القاهرة 03 يناير 2020 الساعة 05:53 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
أقيم مساء أمس الخميس ندوة "الإحياء العمراني للقاهرة التاريخية" بمقر مكتبة القاهرة الكبرى، بالزمالك، بحضور د. أحمد عوف، رئيس قسم العمارة بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ود. محمد الرشيدي، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، ود. محمود عبد الباسط، مدير عام مشروع تطوير القاهرة التاريخية، وأدار الندوة ياسر عثمان، مدير عام المكتبة.
قال الدكتور محمد الرشيدي: إن مشروع القاهرة التاريخية، لا يتطرق لترميم الأثر وإنقاذه فقط، لكنه يمتد إلى استفادة المجتمع المحيط بالأثر بأكمله وتنميته وتطويره، مثل المحلات والمنشآت والعمارات السكانية فى المنطقة المحيطة بالأثر"، وذكر مثال على ذلك شارع المعز لدين الله الفاطمى، الذى نفذت فيه التجربة فى عام 2008 بعد إجراء بعض الدراسات واستطلاع رأى الأهالى والتجار وجمعيات المجتمع المدنى بالمنطقة، بهدف الخروج بهذه التجربة كنموذج يحتذى به فى التعامل مع الآثار.
وأضاف أنه تم ترميم الآثار بشارع المعز وتحديث المرافق به من شبكة التليفونات وشبكة الصرف الصحي والمياه ودورات مياه، والتعامل مع واجهات المحلات والمباني المحيطة بالأثر، وأماكن الإنارة ورصف الشارع بالبازلت الأثري، مشيرا إلى أنه من هذه التجربة بدأ التوجه لباقي المنطقة التاريخية والتفكير فى تدبير الاعتمادات المالية وتكليف أكبر جهة استشارية فى مصر وهو مركز هندسة الآثار التابع لكلية الهندسة جامعة القاهرة، الذي تعاون معنا بمجموعة ممتازة من الخبراء والمستشارين فى مختلف المجالات.
وتطرق د. أحمد عوف متحدثا عن تفاصيل المشروع قائلا: إن المباني التاريخية والأثرية كانت أقل ضررا من أى مباني أخرى عقب زلزال 1992، وأن اليونسكو سجلت القاهرة التاريخية عام 1979 بدون خريطة، وظهر عام 2008 مجموعة من الخرائط المختلفة للقاهرة التاريخية، وعقب مشروع (اليونسكو 2) عام 2012 خرجت أول خريطة للقاهرة التاريخية إلى النور تشمل منطقة الحماية التى يجب الاهتمام بها بقوانين المباني والارتفاعات وعروض الشوارع.
وأشار عوف إلى أن المشروع تم تقديمه لوزارة الآثار عام 2016 التى وافقت عليه بعد مناقشته عام 2017، وطرح من خلاله فكرة السياحة وكيفية ربطها بالحرف وكيفية إعادة توظيف المباني التراثية، وأضاف أن المشروع يتضمن 7 محاور و23 دراسة و23 خبير رئيسي، وعدد الباحثين فى أول مرحلة وثاني مرحلة يتعدى 150 باحثا، يهدف المشروع أيضا إلى أن تكون القاهرة التاريخية مستدامة اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا، وأن تظل للأجيال القادمة، لافتا إلى أن الشاعر عماد عبد المحسن قدم أفكارا جيدة للمشروع للتعريف بثقافة الشارع، كما استعرض عوف فى عُجالة الدراسات التى شمل عليها المشروع.
وقال الدكتور محمود عبد الباسط، إن مشروع الحي العمراني هو امتداد لمشروع الحي العمراني (2) الذى قام به اليونسكو فى 2011 - 2015، واستكمالا لعمل اليونسكو، كان مشروع الحي العمراني (3) بقيادة الدكتور أحمد عوف وشكلت لجنة من متخصصين بوزارة الآثار شرفت برئاستها، تميزت الجلسات بيننا بعصف ذهنى رائع.
وأضاف أنه استفاد بملف التوظيف الذى حصل عليه من الدراسة بالمشروع، حيث بدأوا فرز ما يقرب من 611 أثر بالمدينة التاريخية، للتعرف على أى منهم قادر على التوظيف، وأيهم جاهز بالفعل للتوظيف، مشيرا إلى أنه من خلال ملف التعليم تمكنوا من التعامل بمحيط المدارس الموجودة وعمل توعية أثرية لها، مؤكدا أن التعامل الناجح مع المدينة التاريخية بصفة عامة لابد من تعاون كافة الجهات المعنية معا.
وعن الدراسة السياحة بالمشروع، أوضحت الدكتورة منى حجاج، أنه لم تتعرض لها أى جهة من قبل خاصة أن دراسات اليونسكو السابقة كانت تركز على الدرسات الثقافية أو العمرانية او الاجتماعية او السكانية، وهذه الدراسة طرحت برامج يتوفر لها كل الخدمات الممكنة، وشملت الدراسة كيفية وجود سياحة مستدامة دون الإضرار بالمناطق الأثرية، واقتراح فعاليات ثقافية وفنية لمزيد من الجذب للسائح لزيارة المناطق الأثرية، وقسمت الدراسة المناطق بحسب الطراز المعماري وطبيعتها والحرف التى تتميز بها حتى يمكن وضع البرنامج بشكل متنوع.
جدير بالذكر قد حضر الندوة كل من: الدكتورة هناء موسى خبير إعادة توظيف الأثر، والدكتور طارق وفيق أستاذ بكلية التخطيط العمرانى بجامعة القاهرة، والشاعر عماد عبد المحسن مدير عام النشاط الثقافى والفنى بالقطاع، الدكتورة منى حجاج أستاذ التسويق والدعاية السياحية بكلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان، وعدد من الباحثين والمهتمين بالمناطق التاريخية والأثرية بالقاهرة.