القاهرة 01 اكتوبر 2019 الساعة 01:22 م
كتب: حاتم عبد الهادي السيد
الديك الأخضر وصراع اللحية والبندقية
قراءة في رواية الديك الأخضر
أي ديك أخضر هذا الذي يحدثنا عنه الكاتب إبراهيم عطية في روايته " الديك الأخضر " ؟ هل هو ديك أسطوري يظهر فيحدث الناس وتحدثه ؟ أم أنه ديك الجن الذي يتراءى له فيجعله دائم الثورة علي الذات والعالم والحياة ؟ أم هو الكاتب ذاته يتمثل الديك الذي يمثل ذاته المأزومة ويحلم بنهار جديد ، يؤذن لنا لتتحرر الشعوب من ربقة الظلم والاستعباد والوهم ؟ أم أنه ديك الميثولوجيا التي تظهر لنا جزء من ثقافة الشعوب التي انحصرت في التدين المتشدد الذي يؤدي إلي إلغاء العقل والانصياع للأوامر الصارمة لشيخ الجماعة وتعاليم جماعة التبليغ والدعوة وكأنه مبعوث العناية الإلهية ، أو ظل الله علي الأرض كما كان في عهد الكنيسة الكاثوليكية لدي مسيحي أوروبا، أو دور المسجد لدي المسلمين ؟!.
إنه الديك الأخضر ، الذي يمثل صوت الذات والضمير الإنساني للفجر المنشود بالحرية والعدل ، وبعث ثورة التصحيح للفرد والمجتمع والعالم أيضا .
لقد نجح إبراهيم عطية في جعلنا نغوص ونتعمق في فكر احدي الجماعات " جماعة التبليغ والدعوة " التي وجدت طريقها في مجتمعنا المصري والمجتمعات العربية منذ أربعينيات القرن العشرين وحتي الآن والتي اتخذت من المسجد والجماعة طريقاً لنشر قيم الدين الإسلامي السمحة , كما - يعلنون – وإن كانت لها أهداف أخري خفية ، مع أنها تتمسك في الظاهر بفكرة الشوري في الإسلام . وقرارات الجماعة متمثلين قول الشاعر الحديث :
رأي الجماعة لا تشفي البلاد به عند اللقاء ورأي الفرد يشقيها
إنها مأساة أو حياة الشيخ وائل .. الرجل الملتحي الذي يفقد محبوبته " فريدة الشربيني " أثناء أن كان في الجامعة ، ثم يهب ليتزوج من " وجدان " الفتاة الملتزمة التي تشجعه للحصول علي حلم حياته " الإمامة " في أن يصبح إماما للمصلين في المساجد ، إلا أنه لا يستطيع نيل تلك الدرجة رغم جمال صوته وحفظه لبعض سور القرآن الكريم ..
وتبرز المعاناة للذات المنكسرة ، وتشجيع الزوجة بالصبر ، إلي أن تحين الفرصة ويحقق حلمه ، ثم يصبح بعد ذلك إماماً معيناً بالمسجد بأجرة ، ثم ينضم لجماعة التبليغ والدعوة ويشارك في رحلاتهم إلي القري والمدن المجاورة للتزاور ونشر القيم السمحة للإسلام ، فقد تعرف وعرفنا بفكر هذه الجماعة عن قرب وأدبياتها ثم استبدادية ردهم الأخذ بالشوري لديهم ، فبعد أن غاص معهم وعرف أسرارهم وأصبح واحداً منهم جوّالاً في معية الدين وجد أن فكرة الشوري غير حقيقية مع أنهم كجماعة يعلنون أنهم لا علاقة لهم بالسياسة إلا أن مباحث أمن الدولة كانت تلاحقهم وتنكل بهم ..
وتشير الرواية كذلك – عرضا- لأحداث الأمن المركزي في مصر في الثمانينات ، وإلي اغتيال الرئيس أنور السادات وإلي بداية المظاهرات في الجامعة ومن ثم ثورات الربيع العربي الحالية ..
والكاتب- للأمانة – لم يعقد صلة بين جماعات التبليغ والدعوة وهذه الاغتيالات ، وكأنه يخاف من أن يجهر برأي يكون فيه هلاكه ، أو ظلم لهذه الجماعات كذلك .
