القاهرة 03 سبتمبر 2019 الساعة 08:01 م
كتب: طارق الصغير
قصر الجوهرة..
استتب الأمر لمحمد علي باشا و أصبح الحاكم الفعلي لمصر شعبيا ورسميا بمرسوم من الباب العالي فى الدولة العثمانية، فاختار القلعة مركزا للحكم وأصبح من الضروري تطوير مقر إقامة الباشا فقام بمعاونة نوبار باشا وسايمان باشا ببناء مركزا لقيادة الجيش بالقلعة ومقرا للحكم سمي فيما بعد بقصر الجوهرة
قصر رأس التين ..
بنى محمد علي مركزا لقيادة البحرية المصرية على أطراف مدينة الإسكندرية وقريب من الترسانة في منطقة عرفت باسم رأس التين لم يكن قصرا بالمعني المعروف ( تم هدمه وإعادة بنائه بنفس الاسم فى عهد الخديوي إسماعيل ... و أعيد تطويره و تصميمه إلى ما نراه عليه الآن في عهد الملك فؤاد الثاني ) .
قصر الفسقية .. شبرا بالاس
طور محمد علي باشا منطقة مزارع وأراضي المنطقة و أنشأ طريق إلى هناك و صادر أغلب الأراضي الغير مستغلة أو التي لم يدع أصحابها الضرائب و الجزية لإهمالهم العناية بالأرض ... وأنشأ هناك واحدا من أجمل قصور محمد علي اشتهر بوجود فسقية كانت الأولى في مصر فسمي بقصر الفسقية بشبرا .... شبرا بالاس .
أرسل محمد علي لاستدعاء باقي أسرته من مسقط رأسه مدينة قولا في الجزء اليوناني من الدولة العثمانية ..(اليونان كانت تحت الحكم العثماني آنذاك ) .. لينضموا إلى أبنائه الذكور المقيمين معه في مصر .
أسس محمد علي بيوتا ( قصورا ) لهم بعيدا عن القلعة ومركز للحكم في قصر الجوهرة .
القصر العالي .....
القصر بناه إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا والمسمي بالقصر العالي وهو أول إنشاء في منطقة القصر العالي التي أصبح اسمها جاردن سيتي
تظهر خرائط جراند بك لسنة 1874 م موقع القصر العالي يحدّه غربا نهر النيل و شرقا شارع القصر العيني و شمالا قصر أحمد باشا رفعت و جنوباّ الطريق الفاصل بينه و بين القصر العيني.
كان القصر محاطاّ بسور و به حديقه بها أكشاك و زرعت بشتى أنواع الأشجار للزينة أو أشجار الفواكه و خاصة شجر المانجو، و مكونا من مبنيين و تم الفراغ من بنائه سنة 1820 م و اشتهر بالقصر العالي , كما سمي أيضا بقصر المشورة لأن إبراهيم باشا عقد فيه أول مجلس للمشورة سنة 1829م
بعد وفاة إبراهيم باشا أصبح القصر ملكا للحكومة ثم وهبه الوالي عباس حلمي الأول إلى الأمير إسماعيل (الخديوي إسماعيل لاحقا) )
حينما أصبح إسماعيل باشا خديوي مصر و هبه إلى الوالدة باشا خوشيار هانم والدته بعد أن رممه و حفر على واجهته أول حرفين من اسمه و لقبه و .رزق في هذا القصر بابنه محمد توفيق (الخديوي توفيق
اعتنت الوالدة باشا بهذا القصر اعتناءً خاصا و قامت أيضا بترميمه سنة 1863 م بعد أن تلفت بعض جوانبه جراء فيضان النيل , و اشترت له الأثاث الفاخر و التحف الثمينة و الأشجار النادرة
سنة 1880 م استردت الحكومة القصر بعد نفي الخديوي إسماعيل من الوالدة باشا لتسديد ديونه و باعته الحكومة إلى الدائرة السنية التي أقامت مزادًا لبيع أثاث القصر و تحفه سنة 1900 تنافس على شرائها الأعيان و الأثرياء لندرتها و من أشهرهم كان محمد بك المنشاوي الذي اشترى العديد من أشجار القصر النادرة ليستزرعها في عزبته في الغربية.
