القاهرة 06 سبتمبر 2019 الساعة 09:35 ص
أكرم مصطفى
أقام بيت الشعر بالأقصر اليوم الخميس الموافق الخامس من شهر سبتمبر لعام 2109 أمسية شعرية استضاف فيها الشاعر والأديب / عبد الجواد خفاجي في حديث حول سمات الخطاب الأدبي أعقبها بقراءات من شعره وقام بتقديم اللقاء الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر الذي رحب بالشاعر الضيف وبجمهور بيت الشعر بالأقصر قارئًا بعض النقاط التعريفية بمسيرة الضيف الشاعر والأديب عبد الجواد خفاجي من مواليد قرية "القارة" إحدي قرى مدينة أبوتشت التابعة لمحافظة قنا بجنوب مصر في 14/10/1958م .
حصل على ليسانس الآداب والتربية عام 1992م جامعة أسيوط .
يكتب في مختلف الألوان الكتابية : - القصة القصيرة – الرواية – الشعر بنوعيه (الفصيح والعامي) – المسرحية – الدراسات الأدبية والنقدية .
صدر له
1- رواية ( الراقصة والعجوز ) عام 1986 عن دار الرقىّ بيروت – لبنان .
2- مجموعة قصصية ( تأريخ لسيرة ما ) عام 2000 عن فرع ثقافة قنا .
3- رواية ( الحذاء ) علي نفقة المؤلف عام 2001 .
4- مقدمة في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم علي نفقة المؤلف عام 2002 .
5 ـ أرض الخرابة ( رواية ) ـ عن دار سندباد ـ عام 2010 م
6 - عودة الفلُّوص (رواية) ـ عن دار بورصة الكتب ـ عام 2010.
كما حصل على العديد من الجوائز الأدبية منها جائزة إحسان عبد القدوس الأدبية في الرواية و جائزة جريدة أخبار الأدب في القصة القصيرة وغيرها من الجوائز
كما شارك في الكثير من مؤتمرات مصر الأدبية التي تقيمها هيئة قصور الثقافة بأوراق بحثية ، ونشر دراساته وأعماله الإبداعية الأخرى في جميع المجلات والدوريات الأدبية المتخصصة والمحكمة المحررة بالعربية في العالم كله منذ أواخر الثمانينيات.
بدأت الأستاذ عبد الجواد خفاجي حديثه منطلقًا من تعريفه للأديب بأنه ليس مستخدم لغة بل هو منشئ لغة باستخداماتها الجديدة التي من ضمنها الانزياح أو العدول وذلك ما يميز لغة الشعر عن غيرها من الحديث العادي ذي الدلالة القطعية كما إن جميع المدارس الأدبية في محاولة تعريفها للأدب رأت أنه قابل للتعريف ليس وفقاً لكونه خيالياً أو تخيلياً، بل لأنه يستخدم اللغة بطرق خاصة. ووفقاً لهذا التعريف يكون الأدب نوعاً من الكتابة يمثل ـ كما يقول الناقد الروسى "رومان ياكبسون" ـ عنفاً منظماً يمارس ضد لغة الحديث العادى، وإلى هذا ذهب كثير من الشكلانيين الروس، عندما حاولوا الانتباه إلى الواقع المادي للنص الأدبي ذاته، عندما رأوا أن الأدب تنظيم خاص للغة, له قوانينه، وبنياته وأدواته النوعية التى يجب أن تدرس فى ذاتها، بدل أن تختزل إلى شئ آخر.
ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن الانزياح الذي هو جوهر الأدبية وعمادها الأساس على حد قوله وهو عمل ليس سهلا ويتوقف على جهد الشاعر أو الأديب عموما، فعتدما يتحدت الشاعر عن عيني محبوبته قائلا: "عيناك غابتا نخيل ساعة السحر" نقول إنه حقق انزياحا لغويا عن المعنى المألوف للعينين إلى معنى آخر إبداعي. ومن هنا نبدأ التفكير في هذا الجديد الذي أتى به الشاعر، والعلاقة بين طرفي الصورة ، وتباعد المسافة في الواقع بين العينين والغابة، ندرك أن الشاعر وضعنا في ورطة مع اللغة ودلالتها المعهودة. فالمعهود أن العين ترى الغابة من بعيد أو قريب، ويتحدد معناها بكونها آلة الرؤية أو الإبصار. أما أن تكون العين هي الغابة، موجبة التأمل، واكتشاف الجمال فذلك هو الجديد. عندما نجد أنفسنا في ورطة مع لغة تأخذنا إلى اللامألوف من استخدامات اللغة. وعندها نحاول الخروج من الورطة يأخذ بيدنا الشاعر إلى احتمالية أن تكون الحبيبة هي العراق التي يرمز لها الأدباء بالنخيل، ونتصور مع الشاعر منظر النخيل الذي يتكاثف حول نهري "دجلة" و "الفرات" مشكلين غابتين من النخيل.
وبعد مداخلات من الجمهور حول علاقة الأديب باللغة والمكان وبعض القضايا الثقافية التي يثيرها موضوع النقاش استمع الجمهور إلى الأستاذ عبد الحواد خفاجي شاعرًا حيث قرأ من شعره:
تمضِى ..
لمساءاتٍ أخرى ،
وشواطئَ أخْرَى ،
يسكُنُها اللؤلؤ والياقوتُ
وأصدافٌ أخرى ...
تتقافَزُ حوْلَيْكَ جَآزرُها ،
وأيائِلُها ،
وأرانبها ,
فوق الكُثْبَانِ النَّاعمةِ الحَرَّى
يتموسَقُ هذا الكونُ إذا تَرْسُو ،
ينْفَرطُ إذا تنفرطُ جدائلُها
غُدْرانًا ،
وخمائلَ ،
ومُرُجًا خضْرَا ،