القاهرة 12 نوفمبر 2019 الساعة 11:09 ص
كتبت: رانا غيث
افتتح مهرجان تونس للخزف والحرف اليدوية السنوي، الذي يقام بقرية تونس في كل عام والذي تم تنظيمه من قبل جمعية الخزافين ومديرية القوى العاملة بالمشاركة مع البنك الأهلي لهذا العام والذي كان من المفترض افتتاحه يوم الخميس الماضي الذي وافق يوم 7 نوفمبر 2019 ولكن تم تأجيل الافتتاح إلى يوم الجمعة مساءً بحضور محافظ الفيوم اللواء عصام سعد.
يعد هذا المهرجان التاسع الذي يسمح بعرض أعمال الخزف والفخار والحرف اليدوية، ويفتح أهالي القرية جميعهم أبوابهم أمام الزوار بشكل مبهج ومرحب وحفاوة الأطفال لاستقبال الزائرين..
زقد قدم المعرض الكثير من الأنشطة المتنوعة، مثل ورش للرسم والتعرف على مراحل صناعة الخزف والفخّار، وهو أكثر ما يميز تلك المدينة بجانب الورش التي تعلم الخوص وصناعة الأشكال المختلفة بالسعف، بجانب تقديم متحف الكاريكاتير الذي يملكه الفنان محمد عبلة؛ حيث يقدم من خلال متحفه مجموعة من العروض والحفلات الفنية والأفلام السينمائية على مدار أيام المهرجان التي تم تقديمها لزوار المعرض وأهل القرية بجانب الأنشطة التي يقيمها بشكل مستمر على مدار العام لأهل وأطفال القرية، فضلا عن مدرسة تعليم الفخار التي تمتلكها الفنانة إيفيلين والتي تقوم بتقديم نشاطها طوال السنة وتُعد من أقدم المؤسسات الفنية في القرية حيث أنشئت في عام 1990.
أنشطة مدرسة الفخار
لمدرسة الفخار في قرية تونس دور كبير من بين المؤسسات المتواجدة بالفيوم، حيث إنها تدعم مواهب الأطفال والشباب للعمل بالفخار، فتفتح المدرسة أبوابها لأطفال القرية لتعلم الفخار وصناعته، مع وجود معرض دائم لعرض المنتجات لزوار المدرسة والمدينة، فمثلا منار مصطفى إحدى الفتيات اللاتي نشأن في تلك المدرسة؛ فمنذ صغرها تذهب لتعلم الفخار وعندما أتقنت الحرفة تحولت بدورها إلى معلمة لتنقل خبرتها ومهارتها إلى غيرها من الأطفال الآخرين؛ مما سمح لأولاد القرية بنقل خبراتهم بين بعضهم البعض.
جاءت إيفيللين بوريه، ذات الجنسية السويسرية إلى مصر منذ سنة 1960، كانت قد درست الخزف في جينيف قبل مجيئها إلى مصر، وفكرت في أن تقيم بقرية تونس في سنة 1964، حيث قامت بشراء قطعة أرض وبناء منزل وورشة لصناعة الفخار على تلك الأرض، وقد نشأ أطفالها أنجلو وماريا بمدارس مدينة الفيوم.
وتصف إيفللين قرية تونس عندما جاءت إليها: في البداية كانت مجرد عزبة صغيرة محاطة بالخضرة والصحراء، ولم يكن فيها أي شيء من المرافق، وكانت نساء القرية يحملن البكلة التي تم صناعتها من الفخار فوق الرؤوس لملأ المياه وكانت تلك بداية فكرة المدرسة والتي كان يقترحها ويصا واصف عليها وهي إقامة مدرسة لتعليم هذا الفن لأطفال القرية، وقالت إن كل ما تقوم به هو تعليم تقنيات الفن ولكن الرسومات التي يتم رسمها على المنتجات الفخارية هي رسومات مستوحاه من خيال الأطفال نفسهم وما يعبر عنهم.
معروضات المهرجان
يتسم المهرجان كل عام بإقبال الزوار الأجانب والمصريين على حد السواء؛ فيعتبر المهرجان أحد الأنشطة المهمة لتنشيط السياحة في مصر؛ حيث يعتبر من عناصر جذب الأجانب لزيارة المدينة كي يقوموا بشراء المنتجات المصرية والاستمتاع بجمال المدينة، كما أن المعرض هذا العام يتميز بعرض المنتجات التي تحافظ على البيئة؛ فمثلا ينتشر بالمدينة صناديق القمامة المصنوعة من الخوص ليلقي فيها الزوار ما لديهم من زجاجات بلاستيكية فارغة أو أي قمامة لديهم، بجانب انتشار الحقائب المصنوعة من الأقمشة والجلد الطبيعي والإكسسوارات والحلي المصنوعة من الأحجار الكريمة بالإضافة إلى المنتجات التي صنعت من الخشب والخوص والفخار والسعف وهي كلها خامات طبيعية من البيئة.