ومع ذلك نري الشيخ وائل بطل الرواية شخصية مأزومة ، غير قانعة ، يعمل في بيع بعض الأشياء ليسد رمق الحياة ، ويسير مسرعاً من مسجد إلي مسجد ، ومن مكان إلي مكان ، ولحل نشاطه هذا قد أوداه إلى السجن علي أيدي رجال مباحث أمن الدولة الذين أنهكوا رجولته فلم يعد قادرا على مضاجعة زوجته وجدان على الرغم من تعاطيه الحبة الزرقاء التي أعطاها له الشيخ ليدلل إلي انهزامية الذات ، ومدي بشاعة تعامل السلطة مع هذه الجماعات التي ترفع شعار الدعوة منفصلة عن السياسة : ( لا دين في السياسة ، ولا سياسة مع الدين ) ، ورقم ( التقية ) التي كان يمارسها هؤلاء ، وإظهارهم عدم الخروج علي الحاكم إلا أنهم لم يسلموا من عصا الظلم والتشريد والسجون ودخول الزنازين والمعتقلات لأنهم أطلقوا اللحي وهم في نظر رجال الأمن يخططون لقلب نظام الحكم في مصر والدول العربية أيضا .
ومع كل ذلك نري انفصامية لشخصية الشيخ وائل وهي الشخصية المحورية التي ترتكز عليها مسيرة السرد الروائي ، وكل الشخصيات الأخرى الثانوية كأسماء المشايخ وزوجته هي شخصيات هامشية أمام شخصية وائل المثقفة الذي ترك الجامعة ، أو تركته الجامعة لنشاطه الديني ، وترك الرسم الذي يحبه رسم البورتريهات وصورة محبوبته ، بل ونراه يهرب ليشرب الخمر ويمارس نزواته ، وينظر إلي أخيه المدمن وإلي من حوله في الحارة الشعبية حيث الفقر والبلطجة وقانون الغاب ( القوي يأكل الضعيف ) وهو نفس القانون الذي ينسحب علي كافة شرائح وطبقات المجتمع الذي يصوره حيث يسود الفساد والظلم الاجتماعي وتحكم الطبقية والاستقلال حتي للمرأة الفقيرة حيث نرى جسدها مباحا، ويمكن لأي أحد أن يتحرش بها دون أن يكون لها أي حقوق .
ونري الكاتب يستخدم ( المثاقفة ) في عرض أحداث الشعر ( لرابعة العدوية) وابن الفارض والحلاج وغيرها. كما نراه يفسر مثلاً : معني كلمة شوري في القاموس وفي الاصطلاح وفي الاستعمال والتداول من خلال علم الاشتقاق للكلمة واصطلاحها اللغوية الدلالة وفي الاستعمال وغير ذلك .. وعلي الرغم من أن الميثولوجيا الدينية تكاد تكون تغلف الرواية وظاهرها ؛ إلا أنها مع ذلك رواية ذاتية ، رواية ثورية ، رواية للصراع والتناقض لشخصية الشيخ وائل الإسلامية المعتدلة ، والمثقفة الواعية والنزقية ، بل والفوضوية ، وكأنه يسير علي أكثر من منوال ، ويظهر بأكثر من وجه في علاقته بزوجته ، وفي تذكره لمحبوبته فريدة ورسمها في البورتريهات ، وهابه للبحر للصيد ، ونزقه ، وشربه للخمور ، وتعاطيه الحشيش والبانجو ، وزهده كذلك ، وإمامته للمصلين ، وترقيه في الجماعة التي تبعثه لرحلات داخليه في المساجد المجاورة ، كما تبعث غيره لدول خارجية كأفغانستان وباكستان ودول أرويا وأمريكا غيرها .
