القاهرة 24 سبتمبر 2019 الساعة 08:54 ص
حوار: أمل زيادة
كاتبة مصرية شابة عرفتنا بنفسها بطريقة غريبة ومختلفة جداً حيث قالت: أنا فاشلة كبيرة تحاول تمرير الأيام علها تصالحها ذات ليله وتهديها فرحه تنسيها كل ما فات وإن كان الثمن إسدال الستار بعدها، محاربة تجيد إظهار اللامبالاة حتى صدق الجميع أنها لا تبالي رغم حربها مع كل ما حولها، إنسانه تحب ذاتها كفتاة وتحاول التأقلم مع الحياة ومعطياتها، كاتبة تسعى جاهدة خلف حلمها في إيصالها كلماتها لكل المعمورة، روح تجاهد وجسد منهك.حول آخر مؤلفاتها رواية ما وراء الخلود "الكونتيسة" تحدثنا الكاتبة إنجي مطاوع.
ما وراء الخلود معنون ب "فانتازيا نصف موسيقية" ماذا تعني؟
تعني أن أسلوب الكتابة يميل للشعر والخواطر، هناك موسيقي بين الكلمات، الفقرات منغمة، أسلوب سردي قديم كنت أحب قراءته وشعرت أنه يناسب جو هذه الرواية وقصتها للتخفيف من عبء أحداثها
حدثينا عن روايتك "ما وراء الخلود- الكونتيسة" في إيجاز ؟
إظهار تأثير عشق السلطة وامتلاك القوة، وكيفية تحول الأبطال من حالة الضعف إلى حالة من السيطرة والعنف أو الهدوء إلى التدمير الكامل، بمجرد حصولهم على وسيلة تدعمهم وهي هنا عبارة عن قدرات مصاصي الدماء، ويعتمد على مغامرة رومانسية بحد أكبر من الاعتماد على الرعب.
من هي الكونتيسة؟
الكونتيسة هي البطلة رونا طالبة تحضر دراسات عليا قسم علوم بالجامعة الأمريكية تمثل الجانب الضعيف المتحرر الفكر والسلوك يساندها صديقتها ميلي حيث يمتلكان كل مقومات الثراء لكن تعرضت رونا لازمة بإفلاس والدها ثم نجاة والدتها من هذه الكارثة بعد وفاة الأب وإعادة إحياء مؤسستهم مما يشغلها عن أبنائها.
بدأت الأحداث بمعاناة رودينا من فراق عشيقها السابق وشعورها بالملل وتمنيها مقابلة دراكولا، وبدء لقاءهما حينما رآها تتجول في شوارع المملكة، ليعجب بها ويبدأ في متابعتها حتى أنه انضم للجامعة خصيصا ليكون قربها.
تبدأ ملحمة قرب وبعد حيث يحاول تجهيزها لتتحمل حقيقته خاصة أنه أدرك نزعتها للسيطرة والزعامة منذ اللحظة الأولى لتكون بهذا الزوجة المثالية له ليكونا ثنائي قوة للسيطرة على العالم.
وما بين شد وجذب، قرب وبعد، تتكشف الكثير من الحقائق حتى تعلم رونا بحقيقة دار ليجدها سعيدة بهذا بل يكتشف أنها تتمنى أن تصير مثله..
مصاصة دماء، افترقا لفترة يطرق فيها دار على الحديد ليزيده صلابة ويحول رونا لتابع له بكامل قواها العقلية وبموافقتها، ويعود إليها أثناء حفل أقامته والدتها على شرف مسئول كبير في المملكة.
تتم مراسم الزواج بعد صفقات تغري الأم بمستقبل مبهر ومكاسب عظيمة ستعود عليها جراء هذه الزيجة رغم عدم تقبلها لدار قلباً وقالبا، يحول دار رونا إلى مصاصة دماء ليلة الزفاف وتبدأ مغامرة أخرى، بعد تحولها لما كانت تتمنى وتشتهي، ليمرا معا بعدة مواقف.
كان أول ضحاياها والدتها وأخاها في لحظة فقدت فيها السيطرة على شهوتها، لتتحول بعدها للكائن المخفي منذ سنوات داخلها، حيوان مشتهى للعنف والدماء، لتبدأ تنفيذ مخططها هي ودار في حكم العالم مستغلين حفل زواجهما الأول، لترتيب ضحاياها من أولئك المنافسين لوالدتها المقتولة على يديها هي.
ما دلالة العنوان ؟
أن لكل شيء وجه آخر فالليل يتبعه نهار، الكرة مقابله حب، الخلود يواجهه عذاب أو فناء من نوع مختلف موت مقنع.
هل تنتصر شهوة الدماء على الإنسانية ؟
واقع الحياة يجيب بنعم، لو نظرنا حولنا لوجدنا مشاهد ووقائع لمذابح تحت شعارات مختلفة كلها تدعو للإنسان وبقاءه ولكن كنوع سامي أو صنف فريد أو عرق معين أو فصيل محدد يرى نفسه الأفضل كانسان يستحق الحياة وغيره عليهم البقاء أسفل النعال أو الموت تذبيحا وحرقا وأحيانا كثيرة قهرا.
