تنوع إيماءاته الثقافية، والشخصية التي تومئ بالتعددية داخل الواحد، وأثرها الفريد الممتد خارج حضوره الفيزيقي؛ وكأنه يمثل أثر المرح الاستعاري في بنية صوت المتكلم نفسه في القصيدة؛ وتذكرنا استعادة ماجد يوسف لكشيك، بانتشار كشيك كشخصية فنية في أعمال أخرى مثل رواية عتبات البهجة لإبراهيم عبد المجيد؛ وكأن الصوت المتكلم يعيد إنتاج الآخر ضمن صوته الداخلي الخاص، ورؤيته النسبية للوجود.
ومثلما استعاد ماجد يوسف الآخر/ الآخرين ضمن التداخل الجمالي بين صوت الأنا، وأطياف الآخر الاستعارية في النسق العلاماتي للنص، نجده يؤسس للثراء الدلالي التصويري للإنتاجية الإبداعية للقصيدة في الديوان الثاني/ طبقات الخيل؛ وكأن الإنتاجية الداخلية لتداعيات القصيدة في الوعي المبدع تتخذ مظهر الخيل التصويري في عبورها للزمكانية، وصيرورتها؛ فالذات تستنزف بنيتها الخاصة جماليا، وفلسفيا، وتصير جزءا من صيرورة إبداعية تتجاوز مركزية الحضور، وهيمنة الوعي؛ وتذكرنا بتجاوز بنى الذات، والإطار الجمالي للعمل الفني في جماليات ما بعد الحداثية؛ وبخاصة في قصيدة طبقات الخيل؛ فالذات تمزج بين التناقضات البنائية الداخلية، والتحول العلاماتي النصي، والتشكيلي للمتكلم في وفرة دوال الكتابة، وتأجيلها لبنية المدلول طبقا لتصور دريدا عن الكتابة الأولى؛ فعلامات الذات، والوجود النسبي، أو الكينونة، والزمان، والمكان، تخضع للتداخلات التصويرية، والتشكيلية الإيمائية المفتوحة، دون مركزية للصوت المتكلم في النص.
يقول ماجد يوسف في نص طبقات الخيل:
"كأنه وشي، ومش وشي/ وكأني باغرق جوا بياض/ الصرخة مالية الكون أنقاض/ فتحت مخي لزحف الليل/ طبقات من الخيل الإسود/ مساحات من الضلمة السودا / فوق جسم مرمي بتجتره معدة أوضه".
يحيلنا الصوت المتكلم إلى حضوره التمثيلي الآخر، ثم يتجاوز مركزية الحضور الاستعاري في تناقضاته الداخلية، وتجليه كأثر جمالي في لوحة تشكيلية تجريدية بيضاء، تتجاوز مركزية الإطار في ديناميكيتها، أو صيرورتها، وتعارضها الذاتي الداخلي مع إيحاءات العتمة، والأثر العميق للون الأسود؛ فالصوت لا يهيمن على إنتاجية العلامة هنا؛ لأنه بدأ بتخييل بنيته الشعرية الخاصة كأثر في تداعيات الكتابة، وصورها، وفضائها التصويري الحلمي الذي يذكرنا بالصور السريالية، وتحولاتها المجازية التكوينية؛ فالغرفة تصير مثل المعدة الضخمة، والذات تقع ضمن مسافة بين الداخل، والخارج، والفضاء الكوني المحتمل، ومجالاته الجمالية التي تشير إلى أطياف الفن، وتاريخه العابر للحدود الزمكانية.
ويستمر الشاعر في قراءة الكينونة خارج المركزيات المستقرة، وخارج خصوصيتها البنائية ذاتها، ويستنزف مركزيتها في مرح الصور، وانفتاح الفضاءات، وسيولتها العلاماتية التجريبية؛ يقول:
"وأنا لا ف مكان ظاهر ولا أرض / ولا له تاريخ ولا جغرافيا / ولا وهم سور له طول أو عرض/ مكان ملوش تضاريس وحدود / وأنا زي راس مفرد منحوت / ف مادة من طبقات الليل / أو من زبد هش وأبيض / باصرخ، وباصرخ من غير بوق" .