إن الشخصية هنا نراها متناقضة ، مأزومة ، مريضة ، متصارعة ، ويظهر الديك الذي يمثل الأمل وصوت الضمير من داخل حجرته ، وكأنه يشير إلي أنه هو ذاته الأمل ، فهو شخص ليس متشدداً كشيخه ، يمارس هوايته في الرسم وكتابة الشعر والصيد ولعب الشطرنج ونزقه ، ويخلد إلي الصيد والتفرد والخلوة عبر تغريبة الذات ، والصوفية التي تهيمن علي تصرفاته ، ولغته الساردة، :
(كلما اختليت اعتليت ..وتوحدت ذاتي في ذاتك ..!) الرواية ص62
والرواية تنتقد المجتمع وممارسات السلطة بشكل مباشر ودون مواربة علي لسان الشخصيات ، كلما جاء علي لسان فريدة الشربيني محبوبته التي كانت تتمني أن تصبح قاضية تحكم بين الناس بالعدل فنراها تتحدث بلسان الراوي العليم ، أو الكاتب (ساد الظلم في ارجاء البلاد وورثت للسادة ، أما نحن الفقراء فلا حيلة إلا بقبول ما يفرضونه علينا عنوة أو ربما يفكرون في إعدام الفقراء كما فعل دراكولا ، وأكدتها مسرحية هزلية كتبها صديقي المسلمي تصويرا لحالة الزيف والنفاق وما آلت إليه أمورنا ..) الرواية ص10
كما نراه ينتقد المجتمع من خلال سرد شعري منسق مسترسل ، ليؤكد ما آل إليه المجتمع المصري منذ الستينيات وإلى الآن يقول :
(اخلع عنك عمامة الطهر وجبتك والقفطان المدنس بنفاق باهت
اغمض عينيك عن حقد الزيف وتطهر من دنس هواجس شيطانك
وفتوي الخوارج ومذبحة مماليك القلعة تنذر بالظلمة
وخصوما شقوا عصا الطاعة لسلطان جائر
اغتصب السلطة من رحم الخوف
إظلام الزنزانة ضيق عنق المجهول
بمخاوف وظنون ،
يغشاني الأفق في ساحة سجن الأحزان ،
تظهر صورة شنق زهران بفتوى الشيخ المأفون ،
يحترق الحقد في نار الغل الساكن في احقاد القهر،
والدهشة تسري في جوف فراغ شوارع ،
قيدها شلل الفزع من حالة قانون الطوارئ ، والنهار الجالس فوق رصيف الخوف يتجرع كل مرارات الوحشة والقهر،
هيأت القلب المغتصب لضوء الشفق في مرح لسلوان لا يخلو من شجنٍ يغني نشوان ..
" احنا شبابك يا بلادي عاشقين ترابك يا بلادي ") الرواية ص 38:37
إنها إذن قضايانا المجتمعية ، قضايا مصر وشعبها لخصها هذا المقطع السردي ليحيلنا إلي واقعنا وتشرذمنا ، إلي أحقادنا وتشرذمنا وعدم جدوي وجود مؤسسات دينية ، وعدم وجود فرصة لدفع الظلم مع قانون الطوارئ في الثورة ، في الحرية ، في الديك الأخضر الذي يظهر مع ثوار التحرير ليتشابك الحلم بالواقع في صورة لم تشهدها مصر لثورة 25 يناير 2011م و30 يونيو 2013م، والتي ظهر فيها الديك الأخضر / الأمل المنشود لجميع الثوار ، بعد أن كان يظهر له وحده ، ويراه هو فقط ..
إن رواية " الديك الأخضر " هي رواية المعاناة ، للشعب المصري بكل طبقاته ، الذي صبر علي الظلم والاستبداد إلي أن طفح الكيل ، وخرجت الجموع الغفيرة في ميدان التحرير لتنادي بصوت الحرية ، مع آذان الديك الأخضر :
( الشعب يريد إسقاط النظام )
إنه الديك الذي غني مع الثوار ، وسقطت دموعه حزنا علي الشهداء / الورود التي تفتحت في جناين مصر ، علي الظلم والاستبداد ، والتي كشفت كذلك الوجه الآخر للإسلام السياسي ، أو لفئة اتخذت من الدين شعارا لتمرير مفاهيم غريبة علي النسيج الاجتماعي والهوية الوطنية للجماعة الشعبية التي تمثل الولاء والانتماء للأرض ، وتتمسك بالدين كرمز لمواجهة المتشددين ، والمتأسلمين ، والمتأمركين ودعاة الدوم والتكفير .
