القاهرة 31 ديسمبر 2019 الساعة 10:46 ص
حوار: أمل زيادة
هو كاتب شاب يكتب في أدب الرعب عرفنا بنفسه بأنه أبعد ما يكون عن تصور الآخرين عنه، حيث إنه شخص مسالم جداً، يكره رؤية الدماء، يرى أن معظم التجارب الروحانية تخضع لثلاثة احتمالات: وساوس، هلاوس، ضلالات.
قليلا ما يشاهد أو يقرأ أدب رعب، يهوى قراءة أعمال يوسف إدريس ومحمد عفيفي الأقرب إليه. استرسل في تعريفنا بنفسه قائلاً: أنا مفتول العضلات عريض المنكبين وأمتلك ابتسامة ساحرة، ثم اعترف أنه يكذب.
يمكنكم القول أنني أحب الفنون بصفة عامة، الرسم، الموسيقى، الغناء، الشعر.
برج الميزان.. لهواة الأبراج.. بالرغم من أنني لا أؤمن بها لكن أجدها جديرة بالاهتمام وشيء ممتع، أقرأ عنها من باب الفضول.
لا أحب التواجد في الزحام أو المناسبات الاجتماعية، ولا أجيد التحدث وأخشى حضور الندوات.
• لماذا اخترت الكتابة في أدب الرعب؟
ربما لو تخيلنا للحظة أن أدب الرعب كيان مادي أخطبوطي له ألف رأس وألف وجه ويحمل ألف جمجمة تحت ذراعيه، يسير مترنحا باتجاه شجرة بلا أوراق يحب الجلوس عندها، بعد أن نثر أشباحه بين البشر ومزق نمط الحياة البائسة، وإذا به يجدني أضرم النار في تلك الشجرة..
يمكن القول إن لقائي معه كان مفاجئا وصاخبا..
لقد استراح كلانا للآخر.. هذه اجابتي.
• هل أنت مع أو ضد تصنيف الأدب ولماذا؟
قولاُ واحداً.. أنا ضد تصنيف أي لون من ألوان الأدب.. لا ينبغي أن نطلق تلك المسميات البغيضة على غرار أدب نسائي أو رجالي، رعب أو رومانسي.. هناك شيء واحد وتصنيف وحيد أعرفه وأفهمه وأقدره أيضاُ.. أدب جيد وأدب رخيص.
• لماذا يقبل الشباب على قراءة كتب الرعب؟
نعيش في عالم مرعب.. هذا ما أحب قوله.. لكن بصفة عامة الشباب يحبون الشعور بالخطر والتوتر، الشعور بالأدرينالين وهو يلهب أعصابهم.. أن تخوض مغامرة مهولة وتطأ أماكن مرعبة لم يخضها غيرك بينما تجلس في فراشك وأنت تحتسي مشروبك المفضل، متعة يسقط في غرامها الشباب.
• ما هو أكثر شيء يخيف القارئ.. هل الحديث عن عالم الجن أم الرعب النفسي؟
الفكرة ليست دائماً في الموضوع، هذا ما أود قوله، الفكرة في طريقة الطرح والسرد التي ينتهجها الكاتب.. ربما تكتب قصة بها كل صنوف الجن والرعب النفسي لكن تجدها غير مخيفة على الإطلاق.. قد تكتب رواية عن شخص يجلس وحيداً في منزل يصارع جزءا مريضا من عقله وتكون مرعبة إلى أقصى حد.
• حدثنا عن رواية الخبيث؟
الخبيث ليست هي روايتي الأولى أو الأخيرة، سبقتها رواية هيراطيقية، وتلتها رواية غبار الأموات ثم رواية تل العبيد، وحالياً رواية قبر الغريب تحت الطبع تمهيداً لإطلاقها في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020م.
الخبيث تجربة رعب يمكن أن تحدث لأي شخص.. هذا ما حرصت عليه عند الكتابة.. رعب مصري من واقع الحياة.. لا اقتباس أو نقل من أفكار أجنبية.
• من هو الخبيث المقصود في الرواية؟
بصفة عامة حين أكتب لا أحب أن أجعل الشخصيات ذات جانب أحادي.. غير منطقي أن يكون هناك بلا أسباب.. الفكرة أن لكل شيء سببا ودوافع.. الشر لديه أسبابه ومبرارته.. والخير أيضا.. في النهاية أحب أن أترك الخبيث لخيال القارئ.
*حدثنا عن القصة الإنسانية بين ولاء ومجدي؟
هي قصة عن البدايات الضائعة.. عن الاغتراب بين الناس.. عن الأشخاص والأرواح الممزقة. وسط مشاهد الرعب التي تزخر بها رواية الخبيث، أردت أن أزرع زهرة صغيرة بين ولاء ومجدي، حتى أكسر قالب القصة التقليدي، والحمد لله كان جزءا مميزا ونال استحسان القراء.
• كيف تغلب الإنسان على الجن في قصتك؟
لا أريد حرق الأحداث لكن النهاية مفتوحة. يمكنني أن أقول إن التغلب هنا لم يكن بنفس الطرق التي اعتاد القراء رؤيتها في الأفلام وقراءتها في الكتب.
• كيف ترى الساحة الثقافية؟
جيدة إلى حد ما، لكن أعتقد أن هناك أفضل من هذا بكثير.. كثير من المعوقات موجودة حالياً، صحيح أن النشر أصبح أكثر سهوله لكن الذوق العام تغير كثيرا.. هناك كُتاب عظام سبقونا وما زلنا نحمل الكثير من إرثهم؛ لكن الأجيال الحديثة التي تعتمد على ثقافة الفيسبوك جعلت الأمور صعبة، نحتاج إلى اهتمام أكثر بالثقافة ولا نعتبرها رفاهية لكن أولية.
• هل تشهد الساحة الثقافية رواجا أم تراجعا في ظل هذا العدد الضخم من الأقلام الشابة ؟
بالتأكيد هناك رواج سواء على مستوى دور النشر أو عدد المطبوعات والإصدارات، لكن يظل المحتوى حتى الآن لا يرقى إلى المستوى الذي نتطلع إليه.
• هل أفادتك تجربة راديو 9090؟
أي تجربة يمر بها الكاتب هي مفيدة على نحو أو آخر.. صحيح أنها مرهقة لكنها ممتعة وأعتبرها تحديا أخوض غماره مرة كل أسبوع، وأحب أن أتوجه بالشكر للأستاذ أحمد يونس، والأستاذة نوران أيمن، وللراديو 9090 وجميع المستمعين.
إن ما يجعل تلك التجربة مميزة هي أنها جعلتني أخطو إلى مواطن جديدة من الرعب وأنماط مختلفة من الأفكار، أكسبتني صداقات، وأيضاُ عداوات مع كائنات ظلامية تشعر بالغضب حين أتحدث عنها.
• ما هو جديدك؟
إن ما يجعل أي شيء مرعبا هو الغموض.. رواية بعنوان قبر الغريب، والتعاون الثالث مع دار سما للنشر والتوزيع، تجربة مختلفة وفكرة جديدة، كانت رحلة مرهقة ذهنيا ونفسياً بالنسبة لي، أتمنى أن تنال استحسان القراء.