القاهرة 26 نوفمبر 2019 الساعة 10:46 ص
سامية خليفة: العولمة سيطرت عليه ثقافيًّا واجتماعيًّا وعقائديًّا
حوار: صلاح صيام
نواصل الجزء الثانى من شهادة الكاتبة سامية خليفة على عقل الطفل العربى, وما يتعرض له من مؤثرات خارجية ليل – نهار , وكيف يقبل هذا الطفل ما يقدم له عربيا يتناسب مع هويته وثقافته.
وإلى نص الحوار:
- **ما خطورة تأثر الأطفال العرب بالمنتج الأجنبي من أفلام ومسلسلات وخلافه؟
* لا بد أن هناك تأثيرات سلبية وكذلك إيجابية من واقع العولمة التي تأثر بها العرب. فالعولمة بالرغم من أن من غاياتها تسميم عادات وثقافات الدول الأخرى بغسل الأدمغة كي تصبح تحت سيطرتها وهيمنتها ثقافيا واجتماعيا وعقائديا آمنوا أنها من ناحية أخرى إيجابية توسع المعارف والثقافة إن لم نصبح رهناء لها؛ لذلك فالطفل حينما يشاهد من خلال الصور المتحركة مشاهد عنف سيصبح عنيفا وإن نقلت له مقاطع جنسية على أنها أمر عادي سيفقد حياءه، وربما تنقل إليه أفكار سامة لتغذية العنصرية أو العدوانية تجاه شريحة ما من الناس.
هناك من هم يولون جل اهتمامهم بأدب الطفل نذكر حصرا في مصر كاتب للأدب الطفل ومدير قصر ثقافة محلة القصب الصحفي والكاتب أحمد محمد أبورحاب محمد الذي تشاركت معه في كتابة العديد من المقالات حول أدب الطفل ومقالات أخرى ثقافية وأدبية ونشر لي في جريدة المحرر (هو رئيس تحريرها) العديد من القصص الهادفة والساعية إلى تنمية الشخصية السوية لدى الطفل وإدراك المفاهيم غير المحسوسة والمجردة بتقريبها إلى ذهنه ومداركه.
أما بالنسبة إلى مواصفاته فأنا أجدها جدا مدروسة فهي تقترب بأغلبيتها من عالم الطفل ومشاغله بأسلوب مبسط وكلمات واضحة وكبيرة وبصورة مناسبة وجميلة تجذب الطفل أما بالنسبة إلى التمويل الخاص على صعيد وطني لبنان؛ فللأسف الكثير من الجرائد والمجلات بأنواعها المختلفة أغلقت بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة؛ أما على الصعيد المؤسساتي برأيي الخاص فهو يدوم أكثر بدعمه كلما كان قويا، ولدينا في لبنان الكثير من المؤسسات التي تعنى بالطفل وقد تكون للمؤسسات انتماءات؛ لذلك لا مجال لذكرها أما الدعم الخارجي فلا أظن أن هناك جهات تهتم بأدب الطفل لتوليه هذا الدعم أو المساندة المادية وحتى المعنوية فللأسف بلداننا تتلهى بمواضيع أخرى تعتبرها الأهم.
- ** متي يقبل الطفل العربي على منتج يقدم له بلغته‘ هويته‘ ثقافته؟
* كلما اقتربنا من الطفل أكثر وتواضعنا له أكثر فانحنينا لنسمعه ولنصغي إليه كانت العلاقه معه أوطد وأعمق وأوضح، كذلك بالنسبة إلى كيفية تقديم منتج لا يتعارض مع قدراته الذهنية ومفاهيمه وإدراكاته. وكلما اقتربنا من واقعه الحياتي فقد جعلناه يكتسب أكثر بوعي ولا يعني ذلك أن نلغي الخيال. فالخيال مهم جدا وهو ركيزة مهمة من ركائز الابتكار والاختراع والتجدد لكن علينا أن لا نوقعه في بؤرة الأوهام وأن لا نجعله كائنا يعرض نفسه للتجارب التي يمكن أن تعرضه للكوارث أو الموت من خلال التقليد والتمتع بتمثيل أو تماه قد يجره إلى ارتكاب حماقة ما. نتقرب أكثر من الطفل نتعرف على احتياجاته واهتماماته ونقدمها بطرق مبسطة وجميلة من خلال قصص أو مسلسلات أو برامج الكرتون. احتياجاته هي التي تمثله والواقع هو الذي يفرض علينا أن نهتم بلغته العربية الفصحى المبسطة بذلك نغني مخزونه اللغوي ونغني ثقافته، ونوسع معارفه .