وهي رواية تعلي من التنوير العقلي ، حيث رأينا الشيخ وائل يعتزل هذه الجماعة ، ويذهب لممارسة الصيد ، ويظهر كدرويش ورمز بين الثوار ، ليرسم بروتريهات الثورة فوق الحوائط لتنطلق الكلمة رصاصة نور موشاة بالفن والغناء والسلمية للمواطن المصري الإنسان الذي يريد العدل والخبز والحرية والكرامة ، الإنسانية والعدالة بين جميع فئات الشعب ، وهي لعمري قيم الإسلام الجميلة التي ضيعها دعاة الفكر المتشدد الظلامي ، لكن الله يأبي ألا أن ترتفع الغمة وتعلو رايات الحق ويظهر الديك الأخضر .
وتجاوز الرواية بعدها المصري إلي بعد عربي قومي لتحيلنا إلي الصراع العربي الإسرائيلي إلى القدس ، إلى غارات الصهاينة على غزة في ظل صمت الحكام العرب ، ويعرض ذلك قصة شمشون ودليلة ، حيث ذكرت التوراة وقوع شمشون في حب دليلة فطلب منها الأعداء معرفة سر قوته فعرفوا أنها في شعره ، فطلبوا منها قص شعره وهو نائم ثم فقأت عينه وجعلوه خاماً ليمثلوا به ، ولما تعاظم عملهم وعاد إلى الله وطلب منه العفو والقوة فنما شعره وطال وهدم المعبد علي الأعداء ، وهي قصة رمزية تشير إلى بني إسرائيل وأسلحتهم الخبيثة لزعزعة القوة العربية من خلال نشر الخلافات المذهبية والصراعات ، وإضعاف الحكام وإغراقهم في الملذات والنساء والتهديد والوعيد بزعزعة كراسي الحكم من قبل الأمريكان إلا أن عودة شمشون إلي الله وتوبته قد جعلته يستعيد إرادة القوة للانتصار علي الأعداء وهدم المعبد عليهم ، وتلك لعمري إشارية رائعة في تجسيد الصراع العربي الإسرائيلي .
كما تجيء النهاية المراوغة التي تكشف تحولات الشيخ من الإيمان إلي الدروشة ، كتحولات جماعة الإخوان المسلمين قبل وبعد الثورة ، منذ أن كانوا جماعة سرية إلى أن تولوا مقاليد الحكم ، وكأنه درويش جديد ، الرئيس الذي يمثل جماعة الإخوان الذين تأرجحوا بين طلب الآخرة وحب الدنيا ، يقول :
(انهمرت دموعي لم تغادرني منذ أول رصاصة أطلقها المجرم على الناس ، تساقط الأبرياء من الناس , تخيلت نهايتي كنهايتهم تماماً ...غريبٌ بين أهلي وإخواني ، لم أعلم إلا عند محاولتي الانضمام إلي الجماعة الواقفة في الزحام الشديد ، توضأت من نهر النيل وقدموني إماما للصلاة .. دفعوني كرها نحو الإمامة .. همس أحدهم لي منفردا ..:
أنت وقعت بين طلب الآخرة وحب الدنيا ...
ثم سألني مندهشاً ..:
الكتابة حلال ولا حرام ..؟!
وقال آخر عندما عرضت عليه بعض لوحاتي..:
ماتحولش كلهم لحي ، وميولك ظاهرة جدا. ) الرواية ص154:153
وتأتي النهاية المفارقة / التي تكشف عن وجوده في خيالاته داخل غرفة الديك الأخضر / غرفته / بينما تبدو له صورة ابنه يوسف ( ولده الوحيد ) محمولاً في أحضان الجندي الواقف فوق المدرعة علي بوابة الميدان مبتسماً ، متطلعاً للسماء ، وأسراب الحمام تحلق في الأفق البعيد ) النهاية الرواية ص154
إنها رواية الثورة إذن ، رواية تاريخية ، اجتماعية ، لا تؤرخ للثورة ، لكنها تكشف عن بعض ملامح عن الموجودين داخل ميدان التحرير ، وعن إدانته علي لسان الراوي لكل ملتح ، فالحي واحدة ، والنهاية تكشف عن زيف جماعة الإخوان وتأرجحها بين طلب الآخرة في الدعوة – كما كان في جماعة التبليغ – أو الإخوان أو السلفيين وغير ذلك ، فكل اللحي واحدة كما يقول : أي أن اتجاهات هذه الجماعات واحدة فهي تتأرجح بين طلب الآخرة وحب الدنيا والاستيلاء علي كرسي الحكم لعرش مصر المغري ولو جاء علي جثث الشهداء ، وأولهم ولده – فلذة كبده – يوسف المحمول علي المدرعة الواقفة في قلب الميدان كشاهد علي دفع الشعب والأبرياء لفاتورة الصراع علي السلطة بين المتنازعين علي عرش مصر الخالدة .