وعندما قررت الحكومة هدم القصر أتاحت بيع أجزاءة، فقام السيد على الوقاد بشراء كل بوابات القصر والكثير من مقتنياته وأجزائه وإحدى العربات وبانيو من المرمر مصنوع من قطعة واحدة من الرخام، وقام بأعادة تركيبهم فى المكان الحالى ، و رحايا من الجرانيت سنة1906 م كانت مما تبقى من مقتنيات القصر بمبلغ 700 ج ذهبياّ ، واستخدم عمالا إيطاليين و أتراك و مصريين لتفكيك الواجهة الحجرية و الأبواب و ترقيمها و تم تحميلها على عربات الكارو لمنزله بصحراء المماليك, استغرقت عملية الفك و التركيب 10 سنوات كاملة ...ليصبح المدخل الرئيس إلى بيته الفخيم و حديقته الشاسعة.
الشيخ علي الوقاد كان شيخا معمما و كان يستورد أعواد الخيزران للبوليس، كما أنه كان من كبار تجار البهارات و البخور التي كان يستوردها من الهند، و يبيعها فى وكالة الوقاد بجوار المشهد الحسيني و التي ما زالت موجودة تحمل اسمه.
كما أن الشيخ علي الوقاد يعتبر رائد صناعة البامبو في مصر حين استجلب أعواد البامبو من الهند و استقدم عمالة فرنسية لتصنيعه و افتتح مصنعا بشارع الملكة نازلي (رمسيس حاليا ) بجوار مسجد أولاد عنان (الفتح حاليا ) , ولكن في سنة 1920 أصر العمال الفرنسيين على زيادة رواتبهم بشكل مبالغ فيه هددت المصنع بالإغلاق و رفض الشيخ أن يلبي طلباتهم فتركوه و رحلوا لكنه أصر أن يكمل العمل بالمصنع و أوكل المهمة إلى ابنه محمد.
يكمل لنا أستاذ أحمد الوقاد القصة والدنا الذي كان قد أتقن الصنعة و بدأ بتمرين عمالة مصرية حلت محل الفرنسيين و ما زالت تلك المنطقة في شارع رمسيس تشتهر بصناعة البامبو، و أشهر المحال بها كانوا من تلامذة محمد علي الوقاد.
اشترى الشيخ واجهة القصر و أبوابه حين عرض بالمزاد و اشترى معه حوض مرمر مصنوع من قطعه واحدة من الرخام ، و رحايا من الجرانيت سنة1906 م كانت مما تبقى من مقتنيات القصر بمبغ 700 ج ذهبيا، واستخدم عمالا إيطاليين و أتراك و مصريين لتفكيك الواجهة الحجرية و الأبواب و ترقيمها و تم تحميلها على عربات الكارو لمنزله بصحراء المماليك, استغرقت عملية الفك و التركيب 10 سنوات كامله ...ليصبح المدخل الرئيس الى بيته الفخيم و حديقته الشاسعة
كان للشيخ على الوقاد ابن يعمل بالقوات المسلحة المصرية وهو اللواء نبيل الوقاد من مؤسسي قوات الصاعقة المصرية 1955، وأول قتيل مصري فى حرب اليمن عام 1962، حيث أصدر نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عبدالرحمن البيضاني أوامره لكتيبة الصاعقة المصرية، أول كتيبة وصلت للمشاركة في حرب اليمن بالنزول المظلي في منطقة صحراوية، ولكن فور نزولهم لقوا حتفهم جميعا، كما أن المعلق الكروي الشهير محمود بكر هو الأخ الأصغر لعلي الوقاد.
وفي عام 1906 اشترت شركة شارل ماكس القصر و هي شركة استثمارية فقامت بهدمه لإنشاء حي جاردن سيتي الحديث و تقسيم مساحة القصر إلى أراضي
سجل القصر في الآثار بقرار مجلس إدارة في 31-5-1999 في شارع السلطان أحمد و يتبع منطقة آثار شرق القاهرة .