تصير الذات طيفا جماليا متحررا من الفضاء، أو تصير أثرا خفيا في فضاء حلمي يستنزف مركزية الحضور الفيزيقي، والتاريخي، ويعاين الوعي هنا صوته الخاص ضمن تحولات فنية جمالية محتملة؛ مثل صرخة عابرة للزمن، أو تمثال منحوت، أو لون تجريدي؛ الذات تخضع هنا لاستبدالات الكتابة، وتأجيلها المحتمل لمركزية المدلول؛ إذ تومئ الصرخة الممزوجة بالفراغ، والصمت، إلى التمثال غير المكتمل، ثم إلى اللون الذي يقع في مسافة بين اللوحة المحتملة، والانسحاب إلى الفضاء الداخلي بوصفه فضاء استعاريا سرياليا، ويجمع بين صخب الحلم، وصيرورة اللون الأسود في فضاء اللوحة التجريدي.
*تخييل صوت الآخر في الوعي:
يستعيد ماجد يوسف صوت الآخر في سياق تأويلي لا ينفصل عن العالم الداخلي للذات المتكلمة؛ ومن ثم تمثل الاستعادة اتصالا روحيا بين الذات، وكينونة الآخر، وأطيافه المحتملة، كما تؤكد فاعلية صور الآخر في زمن المتلقي في لحظة القراءة؛ وكأن تأويل المتكلم لكينونة الآخر، يتجاوز مركزية حضوره التاريخي الأول، باتجاه النص، ولحظات القراءة المتنوعة؛ فنحن نعاين صور الخراط، ومحمد كشيك، ورجاء النقاش مثلا من داخل تأويل الشاعر لكينونتهم، ومن داخل أثر هذا التأويل في التلقي، وحياة الأطياف الأخرى في الوعي، واللاوعي.
ويؤول ماجد يوسف صورة الروائي الراحل إدوار الخراط من داخل فاعلية رؤيته الحداثية التجريبية للفن، والكتابة، وما تنطوي عليه من شعرية دائرية للاختلاف، والاستبطان التصويري للوعي، واللاوعي؛ يقول في قصيدة مراية نسر:
"وتقلقنا / وتقلق كون بيتقلب في ريح عاصف في روح ودماغ / وف المعزل / بيغزل– في الصعود للنسر – منقارك / تراتيلك على المنهل / وتتبتل حدود الصعب في الشجرة / في حالة ضد للأسهل".
يرتكز خطاب ماجد يوسف التفسيري هنا على تواتر علامات القلق، والتجاوز، واستنزاف البنى التقليدية في إبداع الخراط، وربما يومئ الشاعر إلى كتاب طريق النسر في بنية الخطاب، كما يعيد تصوير كينونة الخراط من داخل فاعلية التصوير الحلمي المستعاد من تجربة الخراط الحداثية، أو السريالية نفسها؛ فقد صار جزءا من صيرورة الذات المتكلمة، ومن بنية الفن الطليعي المتجددة في لحظة القراءة المحتملة.
وقد مزج ماجد يوسف بين ضمير المتكلم، وحس الخراط التجريبي في تناقضات الكتابة، وتعدديتها الإبداعية، وعلاقته بالفن التشكيلي، والأشكال، والألوان في النص نفسه؛ يقول:
"ونتدحدر على الألوان/ في أقواس القزح، والطيف/ وساق على ساق/ بنتحول/ ونتبدل/ ونتكون/ ونطلع في الهوا الميت دواير رعد / ونتمرغ في بعد القرب/ قرب البعد" .
يتجلى طيف الخراط – في خطاب ماجد يوسف الشعري – كأثر جمالي، لا يمكن فصله عن تحولات المتكلم نفسه؛ فقد صار جزءا من تأويل الشاعر لكينونته في اتصالها الإبداعي بكتابة الخراط، وأعماله الفنية، وتأويلاته الإبداعية التي قدمها للفن التشكيلي؛ فالصوت المتكلم صار جزءا من فاعلية الأثر الجمالي، وتحولاته التصويرية التي تقع في مسافة بين العمل الفني، والوعي، وحالة الأداء التي يمكن قراءة الذات – من خلالها – كعلامة فنية تتجاوز الأطر، والحدود، وينفتح الأنا على الأثر الجمالي والتفسيري للآخر، وعلاماته الإبداعية المتحولة؛ فالمتكلم يومئ إلى لحظة نشوء آخر للكينونة الذاتية في فعل التكوين؛ وهو يشير إلى بنية التجدد، وإلى التحول التصويري المرح في صورة الرعد؛ فالضمير يتصل هنا بالعلامات المولدة عن كينونة الخراط، وإنتاجيته في القصيدة.