كن قويا لأكسرك من جديد، ما المغزى من هذه الجملة ؟
هي لغة الجبارين المتكبرين يعشقون محاربة من يضاهيهم قوة ليستشعروا لذة الانتصار ومتعه قهر وكسر الآخر، فالضعيف أولا وأخيرا في نظره لا يستحق تعب ولا إرهاق محاربته، امنع عنه طعامه سيموت، امنع عنه مصدر الرزق سيموت، امنع عنه دواءه ... الخ وسائل تعذيب وقهر الضعيف متنوعة أما القوي فلكسرة لذة خاصة.
ما المتعة في الانكسار باستمرار ؟
لا متعه هو ذل وهوان لكن البعض يجيد فن الوقوف مهما تعددت انكساراته وتلك هي المتعة المقصودة لا الانكسار في حد ذاته.
تناولتِ تيمة مصاص الدماء ألم تخشين المقارنة ؟
الأمر في البداية عبارة عن تحدي بيني وبين نفسي قبل أن يكون تحدياً مع زملائي من كُتاب الرعب، هل سأستطيع كتابة عمل قائم على الرعب أم أن رومانسيتي ستمنعني، انتابني الخوف لبعض الوقت ولكن خضت الأمر كلعبه، وقررت المجازفة فعلينا خوض غمار ما نخشاه أحيانا لنشعر بالحياة وبجدواها، إن بقيت خائفة لن افعل أي شيء مهما مرت الأيام والسنين، لذا بدلا من إرعاب القراء أفسدت تيمه الرعب دون قصد ومزجت فيه الرومانسية لتخرج بهذا الشكل.
ما المميز في قصة حُب حيدر ورونا ؟
نشأت قصة حب بين حيدر ورونا بعدما رآها أثناء نزهه، خلال الأحداث تتكشف مدى تناقض شخصية رونا فهي حالمة رومانسية عاشقة للكتابة والخيال باحثة عن الحُب واثبات الذات ومع ذلك شرسة محبة للعنف ضد من يعارضها مواقفها السياسية قاسية ضد من تراهم معارضين، ونجد إن ذلك هو ما جذب حيدر إليها رغم أن شخصيته بالقوة والصلابة وإجادته إدارة أعماله، استطاع بسبب ما تخفيه من شخصيتها أن يظهر جانبها العاشق للسيطرة مثله لتصبح شريكة خلوده الوحشي.
الرواية بها إسقاطات سياسية هل هذا متعمد ؟
متعمد بالطبع وكانت تيمه الرعب أو مصاصي الدماء مقصودة لاحتواء تلك الإسقاطات فأولا وأخيرا السياسة ما هي إلا رعب بشكل منفصل يتأنق فيه مصاصي الدماء للسيطرة على مريديهم وتابعيهم ولمحاولة التأثير على الفريق الأخر القابع خلف الشاشات أو يجلس على مقاعد المتفرجين.
لماذا لم تكتفي بكون الرواية رومانسية في قالب رعب فقط؟
الأساس كان رواية رعب دخلت فيها السياسة غصبًا بسبب الأحداث وقت كتابتها ولأنني في البدء كاتبه تهوى التلاعب بالكلمات خاصة ما تعبر عن العواطف والرومانسية خرجت بهذا الشكل دون قصد مني فالقلم كان الحاكم الأول والإلهام سيطر عليه ليخط ما يمليه عليه دون اعتراض.
هل وفِقت الكونتيسة وسيطرت على العالم ؟
ليس بعد لكنها ستفعل وستتخلص من كل من يقول لها "لا" وإن كان "حيدر" فلا مجال للحب والمشاعر في ذلك الخلود اللامتناهي الطول، ستستفرد بالعالم كما تشاء دون معارضة من آخرين، ستضع مانكير كشمير فلقد انتهت موضة الأحمر من حياتها وسترتدي فستان لون البودرة وتصبغ شعرها بلون ارجواني لتجلس هناك بالأعلى على أرجوحتها اللامعلقة بين السحب، تدلدل ساقيها الموشوم على عقبها اسمها وجواره قلب اسود كالذي تمتلكه، تقلب نظرها بين السحب وبين قدميها الملفوفة بحذاء ذهبي مرصع بقطع ماس من تلك التي يقتل لأجلها الضعفاء، تراقب الأرض وتسخر من ساكنيها وصراعاتهم اللامنتهية، ستطبق مبدئهم الأثير "البقاء للأقوى" فهي الأقوى لأنهم لا يعرفون من هي ولا أين تكون لينالوا منها.
