القاهرة 30 اكتوبر 2019 الساعة 12:05 م
كتب: مصطفى الهندي
تسلمت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة من سامح شكري وزير الخارجية ونظيره الألماني هايكوماس، أطلس "سديد" الأثري، وذلك في مؤتمر صحفي عقد بمقر وزارة الخارجية بحضور الدكتور هشام عزمي رئيس دار الكتب والوثائق القومية.
وثمن وزير الخارجية المصري اهتمام ألمانيا بإعادة الأطلس إلى مصر معتبرًا أن هذه الخطوة تشير إلى اهتمام ألمانيا بالحفاظ على تراث ومقتنيات الدول ومنع تداولها بشكل غير مشروع، كما أعرب عن تطلعه لأن تستمر ألمانيا في هذا النهج المحمود، وأن تقتدي بها دول أوروبية أخرى لم تصل بعد إلى هذا المستوى من المسؤولية.
وقال هايكوماس إن بلاده حرصت على إعادة الكتاب النادر إلى موطنه مصر، مؤكدا أنه أحد مقتنيات المكتبة الوطنية المصرية.
وأشادت وزيرة الثقافة بجهود وزارة الخارجية ومساعي الدبلوماسية المصرية في استعادة جزء جديد من تاريخ الوطن، وأضافت أنه يعد نصرًا جديدًا للدولة المصرية ووزارة الثقافة في معركتها لاستعادة تراثنا المسلوب؛ حيث يعود تاريخ الأطلس إلى القرن التاسع عشر وبالتحديد عام 1218 هـ – 1803 م، ويحتوي على عدد من أبرز الخرائط العثمانية النادرة، وهو من أندر الأطالس في العالم وقد نشره محمود رئيف أفندي.
وأشارت إلى الجهود والمتابعة الحثيثة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور هشام عزمي، فور علمها بعرض الأطلس للبيع بإحدي صالات المزادات بمدينة برلين الألمانية مقابل مبلغ مالي ضخم، وذلك يوم 12 أكتوبر 2018، وعلى الفور راسلت الهيئة بشكل رسمي كافة الجهات المعنية، مؤكدةً أن الأطلس ينتمي إلى مجموعة مقتنيات دار الكتب المصرية، كما طالبت الجهات المختصة في ألمانيا بإيقاف عملية البيع.
ومن جانبه قال الدكتور هشام عزمي إن التعاون مع وزارة الخارجية أسفر عن إيقاف بيع الأطلس وأصبح في حيازة السلطات الألمانية يوم 17 أكتوبر 2018، وهو زمن قياسي في الاستجابة من الجانب الألماني، وعليه تم إرسال ملف كامل موثق بما يثبت ملكية دار الكتب والوثائق للأطلس اعتمادًا على الفهارس والسجلات الرسمية المصرية وقد طالبت دار الكتب المصرية بحقها في استعادة الأطلس؛ حيث إن ضبطه من قبل السلطات الألمانية يضعه تحت مظلة اتفاقية اليونسكو الصادرة في عام 2007 والتى وقعت عليها ألمانيا، كما يخضع الأطلس أيضًا لقانون حماية التراث الثقافي الألماني الصادر عام 2017.
وتابع أن الفترة من نوفمبر 2018 إلى أكتوبر 2019 شهدت إجراء الشرطة الألمانية لتحقيقات موسعة ومطولة، في ظل متابعة من السفارة المصرية ببرلين؛ حيث تم إخطار الجانب المصري رسميًا -عن طريق وزارة الخارجية- بقبول تسليم الأطلس لوزارة الثقافة المصرية.