القاهرة 23 اغسطس 2019 الساعة 01:06 ص
تصوير: تامر النطاط
كتب : مصطفى الهندي
في إطار فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري فى دورته الثانية عشر دورة الفنان كرم مطاوع استقبلت قاعة زكي طليمات بمسرح الطليعة بالعتبة مساء أمس الخميس الموافق 22 أغسطس، العرض المسرحي "نابولي مليونيرة" من تأليف الكاتب الإيطالي إدواردو دي فيليبو وإخراج تامر الكاشف، وهو من العروض التى يقدمها فريق مسرح كلية الطب البشري "القصر العيني" بجامعة القاهرة، ويشارك في المسابقة الثانية بالمهرجان الخاصة بعروض الشباب.
تدور أحداث العرض حول أسرة إيطالية في مدينة نابولي خلال نهاية الحرب العالمية الثانية، يصبح بيتها مسرحاً لأحداث متتالية تكشف حال المجتمع الإيطالي في الحرب، فالزوج شخصيته إصلاحية متمسكة بالأخلاق، والزوجة تستغل احتياجات جيرانها ومعارفها للمنتجات والسلع الغذائية الشحيحة والغير متوفرة خلال الحرب محققة مكاسب كبيرة بالتعاون مع جارها وشريكها تنقلها إلى مرحلة الثراء؛ لتصبح من الأسر حديثة الثراء بعد المتاجرة خلال الحرب بكل شيء، القيم والأخلاق و البشر في مدينة تحولها الحرب إلى مكان للموت واليأس والحرمان وسيطرة المال المشبوه على حياة المجتمع، ويفقد أفراد الأسرة الضوابط أمام مغريات الحياة، فيحققون الرفاهية الرخيصة بالوسائل غير المشروعة، فتمارس الابنة البغاء وتتحول إلى عاهرة فاقدة للشرف، ويمارس الابن تجارة البضائع المسروقة ليتحول إلى لص سارق.
وعندما يعود الأب الغائب لأسرته بعد نهاية الحرب يلاحظ التغير المادي والأخلاقي الذي حدث لأسرته، ولكنه يظل الوحيد الذي يستمر في الاحتفاظ بشخصيته وأخلاقه، وتمرض الطفلة الصغيرة ولا تستطيع الأسرة إيجاد دواءها لأن تجار الأدوية منعوه لاحتكاره في السوق السوداء، ولكنهم يجدوه بصوبة في النهاية، ولكن يجب انتظار الفجر حتى تتعافى الطفلة، ليكتشف الجميع أن الحرب لم تغير الأخلاق وإنما الإنسان هو الذي يغير أخلاقه أو يتمسك بها.
والكاتب إدواردو دي فيليبو هو كاتب وممثل ومخرج وشاعر إيطالي ولد في نابولي عام 1900، وتوفي في روما عام 1984، لمع اسمه في المسرح العالمي إلى جانب اسم لويجي بيرانديللو، وقد نشرت هذه المسرحية باللغة العربية ضمن سلسلة (من المسرح العالمي) عام 1968 تحت عنوان (نابولي مليونيرة) بترجمة وتقديم د. سلامة محمد سليمان، وهي تُمثّل روح مسرح دي فيليبو، وقد كتبها عام 1945 إثر نهاية الحرب العالمية الثانية مباشرة قبل أن تغيب ذكرياتها، وهي كمعظم مسرحياته تعنى بتسليط الضوء المسرحي على أثر المجتمع في سلوك الأفراد، كما يظهر لديه العمق الإنساني والتقاط الحالة الإنسانية في جوهرها بعيدا عن الزمان والمكان.
ويبدي المخرج الفنان تامر الكاشف سعادته بالمشاركة من خلال عرض لفريق مسرح كلية الطب البشري بجامعة القاهرة في فعاليات المهرجان الأكبر للمسرح في مصر، وقد حصد العرض عدة جوائز أثناء مشاركته بمسابقات المسرح الجامعي، وعن أسباب اختياره للموضوع والنص يضيف: يرفض الكاتب تحميل الحرب كل أسباب المساوئ الشخصية للبشر، فهذه المساوئ كانت موجودة فيهم قبل الحرب، فالحرب في الحقيقة لم تتوقف لأن كل تبعاتها لا تزال مستمرة، وينتهي العرض بمشاهدة الأب العائد من الغياب شاهداً على تحولات أسرته، وقد حاولت أن أوضح أن الظواهر الاجتماعية الطارئة كالحروب والثورات لا تغير السلوك البشري وإنما تظهره على السطح.
والعرض من بطولة وتمثيل: فاتن سعيد، أنس عبدالحميد، هبة فوزي، محمد وسيم، شروق طاهر، محمود عيسى، ريم حمدي، رحمة جلال، هايدي عزام، محمد أسامة، محمد إبراهيم، ليديا فاروق، سروق العيسوي، محمود وهبة، محمد حسن، أحمد توفيق، عمر النظامي، أحمد كرم، محمد السعدني، نورهان رأفت، رنا علي ، سارة إيميل، رنا عجرمة، مريم عصام، رنا عبدالحليم، محمد صلاح.
ديكور: محمود غريب، تنفيذ ديكور: محمد شرف، إعداد موسيقي: محمد خالد، أزياء: مريم عصام، تصحيح لغوي: أحمد حافظ، تصميم إضاءة: أبوبكر الشريف، مخرج منفذ: ريم حمدي، إخراج: تامر الكاشف.
ومن المقرر استمرار فعاليات المهرجان القومي للمسرح في دورته الـ12، والتي تحمل اسم الفنان الكبير الراحل كرم مطاوع، ويتنافس فيها 72 عرضًا مسرحيًّا، حتى يوم 30 أغسطس الجاري في عدد كبير من دور العرض المسرحي، منها مسرح السلام وأكاديمية الفنون والمسرح القومي، والهناجر، وأوبرا ملك ومسرح الريحاني، والجمهورية، ومسرح المعهد العالي للفنون المسرحية، وقاعة سيد درويش،والمسرح العائم والبالون ومسرح ميامي.