إن أكثر ما وجد إقبالًا في مبيعات العارضين الخزف الملون بأشكال مختلفة ومميزة حسب رؤية كل فنان والأعمال اليدوية والمصنعة من الخامات الطبيعية مثل الأقمشة الطبيعية والخوص، بجانب أعمال الفضة المشغولة يدويًا والتي يعرضها مختلف الفنانين الذين يتقنون فن الفضة والحلي.
كما يتم عرض الملابس المطبوعة بأعمال الباتيك، وهو أحد الفنون الإندونيسية والتي تقوم بعرضها بشكل متفرد الفنانة صباح أبوراس؛ حيث تقوم تلك الطريقة على تغطية القماش بطبقة من الشمع وبعد أن يجف الشمع على القماش يتم صناعة شروخ على الشمع وبعد ذلك يتم صباغة القماش فتظهر الألوان في الأماكن المفرغة من بين تفريغات الشمع المشرّخ، يدخل في تلك العملية شمع النحل والبرافين، وغيرها من المنتجات ذات القيمة الفنية العالية.
أسباب الإقبال على المهرجان
الجدير بالذكر أن المهرجان لم يجد رواجًا في الساعات الأولى من الافتتاح، وبدأت وفود الزوار على العارضين منذ مساء اليوم الأول الجمعة 8 نوفمبر 2019، وفي نهاية اليوم ذهب زوار المدينة للصحراء لرصد النجوم، حيث تتميز تونس بقربها من وادي حيتان الذي يُعد من أهم مزارات الفيوم.
وادي حيتان بالفيوم
يستحوذ وادي حيتان، على مساحة 1759 كيلو مترا من محافظة الفيوم وله موقع مميز داخل وادي الريّان والذي يبتعد عن قرية تونس بمسافة نصف ساعة تقريبا بالسيارة، مما يشجع زوار المهرجان على زيارة الصحراء سواء ليلًا لإقامة حفلات الشواء أو رصد النجوم أو نهارًا لالتقاط الصور مع التكوينات الصخرية المبهرة والأخاذة.
كانت تلك المنطقة جزءا من محيط يغطي شمال القاهرة الإفريقية، وكان ذلك قبل 40 مليون سنة، وقد تم العثور على 10 هياكل كاملة للحيتان، وفي عام 2005 اعتبرتها اليونسكو أفضل المناطق التراثية العالمية التي تضم هياكل عظمية للحيتان، ويضم الوادي حفريات بحرية مختلفة التكوين والأشكال.
وادي البطيخ بالفيوم
من ضمن تلك الأشكال الصخرية المشكلة في المحمية، وادي البطيخ وهو واد مكون من مجموعة من الصخور المستديرة التي تشبه إلى حد كبير البطيخ، وقد تشكل هذا التكوين الصخري لما كان للطبيعة من أسباب في تشكيل تلك الصخور، ولم يستطع أحد الوصول إلى حقيقة تلك الأشكال ولكن أهل الفيوم لديهم قناعة تامة بأن تلك الصخور كانت يومًا ما بطيخًا وتحجرت بسبب الطبيعة والعوامل المناخية على مرور الزمن، بجانب وجود منطقة تضم سلاحف تحولت إلى صخور، حيث هناك طريق ممتلئة على الجانبين بصخور مشكلة على ظهر سلاحف وبعض الصخور المغطاة بقشريات الأسماك التي تعكس أشعة الشمس فتلفت أنظارك لمعتها الخاطفة.
فعاليات ختام المهرجان
يقوم زوار المهرجان بالتسوق بعد أن تجوالهم ومشاهدتهم لجميع الأعمال الفنية المعروضة بدقة حتى يتسنى لهم انتقاء هداياهم لرفاقهم وعائلاتهم بالإضافة إلى شراء مقتنيات لهم من المعرض، وحسب ما صرح به محمود الشريف، المنسق العام للمهرجان أنه قد شارك في المعرض أكثر من 200 عارض؛ حيث قاموا بعرض المنتجات في الشارع الرئيسي للقرية، بجانب أن نسب المبيعات كانت تزيد عن 60% ولم تصل إلى أكثر من 70%.