القاهرة 05 نوفمبر 2019 الساعة 09:23 ص
بقلم: د.هبة سعد الدين
لا أدرى من الذى يخطط لكيفية دبلجة أفلام الكارتون بحسب البلاد التى سيخاطبها، لكن الملحوظة الواضحة أنهم يفكرون جيداً فى كل خطوات الانتاج وينفذون ذلك بسخاء؛ فى كافة جوانب الفيلم فلا يترددون فى اختيار أهم الفنانين العالميين لأداء الأدوار؛ بل سنجد أسماء يصعب أن تجتمع فى فيلم سينمائى يلتقون فى "الكارتون"!!لذلك لم أرَ أى سبب لما حدث منذ عام 2012 عندما تم نقل استوديوهات الدبلجة من مصر إلى لبنان، واعتماد اللغة العربية لدبلجة افلام ديزنى؛ على الرغم من نجاحات تلك "اللهجة المصرية" المحببة للجميع فى كل الأفلام؛ لدرجة أن هناك جملا بعينها وكلمات وإفيهات ظللت تتردد على مدى السنوات.
قد يكون من فكر فى ذلك أراد أن تكون اللغة العربية هى العامل المشترك بين كل دول المنطقة نظراً لتعدد اللهجات، وهذا أمر جيد؛ لكن تنفيذ الأعمال منذ ذلك الوقت لم يحقق أى نجاحات من تلك التى كانت، واللافت للنظر أن ما حدث لم يراعِ طبيعة الشخصيات أو القصة أو أى جانب آخر، ولذلك جاءت الدبلجة وكأنها ترجمة حرفية تفتقد الروح و الإبداع .لست شوفونية لمصريتى ولهجتها؛ لكن أفلام الكارتون التى كان يتم دبلجتها "مصرياً" كانت تتميز بسمات متنوعة؛ سواء قام بها أسماء لامعة أو متميزة أو مجهولة فى عالم الدراما، مما كان يضيف لها أبعاداً إنسانية؛ وذلك من أهم سمات الدبلجة الناجحة أنها تضيف للعمل إبداعاً آخر. أما الدبلجة العربية فكانت لا تراعى أى شيء، ولم أنسَ ذلك الفيلم الذى كان كوميدياً بالدرجة الأولى وعشقت فكرته وأبعاد شخصياته وأعترف أننى كرهته بعد تلك الدبلجة التى نزعت عنه الكوميديا والإنسانية و صرت أبحث عنه بدون "دبلجة"!!!
اللافت للنظر أن من بدأ حملة عودة اللهجة المصرية لأعمال ديزنى كانوا من الدول العربية وأنشأوا لها صفحات وحاول إيصال أصواتهم، لأنه مع كل عمل يرى النور باللغة العربية يصابون بخيبة أمل، لتتوالى بعد عرضه حملات مقاطعة ديزنى والهاشتاج المطالب بعودة "اللهجة المصرية"، وكأنهم يريدون مع هذا التدنى أفلاماً "من غير دبلجة"، ولكن يبدو أن ديزنى أخيراً أدركت خطأها مع تكريمها للفنان عبد الرحمن أبو زهره كأفضل من قدم دور "سكار" فى فيلم "الأسد الملك"، وكذلك عودتها للهجة المصرية فى النسخة الثالثة لفيلم "الخارقون"، وتعاقدها مع المطربة شيرين عبد الوهاب لتكون "موانا".
تلك خطوات جيدة ولكن من يعوض الجمهور عن تلك السنوات العجاف منذ عام 2012 والتى حُرم فيها من الاستمتاع بتلك الأفلام التى أحبها وانتظر دبلجتها باللهجة المصرية وتوالت صدماته؟ وهل كان لزاماً أن تمر كل تلك السنوات لتدرك ديزنى خطأها؟ ألم تري نجاحات اللهجة المصرية وما حدث بعد أن تركتها؟ وهل كانت فى حاجة إلى استمرار الهاشتاج المطالب بها ودعوات مقاطعة أفلامها كل هذه السنوات؟ على كل الأحوال الجمهور العربى هو أول من طالب بعودة اللهجة المصرية التى عادةً ما تبث "روحا" جديدة فى كل الأعمال.