القاهرة 12 نوفمبر 2019 الساعة 10:35 ص
قصة: ناصر إجو ـ المغرب سكنتني الوحشة من نفسي وفيها، فاتخذت المكان الصامت في ركن بعيد عن ضوضاء المركز الكئيب، في رحاب مقهى فارغ من الناس، أقسم المزاح أن يقضي أواقته على حساب مهام ينتظرها الأخرون مني أكثر مني، كانها فريضة علي أن أوقظ حبات الحنين دوما بعصارة البن البرازيلي بلا إضافات غير قطع نفايات شمندر سكري، أسقطت فنجان قهوة سمراء الخد على الارض، حين ارتعدت يدي وهي تلامس صدفة يد النادلة قبل ان تضع حاملة الأكواب على سطح المائدة، تكسر الزجاج فتناثرت الشظايا أسفل المنضدة عالية القوام، انحنت النادلة ممشوقة القد وطويلة الحدود الجغرافية، بتضاريس شمالية ملساء مطلية بغطاء المساحيق، التي لم تتلف جمالها الاصلي الأخذ في الذبول بظرف العمر الخريفي.بخفة اخذت تجمع بقايا السقوط الزجاجي، برقصة نحلة تمادت في مقاومة خريف قارس، فتوارت عن الأنظار بعد رفرفة خفيفة بمحاداتي، ما اعتذرت لها نطقا إنما سرا همست لطيفها الساري في الاعماق، كوردة اشتدت عليها حرارة المداري وقساوة القطبي، فبقي الجمال طافيا على سطح الوريقات الملونة بطعم الثلوج وقحولة الصحاري..عيون فرس جرمانية الأصل نمساوية المنبث، معدلة وراثيا في مختبرات الافرنج على سفوح أرياف الالب، ثلجية السطح كئيبة الدواخل، كبراكين في بلاد الاسكيمو.انتفضت من بين تخيلاتي فعدت نحو المجلس الأول، بعض قطرات القهوة على سروالي شكلت بقعا تخيف الصابون يوم الغسيل، تقهقرت قوايا التخيلية فلم تعد تستطيع العودة نحو طيف النادلة الفتية العجوز بعد أن غادرت محيطي.فتقدمت نحوها، قلت: _ ما الذي حدث ؟ _لا شيء سوى حريق._من أضرم تلك النار الهادئة على محياك ؟_ ان اللامبالاة كفيلة بأن تفحمنا حد الرماد ... إن في هذه البقعة الصغيرة مجتمعات؛ بعضها من صنف غير مرغوب فيه وتمنيت للمرة الالف أن ينقرض، والاخر ملائكة وهم قليلون جدا، والاخرون والاخرون ..._ كيف تحملت كل ذلك؟ _ كنت على وشك ألا أفعل، إلا أني اكتسبت حماريتهم وملائكيتهم وصفات أخرى
|