ويستعيد ماجد يوسف طيف رجاء النقاش من داخل أصالة الهوية الثقافية، واحتفائه بالكتاب الجدد، ونبوءاته، ويجسد كينونته في علامة الوردة التصويرية التي تبدو تمثيلا مجازيا للصوت، وإمكانية حضوره في مونولوج المتكلم، ووعيه، وأخيلته الإبداعية؛ يقول في نص الوردة:
"وأخيرا يا عم رجاء/ لسان حالك تملي يقول/ على الورد اللي ورقه فيك/ وفتح للأمل شبابيك / ونادى الفجر يبقى وشيك / وقلنا عليك / على الورد اللي ملو عنيك/ على الزرعة اللي غرس إيديك".
يعيد ماجد يوسف تخييل صوت رجاء النقاش في الانتشار الرمزي، والسيميائي لعلامة الوردة في الخطاب الشعري؛ فهي توحي بكثافة اتصال صوت رجاء النقاش بالآخر، وبالكتاب الجدد، وبحضوره الآخر كأثر جمالي تفسيري في وعي المتلقي، وقد ارتكز الخطاب الشعري على تواتر الإحالة إلى ضمير المخاطب الذي يوحي باستدعاء صوت الآخر ضمن بنية المتكلم، وصوته الخاص، وتأكيد الحضور التمثيلي الطيفي للآخر في الوعي المبدع، وفي إنتاجية النص لكينونته العابرة لحدود الصوت التاريخية، والفيزيقية الأولى في تمثيلات المخاطب الداخلي، وفي أثر الوردة.
ويتقاطع كل من وعي الشاعر، ووعي الآخر/ طيف صلاح جاهين من داخل المزج بين الغنائية الذاتية، والاختلاف، والتعارض مع أثر أغنية صلاح جاهين في التلقي؛ فالمتكلم يستعيد أثر الأغنية الداخلي في سياق التحولات، والتعارضات، والصراعات التي لا تخلو من حس غنائي باطني في خطاب ماجد يوسف نفسه؛ فهو يتجاوز بنية التناغم الجمالي في أغنية صلاح جاهين، بينما يعرض منظوره المختلف بصورة غنائية، تذكرنا بتصور هارولد بلوم عن القراءة التنقيحية للأسلاف في الشعر؛ فهي استعادة تجمع بين حالتي التجانس، والتفكك، وبين التداخل، والتعارض مع أثر صلاح جاهين، وصوته المستعاد؛ يقول في قصيدة الحياة مش لونها بمبي:
".. والبكا من حسن ظني/ نفسي أخرج برة عطني/ قلبي لسة يا ناس معبي/ وحلمي أصحي الميتين/ الحياة مش لونها بمبي/ عمرها يا صلاح جاهين".
ينشق المتكلم هنا عن تحولات اللحظة طبقا لمنظوره التفسيري للعالم؛ وإن كان يؤسس لحظة الانفصال من داخل حسه الذاتي الغنائي الذي يتصل بصوت صلاح جاهين، بينما يتعارض مع مركزية الأثر الجمالي لأغنيته المستعادة؛ فالخطاب يستعيد صوت صلاح جاهين في سياق نصي ثقافي يجمع بين الحوارية، وتعددية الرؤى التفسيرية للعالم، وللتحولات الحضارية في لحظة الكتابة الآنية.
ويؤول المتكلم شخصية الشاعر محمد كشيك من داخل التعددية، والبساطة، والأصالة، والتناقضات التمثيلية الإبداعية، وتجاوز بنية الهوية في اتصالها بأطياف الماضي الفنية، والثقافية؛ وكأن شخصية كشيك – طبقا لخطاب ماجد يوسف الشعري – تجمع بين الحضور التاريخي، والتمثيلي الاستعاري في آن؛ وهي تتداخل مع منظور المتكلم للهوية التي تنطوي على قدر من الحضور المجازي في وعي الآخر، وفي زمن القراءة؛ يقول في قصيدة رايق روقان:
"له ضحكة خلية من الغربة / فيها حاجة من النيل والتربة / فيها حزن دفين وفرح مقبل/ فيها حورس وأدهم على زوربا / رايق روقان".
تتصل هوية الآخر / طيف كشيك – في النص – بوعي المتكلم، وذاكرته، وانطباعاته، وبأطياف الفن، والتاريخ، والأسطورة التي تتجدد ضمن بساطة الصوت، وأصالته، وارتباطه بالمكان، وخصوصيته الثقافية؛ وكأن الهوية تنفتح جزئيا على التحولات التصويرية، والتداخلات المحتملة بين أصوات الذاكرة الجمعية ضمن حضورها الخاص الذي ينطوي على التعددية، والاختلاف، وتجاوز المركز، والثراء الدلالي؛ وكان بساطة شخصية كشيك الذاتية المحلية تنطوي على حضور استعاري عالمي يتداخل مع أطياف زوربا، وصورة حورس في الأسطورة.