ولقد استطاع الكاتب ببراعة شديدة ، أن يهرب من التصنيف والانحياز لتلك الجماعة ، أو لغيرها ، وكأنه سارد مشاهد ينظر من برج عالي في غرفة الديك الأخضر الذي يروي ويشاهد الأحداث من بعيد أيضا ، وتلك حيلة مراوغة لكنه نجح بجدارة في تصوير الأحداث ومعطياتها حتي النهاية .
إنها رواية تعلي من قيمة الإيمان ضد دعاوى التشدد والعنف والإرهاب وتكشف عن تردي الفكر الأصولي مقابل التنوير والتسامح ، وتعلي من قيمة المواطن / الفرد البسيط : المزارع والعامل والفلاح أو الحطابين في الجبال ، وهي رواية إنسانية من الطراز الفريد التي تكشف عن الزيف والخداع الذي يمارس باسم الإسلام في دعاوي الإمامة ، الشوري ، الخلافة ، بل وتكشف بصورة غير مباشرة عن كل الجماعات التي تتستر باسم الدين ، وكأنها ظل الله علي الأرض ، تعيدنا للوقوف أمام مرآة الذات والواقع متسلحين بالعلم في الجامعة ، أو بالفن كالرسم والشعر لمجابهة الفكر الأصولي المتشدد الذي كاد أن يعصف بمصر والمصريين ، وإن لم تقل الرواية ذلك ، إلا أنها إشارات عبر الميثولوجيا الرمزية ، أو عبر منمنمات إشارية إلي واقعنا العربي أيضا من خلال مقدمات صنعها سليمان رشدي ، ومشاهدته شنق زهران التي تشبه سقوط تمثال صدام حسين وسقوط الحكام العرب ، بل والمسلمين أمام المد الإمبريالي الصهيو أمريكي والأوروبي من خلال تقسيم المجتمعات العربية ونشر الاختلافات المذهبية والفقهية وتأجيج الصراعات الطائفية للاستيلاء علي مقدراتنا العربية ومكتسباتنا الحضارية الرائدة ..
إنها الرواية ( الآنية ) التي تشير بسرعة إلي الخلل في واقعنا المصري ، وتحاول من خلال الحلم ، وإرادة الشعوب استعادة الكرامة المهدرة ، وتحرير الإنسان من ربقة الظلم والاستعباد ، ومن ربقة الجهل مقابل النور والحلم مع صوت الآذان وصوت الديك الأخضر رمز الحرية الجميل ورمز الثوار الأحرار في مصرنا الخالدة ، وأوطاننا العربية كذلك من المحيط إلي الخليج .. بين الثوار ، حيث يشير الأخضر إلي الشعب المصري الطيب ، ويشير الديك إلي الإنسان المصري الصبور المناضل والمكافح من أجل استرداد حقوقه وكرامته السليبة ..
إنها رواية الواقع المصري التي تتقاطع مع كثير من الروايات الثورية الاجتماعية التي تتسق مع روايات الثورات العالمية التي تندد بالظلم وتدعو إلي عدالة اجتماعية إنسانية راقية ، فيها الدين يعلي من شأن أدبياتها ، ويرفرف فوق أرضها علم مصر ، ورمزها الإنساني الخالد لحضارة عريقة ، تواصلت ولازالت تتواصل مع الكون والعالم والحياة.