القاهرة 09 ديسمبر 2019 الساعة 07:06 ص
تصوير:هدير السيد
كتبت :سمر أرز
ضمن فعاليات لقاء شباب المخرجين فى دورته الثالثة استقبل مساء الأحد الموافق 8 ديسمبر مسرح مركز الجيزة الثقافى العرض المسرحى "البطة البرية" لفرقة ثقافة الغربية بالمركز الثقافى بطنطا التابع لإقليم غرب الدلتا، العرض تأليف الكاتب النرويجى هنريك إبسن وأخراج محمد طلعت.
تدور أحداث المسرحية فى إطار عائلى، حيث تدور بين عائلتين الأولى هى عائلة "إكدال" المكونة من زوج هو "هيلمر" وزوجته"جينا" وابنتهما "فيدفيج" ووالد الزوج وهو رجل عجوز يدعى "إكدال"، والعائلة الأخرى هى عائلة "فيرله" وإبنه "جريجرز"، "فيرله" الرجل الغنى الذى كانت تربطه بإكدال علاقة عمل وشراكة قديما انتهت بطرد "إكدال" من رتبته العسكرية فى الجيش وتحوله إلى ناسخ أوراق، أما عن "جريجرز" فهو الحالم بالمثالية والحقائق المطلقة كى يخفف من شعوره بالذنب تجاه أعمال أبيه المشينة وهذا مادفعه للدخول في صراع فكرى مع طبيب عائلة إكدال وهو "فرلينج" الذى يرى أن الحياة ماهى إلا أكذوبة تمكننا من أن نبقى على قيد الحياة وتجلب لنا السعادة، فإكدال يقوم باصطياد الأرانب والبط ويضع الأشجار الخضراء فى غرفته ظناً منه بإنه فى غابة وهو الصياد، أما عن "هيلمر"فقد أقنعه الطبيب بإنه سوف يكون مخترعاً فى التصوير وكان يعيش مطمئناً مستقراً مع زوجته وابنته إلى أن سقطت كل الأقنعة وعلم بالعلاقة القديمة التى كانت بين "فيرله" وزوجته "جينا " وزاد إحباطه عند علمه بإنه هو أيضاً من لوث سمعة أبيه، وسرعان ما ربط الأحداث ف "فيرله" هو من ساعد والده فى مشروع نسخ الأوراق وهو من سهل زواجه ب"جينا" وأيضاً ساعده فى تنفيذ استوديو التصوير الخاص به، فأحياناً يدفع الإنسان ثمن ذنوبٍ وخطايا قد اقترفها فى ماضيه، وتتوالى الأحداث ويقع فى يد "هيلمر" خطاباً يعرف من خلاله عدم بنوة "فيدفيج" له وانها ابنة "فيرله" وهنا تتحطم أحلامه الزائفة وأكذوبة الحياة بالنسبة له ويهرب ويتركهم، أما عن البطة البرية التى يرمز لها بالإبنه "فيدفيج" لانها غير منتمية وضلت طريقها فينتهى بها المطاف بالانتحار .
ظلت أحداث المسرحية فى صراع بين المثالية والواقعية، العيش فى الحقيقة أم العيش فى الأوهام الزائفة ؟ وهل حقيقة إنه كى نعرف طريقنا لابد من هدم الماضى المزيف وإعادة بنائه ؟ كلها أسئلة طرحتها المسرحية من خلال العجوز "إكدال" ووهمه بالعيش فى الغابة فهو يشعر بالسعادة هكذا، و"هيلمر" وظنه بأنه يعيش حياة مستقرة سعيدة، و"جينا" عندما عاشت فى كذبة طوال حياتها مع زوجها كى تحافظ على الإستقرار وفقدان هذه الأكاذيب رمز لها بالبطة البرية وهى الإبنة التى انتحرت حتى يظل الموت هو الحقيقة المطلقة.
وعن الرؤية الإخراجية للعمل فقد أوضح المخرج محمد طلعت أن النص الأصلى أراد فيه إبسن إظهار الحقيقة كاملة فى أول مشهد وهو مشهد العشاء ثم الحوار الذى دار بين "فيرله" وابنه الذى اكتملت به جميع الحقائق وبقية المسرحية ردود فعل لذلك، بينما عالج طلعت الأحداث بتقسيم الحقائق على مشاهد المسرحية كاملة كنوع من الحفاظ على الإثارة والتشويق .
وقد أعرب طلعت عن سعادته بالمشاركة فى "لقاء الشباب" موضحاً إنه من أفضل المهرجانات الذى شارك بها من حيث المتابعة المستمرة ومن حيث الأساتذة القائمين على المهرجان ومدى وعيهم ودعمهم المستمر لكل المشاركين، كما إنه يتيح الفرصة لتقديم عمل مسرحى وتسليط الضوء عليه.
مسرحية "البطة البرية " تأليف هنريك إبسن، إخراج محمد طلعت، مخرج منفذ، أحمد عفيفى، تصميم ديكور، أكرم طاهر، تنفيذ ديكور، أحمد الشاعر، محمود عبد القادر، إضاءة أحمد عصام، مكياج، محمد فجل، إعداد موسيقى إيمان فريد، تنفيذ موسيقى أمل موسى، كيروجراف عمرو صيام، تمثيل أحمد الحفناوى، مؤمن الشافعى، محمد أسامة، محمد صبحى، السيد البدوى سلامة، أحمد الرمادى، حسام الدين مصطفى، أوليفيا طارق، أية سامى، رنا فتحى.
يذكر أن لقاء شباب المخرجين في دورته الثالثة تنظمه الإدارة العامة للمسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة وتتواصل فعالياته حتى 14 ديسمبر الجاري.