القاهرة 12 ديسمبر 2019 الساعة 06:17 م
أقامت الهيئة العامة لقصور الثقافة الجلسة البحثية السادسة بعنوان "أثر الترجمة والتعريب فى الإبداع والتلقي" ضمن فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر فى دورته ال34 المنعقدة بمحافظة بورسعيد برئاسة عز الدين نجيب وأمانة حازم حسين والذى نظمته الإدارة المركزية للشئون الثقافية وتختتم فعالياته اليوم الخميس 12 ديسمبر الجارى.
بدأت الجلسة والتي تضمنت أربعة أبحاث بكلمة مدير الجلسة د. أنور مغيث الذى تحدث عن الترجمة وأهميتها فى الشعر والرواية والشعر والمسرح التي أصبحنا نتباهى بها فى العالم، ثم ناقش د. محمد عليوه فى بحثه "تشابك حركة الإبداع عند المرأة بين أدب أمريكا اللاتينية والأدب العربى المعاصر" وأكد على أبعاد الترجمة التاريخية وأن الأدب العربى لم يكن يوما عاجزا، دليلا على أن الشعر العربى لا يزال نابضا، كما استشهد بعدد من الروايات العالمية الشهيرة مثل رواية "بحجم حبة عنب" للكاتبة المصرية منى الشيمى التى صدرت طبعتها الأولى فى عام 2014 والتى لفتت نظر عليوه انها اتخذت لنفسها من حيث البناء الفني والمحتوى دروبا مختلفة عما ألفناه فى صناعة الرواية العربية عند قممها الكبرى، فقد تحطمت فى هذه الرواية البنية التقليدية النمطية، كما تحدث عن رواية "باولا" ووجه الشبه بين الروايتين وتوظيف الصورة الفوتوغرافية فى صناعة الأحداث وسرد الوقائع.
أوضح الباحث الدكتور حسين محمود فى بحثه "ربان سفينة النهضة" بأن الترجمة والنهضة متلازمان، فلا نهضة بلا ترجمة، فهى الجسر الذى عبر فوقه التراث اللاتينى واليونانى إلى عاصمة الخلافة، والتى عادت لتكون جسرا جديدا بنيت عليه نهضة الأدب العربي الحديث منذ منتصف القرن التاسع عشر، وفى الشام والعراق ومصر وبلاد المغرب العربي، وتحدث عن الشروط التى يجب أن تتوافر قبل أن نعرف ماذا نترجم فى كافة مجالات الفكر والعلم والفن والأدب، ومن هنا يأتى مطلبنا أن تكون الترجمة تجريدية مثالية تطرح الأفكار والمضمون والقالب دون الدخول فى أتون الترجمة الحضارية التى تدخل فى صراع ثقافي مع الآخر، والتى يجب تنظيم أعمال الترجمة إلى اللغة العربية لكى تلبى الاحتياجات الحقيقية لمتحدثي العربي.
أشار الباحث د. عبد الرحمن أبو المجد فى بحثه إلى "أثر الترجمة والتعريب فى الإبداع والتلقي" وأن للترجمة أهمية كبيرة لا تقتصر على الإبداع والتلقي وكشف البحث عن نماذج لرواد الجيل هيكل ود. طه حسين والعقاد ويحيى حقي، وأن البحث وفق فى اختيار جيل الرواد فى إعطاء القارئ المصري رؤية تمهيدية عن العالم الأدب العالمي، وأوضح ان علاقته بالترجمة تمتد لأكثر من ربع قرن، فضلا عن ا?حتكاك بالساحة الأدبية والذى لا يقتصر على الساحة المصرية، فقد ناقشت زوى فيراريز عن روايتها وليزا سوهاى عن القصص الخرافية وناقشت الرواية الإسلامية الأمريكية، وأشار إلى ان الترجمة أحدثت فى الإبداع والتلقى حالة من الإستجابة والقيمة والتى انعكس تفاعلها إيجايبا على الإبداع والتلقى.
أوضح د. شرقاوى حافظ فى بحثه "اللغة العربية بين الترجمة والتعريب" بداية الترجمة الفعلية الى اللغة العربية، حيث يمكن تأريخها منذ خالد بن يزيد بن معاوية، إذ زهد عن الحكم وكرس حياته لدراسة الطب واستعانته باثنين من المصريين هما مريانوس واسطفانوس فى ترجمة العلوم من اليونانية الى العربية، وفى هذه الفترة أصبحت الحاجة الى التعريب ملحة، كما اشار إلى ان لمصر فى العصر الحديث دور الريادة فى الترجمة والتعريب واوضح المصطلح بين الترجمة والتعريب وقال: ان القوة لا تتجزأ وان قوة اللغة من قوة أهلها، وانه على الرغم من هذا الدور الكبير الذى تقوم به الترجمة فى نقل ثقافات مختلفة، فإن هناك عوائق تقف حائلة فى شيوع مصطلح ما، وعلى الرغم من اعتماد اللغة العربية رسميا فى الأمم المتحدة، فإن هذه الاختلافات برزت بنسبة رؤية المصطلح واختلاف اللهجات بين سائر الدول العربية، وقال ان الترجمة لعبت دور اساسى وبارز فى نقل العلوم سواء اللغوية أو التطبيقية أو الأدب فى تشكيل فكر مغاير أو خلق فكر جديد، وقد تأثر الإبداع العربى فى الأونة الآخيرة من خلال الترجمة، وأستشهد بتركيز المترجمين فى القرن العشرين على شكسبير وإليوت، ومن الأشياء التى تدعو الى التعجب أنه فى عام 1992 تمت إحصائية للترجمة فوجد أن الوطن العربى قد أصدر حوالى 6795 كتابا ما بين مؤلف ومترجك منها 548 كتابا علميا، بينما بلد مثل أسبانيا أصدرت 41816 كتابا منهم 2512 كتابا علميا أما ما تم ترجمته فى العصر العباسى حتى ذلك العام هو 15 الف عنوان فى ما ترجمته دولة مثل البرازيل فى غضون أربعة أعوام فقط هو نفس الرقم.