القاهرة 10 يناير 2020 الساعة 03:24 م
كتبت: سمر أرز
من خلال تجارب عديدة ثبت أن الموهبة الفطرية هى محور هام فى حياة الفنان، فكم من الفنانين الموهوبين أمتعونا بأعمالهم النابعة من روحهم وكيانهم ومنهم من أصقل تلك الموهبة بالدراسة ومنهم من اكتفى بتلك الموهبة التى بقيت وستبقى هى المنبع الرئيسى للفنان، ويأتى الفنان "حربى حسان" ليثبت لنا هذا فى معرضه "الزقاق" الذى افتتحته الأستاذة شيماء أبو زيد بالنيابة عن د. خالد سرور مساء الأربعاء 8 يناير بقاعة الباب سليم بحضور كوكبة من الفنانين والمثقفين والشخصيات العامة، وضم المعرض عشرين قطعة فنية من المنحوتات التي تُظهر قدرات موهبة "حسان" الفنية الفطرية مستلهماً فيها البيئة الريفية المصرية وماتحويه من تفاصيل دقيقة.
وتناول "حسان" الشخصيات المصرية الأصيلة وتنوع فيها بين استخدام الحجر والبرونز، ومن أبرز ما جسد من الحجر كانت منحوتة فنية بسيطة لأم تحمل طفليها أحدهما على كتفها والآخر بيدها مجسداً فيها الأمومة واحتوائها، كما جسد أيضا فلاحة مصرية تحمل مقطفاً على رأسها، وتمثالاً لزوج وزوجته معبراً فيه عن الرومانسية، وتمثالين يجسدا شكلي السمكة والبومة بشكل طبيعي، كما تناول أيضا خامة البرونز فى أربعة منحوتات هى إمرأة تجلس على الفوتيه، وفلاحة بضفاير، وفلاح آخر يحمل الربابة، وتمثال يعبر عن الأمومة، وقد امتازت أعمال "حربى حسان" بالبساطة والواقعية مع حرصه على التلخيص والاختزال فى التفاصيل فجاءت أغلب الأعمال تعبيرية وبسيطة.
وأكد "حسان" إنه حرص دائماً على تجسيد ما بداخله دون قيود ودون تقليد فهو يحقق ذاته وكيانه، كما أشار إلى استخدامه أحجاماً صغيرة لمنحوتاته كى يستطيع إنجار أكبر عدد من الأعمال الفنية كما أن معظمها يلزمها حجماً صغيراً كى تصبح أكثر تعبيراً.
وعن إسم المعرض فقد أوضح "حسان" إنه اختار "الزقاق" من وحى البيئة المصرية الأصيلة وأراد أن يعبر به عن أصالة مصر ونشأتها، لافتاً إنه استغرق خمسة أشهر عمل متواصلة لإخراج تلك المنحوتات الفنية، وتابع حسان أن أقرب المنحوتات إليه وأبرزها هى البومة والسمكة.
وأشار "حسان" أن البيئة المصرية وخاصة الريفية منها ملهمة لأى فنان، وهو حريص دوما على تجسيدها وتجسيد إحساسه بها، كما أكد على عشقه للفن رغم ما يحويه من معاناة وجهد عظيم وما يلزمه من هدوء نفسى كى يبدع ويخرج أعمالاً فنية تمتعنا مشيراً لحرصه على مساعدة المواهب، ومساندتهم دوماً .
يذكر أن " حربى حسان " من مواليد الفيوم في 1957، عضو نقابة الفنانين التشكيليين، وشارك في الساحة الفنية بالعديد من المعارض الخاصة والجماعية، هذا إلى جانب مشاركاته العديدة بالصالونات الفنية.
حصل "حسان" على الجائزة الأولى في مجال النحت بصالون الفيوم الأول عام 2017، كما حصل على منحة التفرغ من وزارة الثقافة في الأعوام 2017، و2018، و2019، وللفنان العديد من المقتنيات لدى متحف الفن المصري الحديث، ولدى أشخاص بداخل مصر وخارجها.
ومن المقرر استمرار معرض "الزقاق" حتى يوم 18 من يناير الجارى.