القاهرة 01 اكتوبر 2019 الساعة 01:00 م
كتبت : د. هبة سعد الدين
من سحر الأساطير استطاعت أفلام الكارتون أن تأتى بكل ما هو خيالي ومثير، فدنيا الاحلام الجميلة قادرة أن تمنح الحياة بهجة مختلفة، لتضفي على كل شيء لمسة تجعل الحجر ينطق والشجر يتكلم والحيوانات تحب، لذلك كانت لها مكانةً خاصة بين الاطفال ومتابعيها من كل الأعمار؛ خاصةً أن طبيعتها الفنية تجعلها تطرق كل الأبواب بسهولة، ولهذا شهدنا فى السنوات الأخيرة ظاهرة جديدة وهى إعادة إنتاج أفلام الكارتون التي شكلت انطلاقة سينمائية.
كانت البداية مع "الجميلة والوحش" ذلك الفيلم الذى ألهب خيال الجميع بتقنياته وصورته وحواره وأغنياته منذ 1991 وأعيد تنفيذه 2017 تمثيلياً ولكن من خلال الاستفادة بتطور التقنيات السينمائية والجرافيك، وتبعه مؤخرا فيلم علاء الدين الذى أنتج كارتونيا 1992 وأعيد إنتاجه هذا العام ، لنرى تقريبا سيناريوهات تلك الأعمال وحواراتها بصورة شبه متطابقة، لكنها هذه المرة بشخصيات حقيقية حتى لو تمت الاستعانة بالماكياج والجرافيك والحيل السينمائية التي تطورت بما يمكنها من مواجهة خيال الكارتون.
عندما جاءت "الجميلة" حاول فريق العمل جعلها تهبط من عالم الخيال إلى دنيا الواقع ؛ لذلك كانت فتاة عادية تتصرف في إطار الحياة المعتادة إلى أن تأتى لعنة "الوحش" لنرى الخيال، ربما هذا ما فرضته طبيعة القصة وتطورات الأحداث؛ لكننا أمام علاء الدين وطبيعة قصته سنجد مساحة مختلفة، فهو يعتمد على الحركة والابهار فى ذات الوقت حيث البساط السحري والمصباح والجن؛ لذلك كان اختيار الممثل الكندي المصري مينا مسعود ذو الملامح التي تشبه علاء الدين ويمكنه أن يواكب خفة حركته؛ التي كان الكارتون الوسيلة المثلى في تسعينيات القرن الماضي لمواكبتها، لكنه بالتأكيد حصل على المزيد من التدريبات المكثفة ليتمكن من أداء دور يعتمد في جانبه الأكبر على المطاردات، وقد نجح بشكل لافت للنظر في ذلك، وكذلك الأميرة نعومي سكوت وجها جميلا يتحدى تقاليد القصر ويثور عليها في النهاية.
وجاء النجم الأشهر ويل سميث كجني مختلف يضفي روحا خاصا لعالم الأساطير بأدائه وتمنحه التكنولوجيا المتطورة عاملا مساعدا للنجاح، ونجح فريق العمل كل في دوره ليمنح الرسومات الحياة ؛ لنشعر بكل المشاعر التي تجولت بين الحب والتحدي والألم وقوى الخير التي تنتصر على الشر في تلك الأعمال.
عادةً ما يعتمد العمل المقدم للطفل على الإبهار الذى يشكل اختيار الألوان جانبا منه، ولذلك أدت تصميمات الملابس والديكورات دورها في امتاع المشاهد وإبهاره، وفى ذات الوقت أحرزت حركة الكاميرا هدفها في المزج بين سرعة الإيقاع والتعلق بالأحداث ؛ خاصة وأن المطاردات تشكل محورا خاصا بسينما علاء الدين.
عالم الأطفال عادةً ما يمزج بين كافة الفنون ؛ خاصة الموسيقى والغناء الذى يضفي على السينما بريقا يخطف الأبصار ، وذلك ما صار مع تلك الأسطورة والخيال والأحلام والبساط الذى ينقل علاء الدين من مكان لآخر ويجعله بالتعاون مع النسناس صديقه وبصحبة الجنى قادرا على الفوز بقلب الأميرة، علي الرغم من الأفكار التي حاول الفيلم تسريبها ومفاهيم التقارب بين الجميع وقدرة المرأة على الفوز بالحكم، إلا أن المشاهد مهما كان عمره استمتع بكل شيء؛ لتتجاوز إيرادات الفيلم المليار دولار بكثير، وليحيا عالم الحواديت التي يثبت دائما قدرته على تقديم أعمال قادرة على ارتداء المزيد من الثياب التي تبهرنا لنعيد هل من مزيد؟