*أخيلة القصيدة، وعلاماتها التصويرية في الوعي المبدع:
يحتفي خطاب ماجد يوسف الشعري بالتخييل العلاماتي للقصيدة، واتصالها الباطني بصوت المتكلم، وهويته، وارتباطه بالمكان، وخصوصيته الثقافية، وتأتي فاعلية القصيدة الإبداعية في سياق سرد شعري، يقوم على التداخل بين الذاتي، والثقافي، والكوني، والتداخل بين الأزمنة، والفنون الأخرى التي تقع ضمن صيرورة العلامات، والأخيلة؛ فقد يحيلنا خطاب ماجد يوسف إلى المزج بين المسرح، والواقع اليومي، وتداخل إيقاع الخيول بين العصور المختلفة، وإلى جماليات المقامات الموسيقية؛ مثل الصبا، والنهاوند، والسيكا؛ وهي مقامات تومئ إلى الحكمة، والحزن، والإيقاع المتصاعد الذي قد يأتي كتكثيف جمالي للواقع، أو لحضور القصيدة الرمزي، أو العلاماتي، أو للأزمنة المتداخلة، أو للتحول اللاواعي لبنية الكتابة في الحلم، وصوره السردية المتقطعة في النص؛ يقول في نص تحولات الفرس:
"اصهل، وهز السنط ف جدور الصبا / واخرج على النهاوند / وقع وثبتك من فوق لحود السيكا/ وابدأ بالإضاءة/ آن الدخول للنبض/ آن الخروج للأرض/ كان الحصان / وكانت معرفة".
إن الصوت الإبداعي يمزج بين حالة الفعل أو الأداء الإبداعي السردي – في النص – ووقع المقامات الموسيقية الكونية، وتحولاتها بين الداخل، والخارج؛ ويمزج بين فضاءات الفن، والواقع، ويحتفي بالأثر الإبداعي، وتحولاته في تداعيات النص، وعلاماته الاستعارية؛ مثل صوت الصهيل؛ وإيقاعه بين الماضي، ولحظة الحضور، والوثبة الإبداعية، وأثر التوقيع، أو الكتابة في لحظة الحكي الذاتية التي لا تنفصل تجدد آثار الذاكرة الجمعية.
ويحتفي المتكلم – في خطاب ماجد يوسف الشعري – باتساع بنية القصيدة بين الحلمي، والكوني، وقد يمارس نوعا من السخرية إزاء تمثيل الذات المجازي في علامة الفارس الذي يحمل سيفا مشروخا؛ وكأنه يستعيد أثر دون كيشوت في سياق الكتابة الإبداعية، وعلاقتها بتجسد العلامة، واستبدالاتها الممكنة في النص، وصورها السريالية التي تؤسس للعلاقات التفسيرية المتجاوزة للبنى المنطقية بين العلامات والأشياء؛ فعيون الحصان تبدو كشبكة عنكبوت، وللأجنحة فم، وشفاه في صفحة السماء؛ فالقصيدة تحيلنا إلى استبدالات الصوت، والفضاء التشكيلي ضمن بنيتها المتحولة، والمتجددة في تكرار نشوء العلامات، وتشكيلها لبنيتها المتجاوزة لثبات المدلول اللغوي في علاقته بالتشكيلي، والموسيقي.
يقول في قصيدة صهيل:
"لساني حصاني/ فاتح بيباني للسما / وحصاني جامح في الفضا المكنوز رموز/ يلامس النجمات / بشفايف الجناحات/ تضوي خدود الأبجدية المعتمة/ ويرد فيها الروح/ بجنوحه للعلامات".
تتشكل كينونة الصوت المتكلم في علامة الحصان، وتحولاته في الفضاء التشكيلي، والرمزي، والكوني، وفي نسيج الإنتاجية الإبداعية التصويرية التي تأتي من الداخل، وتحمل أثر الصوت المتكلم في بنيتها التشكيلية، والسردية المجددة للنشوء المتكرر للعلامة اللغوية في وهجها التصويري، والسريالي أحيانا فقد ينسج الصوت/ الصهيل التماثيل في صفحة سماوية تشكيلية؛ ومن ثم تجدد الكينونة نفسها في تلك البدايات التصويرية، وفي تداعيات النص التي تستمد منها اللغة حياتها المجازية الحداثية الخاصة.