القاهرة 19 نوفمبر 2019 الساعة 09:50 ص
سامية خليفة: مهمش ومهشم وأحاول ترميمه بالشعر والقصص
حوار: صلاح صيام
نواصل الحديث عن ما يقدم للطفل العربى من مواد مقروءة ومسموعة ومرئية، ونحاول الغوص فى عقله كي نرى تأثير ذلك عليه.. واليوم موعدنا مع الكاتبة اللبنانية سامية خليفة؛ لتدلو بدلوها فى هذه القضية.. وإلى نص الحوار.
** لماذا تكتبين للأطفال؟
* من منطلق كوني سفيرة للنوايا الحسنة في اتحاد القبائل العربية ونائب عام الاتحاد الدولي لحماية الطفل والمرأة الذي ننتظر بشوق وشغف إصدار مرسوم رسمي وترخيص له؛ لنحقق الكثير من خلاله ما يمكن الطفل والمرأة لمواجهة ظروف الحياة الصعبة ولكوني اختصاصية كنت أعمل سابقا لأكثر من عشرين عاما في مجال تدريس أبناء يواجهون صعوبات تعليمية وسلوكية وأحتك مباشرة مع واقعهم ومشاكلهم النفسية، بالإضافة إلى اختصاصي بعلم النفس وتمكني من اللغة العربية بدراستي للأدب العربي، فأكثر كتاباتي شعريا أو قصصيا موجهة لهما، كل ذلك وسع لدي آفاق الكتابة حول الطفل بشكل عام وحول الطفل العربي بشكل خاص؛ لما وجدت من مسؤولية مترتبة عليّ ككاتبة في إيلاء الأهمية للطفل العربي المهمش وفي نفس الوقت المهشم كل ذلك جعلني أتعمق في كتابة عدة مقالات وقصص تتناول قضاياه نشرت في الجرائد والمجلات الورقية والإلكترونية.
الطفل العربي يتأثر بما حوله من سلبيات الحروب في بلده أو بما يحيط به من بلدان، فأغلبية بلداننا العربية ترزخ تحت ثقل الحروب وما تجره من تداعيات اجتماعية واقتصادية فتحدث طلاقا أو يتما أو مشاكل نفسية سببها صدمات عنيفة تؤدي إلى تشرذم في اللحمة العائلية وتشرذم في الروح والكيان أيضا .
**برأيك، ما هى مواصفات من يكتب للأطفال؟
* في ظل ما سبق.. من يكتب للأطفال بالتأكيد هو أولا لابد أن يتحلى بالإنسانية، وثانيا بروح المسؤولية الاجتماعية والوطنية في آن معا، وليعلم أن الشخصية السوية لكل إنسان هي في ركيزتها ودعائمها لبناء طفولة متكاملة في نموها العاطفي قبل الجسدي فإن لم نول أهمية لمشاكل الأطفال في مقالات توعوية وفي قصص هادفة ثقافية وتربوية واجتماعية للأطفال حتما سنحدث بهذا ثغرة وخللا في حياة الطفل.
-** صفى لنا أدب الأطفال المقدم في بلدكم؟
* في لبنان، بدأ الأهالي يدركون مشكلة كبيرة يعانونها مع أطفالهم وهي اهتمام أطفالهم بالتكنولوجيا ولغة الإنترنت التي شوهت اللغة العربية والتي يمكن أن تعرضها أكثر فأكثر للاضمحلال؛ لأجل كل ذلك وبعد الوعي الذي يحثه فيهم الإعلام والواقع الصارخ بدأ الكثير من الأهالي يزينون مكتباتهم البيتية بقصص الأطفال الهادفة أولا لتقوية الطفل تربويا، وثانيا لتوسيع مداركه ومفاهيمه وثقافته.
وتشرح د.نبيهة محيدلي صاحبة دار الحدائق التي تصدر مجلتين للأطفال: دار سمير ومجلة توتة توتة: "نرى أن المفاهيم تبدلت، وتوصيف الطفل والطفولة واحتياجاتهم وعلاقتهم مع الأهل ومع مجلاتهم تحتاج إلى إعادة نظر، في دورها وأهدافها ومحتواها. فليس من المقبول أن تبقى أبواب المجلات كما كانت عليه، خصوصاً في أبواب المعلومات، والمقالات وطفل اليوم قادر على أن يتواصل ويصدر مجلته بنفسه.”
** أين أدب الأطفال العربي من الأدب العالمي للأطفال؟
* نستطيع أن نقول إن أدب الأطفال العربي تاريخيا، بدءا من القرن السابع عشر يعد مدخلا ومنارة تتجاوز العالم العربي إلى الغربي حيث بدأ الغرب يقتبس عن العرب أو يترجم كتبهم. أدب الطفل غنية به مكتباتنا، وما يزال الغرب متأثرا بقصص الأطفال كقصص علاء الدين وقصص كليلة ودمنة المعتمد كاتبها ابن المقفع على أسلوب السهل الممتنع، حيث يشخص فيها الحيوانات لنقل أفكاره من خلالها وأعتبر أنها طريقة محببة أيضا للأطفال كما للكبار.
ونكمل فى الحلقة القادمة..