أيمكنك كشف جزء آخر من الرواية لنا؟
خلال سطور الرواية سنرى كيف يتعامل حيدر مع المشردون ممن لا يهتم بهم المجتمع في العلن هو رجل بار لكن في الحقيقة هم مصدر غذائه الأساسي فلا رقيب أو باحث عن هؤلاء ولن يلتفت أي شخص لغيابهم، نرى نجوم المجتمع ممن كانت رونا تكون عنهم أفكار معينه بما أنهم معارضين وآخرين مؤيدين يظهرون أمامها في الحفل بصورة مغايرة تعيد بلورة أفكارها من جديد فالجميع معا في علاقة متشابكة تربطها مصالح واحدة وأهداف واحدة كما اسماها "دار" لعبة الكراسي الموسيقية يخرج هذا ليجلس ذاك ويدخل هذا ليزيح ذاك في صورة تبدو ديمقراطية جدا ومن خلف كل هذا يدار الجميع بيد واحدة هي السياسات العليا للاعبين الكبار، تنتهي الأحداث برونا ودار يخططان للسيطرة على حكم المملكة بعد أن يخرجا ما معهم من أوراق تدين الملك وحكومته عندما ينتهي غرضهم منهم ليستبدلوهم بلاعبين جدد.
ما رأيك أليس هذا ما يحدث وحدث وسيحدث دوما؟!
إلى متى سيظل إلهاؤنا وما الهدف ؟
سيبقي بقاء الروح فينا، وسيظل ما بقى في الدنيا من أيام، اعتقادي الشخصي أن لا نهاية لذلك العذاب، هو مستمر ومتدفق بسلاسة إلى وقت ظهور ذلك المسخ وفق الأديان ذاك الوحش الضاري الذي سينهي الدنيا والزمان ويخوض حربه الأخيرة، واعتقد أن هذا هو الهدف وفق ما تذكرة الكتب، الهاء لنصل إلى تلك الحرب التي ستقسم البشر إلى صنفين مؤمن وكافر، معذب ومنعم، سمها الألفية السعيدة أو جنه ونار لا يهم فالكل مشتق من أصل واحد للحكاية ثم حرفت حسب ساردها عبر الزمان والعصور تحولت قصة النهاية لتتوافق مع كل مذهب وكل دين.
كيف ترين الساحة الأدبية ؟
لا أراها فصلت نفسي عنها منذ سنوات فلا مقدرة لدي لمتابعة ما يحدث ولا املك القوة للصمود أمام ما يحدث فيها وخوض صراعاتها التي لا انتمي إليها، أنا مجرد لاجئة هربت من دنياها لدنيا الكتابة ولا املك حقوق تقويني لمجابة ما يحدث.
بماذا تنصحين القارئ والكاتب ؟
للاثنين أقول؛ "لا تظلم نفسك فأنت تستحق الأفضل" نصيحتي للقارئ لا تتسرع في الحكم على الأعمال من أول بضع صفحات . والكاتب أنصحه بالتريث اهتم بالكيف وليس الكم، احرص على مراجعة عملك وليس بالضرورة أن يكن لك إصدار كل معرض كتاب فلسنا في سباق، الأعمال الجيدة تعيش فتريث لأن ليس كل ما يُكتب يصلح للنشر.
ما رأيك في ظاهرة أولتراس القراء والجروبات الأدبية الموجهة؟
أتمنى لوكان لدي واحدا منهم، لكنني لا أجيد الدعاية لكتاباتي ولا إظهار شخصيتها، الكثيرين يخبرونني إني أجيد "تطفيش" متابعي لا اعرف لماذا ؟ لذا فلنعترف للاثنين تأثير جبار في إظهار الكاتب وكتاباته ولو كان يكتب "ريان يا فجل".
كيف ترين ظاهرة البيست سيلر أو الأفضل مبيعا؟
جميلة تشجع الكاتب المشهور لتجويد إبداعه أحيانا وأحيانا أخرى تزيد "الإيجو" خاصته لتقتله بنرجسيته، تقهر الكاتب الصغير رغم جودة ما يقدمه لأن لا أولتراس يدعمه ليدخل تلك القائمة ولا دعاية كافية من المنوط بهم ذلك وكجزء من الخدمة المتفق عليها بين الكاتب ودار النشر، ظاهرة ممتازة تجيد قتل الزهور لينمو الصبار ويتمطع كما تشاء."
هذا بخلاف أنني أراها خدعة تسويقية من بعض دور النشر للترويج لبعض الأعمال قد تكون جيدة وقد تكون رديئة فلكل منا ذائقته الأدبية ولولا اختلاف الأذواق لبارت السلع .
ما هو جديدك؟
أعكف على كتابة رواية "شركة الأعلاف" والتي قد أغير عنوانها، لتقديمها في نهاية منحه المجلس الأعلى للثقافة بإذن الله، وأحاول إنهاء تعاقد أعمالي الورقية لأنشرها إلكترونيا، وأنوي تحويل رواية إلى سيناريو.