القاهرة 26 نوفمبر 2019 الساعة 10:51 ص
قصة: ماهر طلبة
في الحرب الأخيرة، بدأت المعارك هكذا.. قذف مدفعي مصحوب بغارات جوية طيلة النهار، ثم تحرك العدو في اتجاه بيوت القرية مع حلول الليل مدججًا بالسلاح.. تراجعت القرية خائفة، لكن العدو كان قد أعد للأمر عدته، فهو محاصر لها من كل الجهات.. لم تجد القرية حلا سوى أن تلجأ إلى الغابة تحتمي بها، بعد أن ألقت بوجهه الرصاصة الأخيرة.
فى الغابة لم تكن الحياة سهلة أو هينة أو آمنة كما تخيلتها القرية.. كان هناك الأسد الجريء، والعصفور البريء، والقرد اللاهي، والأرنب المذعور، والفأر المختبئ، والذباب المتجمع على القاذورات... وأيضًا الذئب الخسيس والتعلب المكار وآكلو الجيف؛ ممن يحفرون فى قبور الماضى ليأكلوا.
عانت القرية كثيرًا ومات كثير من سكانها.. ومازالت تتلقى حتى الآن قذائف العدو المحاصر لها وطعنات الذئاب ومؤامرات الثعالب وآكلي الجيف أصحاب التراث القديم فى القضاء على القرى.