القاهرة 14 اكتوبر 2019 الساعة 06:00 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
يستلهم التشكيلي عبد العزيز السماحي منذ بداياته الفنية الروح المصرية المليئة بالقيم والمبادئ الإنسانية، استطاع من خلال فرشاته وألوانه أن يبدع ويستقي من التراث المصري الأصيل، وقد نجح خلال مسيرته على مدار 25 عاما أن يشد ويجذب رافدي الفن التشكيلي لقراءة أعماله الفنية بواقعية تلائم المتلقي العادي قبل المتخصص، كما استطاع السماحي أن يستلهم من التراث المصري أعماله التي تنوعت على المستويين الزماني والمكاني، متنقلا بريشته بين الدلتا والساحل، والشمال والجنوب، مسافرا عبر الزمن مستخرجا من كنوزه قيما جمالية واجتماعية أوشكت على الانطفاء؛ ليعيد تقديمها في صورة مشاهد مصرية صميمة ثرية بالتفاصيل. التقت "مصر المحروسة" الفنان عبد العزيز السماحي، خلال جولة في معرضه "نساء مصر روح مصر" بقاعة "آدم حنين" بمركز الهناجر، وكان لنا هذا الحوار:
*متى كانت بدايتك مع الفن التشكيلي وبمن تأثرت من الفنانين؟
- بدايتي كانت منذ الطفولة حين نشأت في وسط المزارع والحقول والبساتين قرب مياة النيل والجداول، تلك البيئة الساحرة هي التي أثرت في تكويني ولم يستطع فنان أن يكون له نفس التأثير في مخيلتي.
*إلى أي مدرسة ينتمي الفنان عبد العزيز السماحي؟
- لا أفكر حين أرسم في توصيف أعمالي إلى أي مدرسة تنتمي، ولكني أعتبر نفسي مهمومًأ بقضايا الإنسان والإنسانية وإن كانت المدرسة التعبيرية التشخيصية إن جاز التعبير تتسق مع أعمالي.
* لماذا أطلقت عنوان "نساء مصر.. روح مصر" على معرضك الحالي؟
- كنت أفكر منذ سنوات في مشروع فني وثائقي يوثق للتراث الذي ورثناه عن الجدات والأمهات والنساء في ربوع مصر كلها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا؛ حتى لا نهدر تراثنا ونفقده، وكانت الفكرة تختمر في ذهني إلى وقت طويل حتى بدأت تتشكل منذ ثلاث سنوات، فبدأت في العمل وقد أتممتها في ثلاث سنوات كاملة.
* المرأة بطل معرضك الحالي.. كيف تناولتها في لوحاتك؟
- تناولت موضوع المرأة على عدة أصعدة وسرت في مشروعي في عدة مسارات، ولأن المرأة تمتلك شخصية ثرية متعددة الجوانب فكان ينبغي أن أقدمها في كل جوانب شخصيتها، سواء الجانب النفسي الذي يتسم بالطيبة والتضحية والصبر والدفء والحنان، أو الجانب البدني حين تبذل جهدها راضية وتتحمل المشقة من أجل الأسرة والأبناء، أو الجانب الرومانسي حين تمنح وتعطي من قلبها ومن روحها وجسدها بغير حساب.
* تميل ألوان "نساء مصر روح مصر" إلى بالتة لونية دافئة، هل جاء اختيارك ليتلاءم مع الفكرة، أم هي بالتتك الدائمة؟
- رغم أن لدي بالتة تخصني؛ لكني أعتبر أن لكل لوحة بالتة منفصلة عن الأخرى تناسب الموضوع وتناسب المكان والمضمون والفكرة، ولكن هذا أيضًا لا يمنع أن تظهر بصمتي اللونية الخاصة رغمًأ عني في كل اللوحات.
* مسيرتك الفنية خلال ربع قرن.. حدثنا عن رحلتك وتجاربك الفنية ؟
- بدأت مسيرتي الفنية منذ الطفولة ومرحلة الفن الفطري، ثم قررت حين أكبر أن ألتحق بإحدى كليات الفنون وبالفعل التحقت بكلية التربية الفنية بالزمالك، وتتلمذت على أيدي أساتذة كبار، وحين أنهيت دراستي بدأت في خوض مجال الفن التشكيلي وأقمت أول معارضي في التسعينيات، وقد افتتح أول معارضي الدكتور الفنان أحمد نوار، وأشاد بتجربتي وقتها ونصحني بألا أتوقف أبدًا عن الرسم، كما حضر معرضي أيضا الدكتور الفنان حمدي عبد الله، عميد كلية التربية الفنية وأبدى إعجابه الشديد بالأعمال، وهكذا كانت شهادة ميلادي وسط عالم الفن والفنانين، وبعدها أقمت عشرات المعارض الجماعية والخاصة آخرها ( نساء مصر .. روح مصر) المقام حاليًا بمركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا المصرية.
* كيف ترى الحركة التشكيلية في مصر؟
- الفن عموما هو بمثابة حياة أخرى مضافة لتاريخ الشعوب، ولدينا جيل عظيم من شباب الفنانين الذين أثبتوا جداراتهم في مجال الفن، ولدينا مستوى يرتقي للعالمية ويستطيع أن يضع قدمًا إلى جوار فناني العالم، لكن ما زالت الدولة لا تقدم دعمًا كافيا للفنانين، وما زالت معارض الفنون خاوية؛ بسبب سوء حال التعليم والثقافة، ولكن يبقى الأمل.