القاهرة 03 ديسمبر 2019 الساعة 10:10 ص
حوار: صلاح صيام
الشاعرة الجزائرية وردة أيوب عزيزي: القارئ قتل القصيدة التي ترتدي حلة جمالية وفنية
الشاعرة والأديبة الجزائرية وردة أيوب عزيزي، من مواليد سدراتة / سوق أهراس تقيم في قسنطينة تكتب الرواية والقصة والشعر العربي وشعر التفعيلة، شاركت في العديد من الملتقيات والمهرجانات والأمسيات الأدبية داخل الوطن وخارجه، كما شاركت في مسابقة شاعر الرسول 2018 على قناة الشروق TV الجزائرية، وشاركت أيضا في مهرجان تونس للقصيدة العمودية 2018، كما شاركت في المهرجان الدولي للشعر النسوي بقسنطينة.
صدر لها ديوان شعري (أعوذ بربك صُني) وكذا مخطوطات شعرية و رواية تنتظر الطبع.
سألناها عن الشعر وأصحاب القوافى وأهم المعوقات التى تقف حجر عثرة فى طريقهم وتركنا لها هذه المساحة لتحدثنا بمنتهى الصراحة والشفافية.
فقالت: الشعر هو حالة روحية صوفية ووجدانية, الشعر العربي الأصيل يهذّب الفكر ويغذي الروح الصوفية.. هو المعنى الحقيقي لترجمة الذات الحسية، بواسطته نؤدي رسالة هادفة تختزلها كل أبجديات اللغة ومعانيها .
وحول أفول نجم الشعر، قالت:
لم ينته زمن الشعر بعد رغم مرور ما يقارب 2000 عام على وجوده في حلة صوفية وروحية وجدانية لأنه "ديوان العرب"، إلى أن جاء الشعر العربي الحديث في حلة فنية تزخرف بهاء القصيدة الأنثى؛ فدارسو الشعر العربي هم من صنفوه إلى فترتين أساسيتين: الشعر القديم والشعر الحديث، فالشعر الحديث له ميزته وفنونه وأدواته الخاصة لا يختلف عن الشعر العربي، بدءا من أول قصيدة كتبت إبان الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام على يد رواد النهضة: امرؤ القيس، المتنبي، أبو نواس، وحسان بن ثابت شاعر الرسول.
والمقصود بالشعر الحديث هو منهاج الشعر التقليدي أو الكلاسيكي ولد على لسان " السيّاب"، ونازك الملائكة " مما أدى إلى الولوج الاستقراري الذاتي والروحي معا إن صح القول.
فالكتابة عن الشعر العربي لا تسع فضاءات هذا الحوار. كما يقولون فهو وثيقة يعتمد عليها في التعرف على أحوال العرب وكل ثقافاتهم وتاريخهم الذي يشهد لهم.
وحول وجود شعراء جادين، قالت:
بالتأكيد هناك شعراء، ولكن من يقرأ.. أين القارئ والمتذوق لفنون الشعر؟ أظن أن القارئ هو من قتل القصيدة التي ترتدي حلة جمالية وفنية من المعاني, بالإضافة إلى دور النشر التى تتصف بالأنانية, فهى تبحث عن وجهة معينة خاصة بها بهدف معين ألا وهو الربح السريع. إذا صح القول فن المتاجرة, والمؤسسات الثقافية لا تهتم بالمبدعين ولا بالشعراء الواعدين إلا من رحم ربك، ووزارة الثقافة فاشلة.. وفي سبات تام، فأين هى من المبدعين؟
الإعلامي النزيه هو من يسلط الضوء على المواهب، وله دور كبير في إيصال كلمته ورسالته:
** وهل نشر قصيدة الآن في صحيفة يعتبر معجزة؟
* هذا من قبل الفيسبوك.. الآن اكتسى فضاءات شاسعة للبوح فانتهى زمن الوساطة الورقية آنذاك؛ لأنها كانت ذات قيمة كبيرة، فالشاعر والكاتب عموما تحرر من قيد الوساطة من خلال هذه الفضاءات بعكس الصحافة الورقية التي ينحصر شغافها على فئة معينة "الوساطة الثقافية والإعلامية معا "
**وعن الجوائز ودورها فى حياة المبدع، قالت:
*كل جائزة تعتبر تحفيزا وتشجيعا يكمن في استمرارية العطاء للكاتب وتقديرا لمسيرته ومجهودات, فهناك من يستحق ويتوّج بما لا يستحق . والعكس صحيح.. الشعر له رواده ونقاده خارج عن ضبابية المصلحة طبعا، من لهم باع كبيرة و تجربة في صعيد كل المجالات.