القاهرة 13 اغسطس 2019 الساعة 09:34 ص
ترجمة وإعداد: محمد زين العابدين
جسم الإنسان هو عالم معقد مليء بالألغاز والأسرار التي تدل على عظمة صنع الخالق العظيم لكل خلية وعضو وجهاز من أجهزة الجسم التي تعمل وفق أداء منظم بشكل دقيق جداً.. وفيما يلي نستكشف معاً بعض الأسرار البسيطة والمدهشة..
* لماذا يحدث انكماش وتقوس للظهر في الشيخوخة ؟
كلما تقدم الإنسان في العمر تبلَى الغضاريف بين المفاصل في الساقين والعمود الفقري تدريجيا بالإضافة إلى أن ترقق العظام يمكن أن يتسبب في انكماش الفقرات نفسها قليلا، كما يفقد الإنسان المزيد من العضلات كلما تقدم في العمر،وكل هذه المتغيرات تعني أن الهيكل العظمي ينحني قليلاً بصورة أكبر.
وفيما بين سن الثلاثين والسبعين يضيف هذا نقصاً في طول الجسم يصل لحوالي 3 سنتيمترات بالنسبة للرجال، و 5 سنتيمترات بالنسبة للنساء، وعند بلوغ سن الثمانين يزيد مقدار النقص في طول الجسم إلى 5 سنتيمترات بالنسبة للرجال، و 8 سنتيمترات بالنسبة للنساء.
* كيف يقتل الإشعاع خلايا السرطان إذا كان أحد مسبباته؟!
إنها بالأحرى طريقة للعلاج تشبه إمكانية استخدام المسدس لارتكاب الجريمة، أو منع حدوثها. فالإشعاع يسبب السرطان بسبب أن محتواه من الفوتونات عالية الطاقة يمكن أن يحدث توقفات في تتابع جدائل الحمض النووي(DNA) بخلايا الجسم ويمكن للخلايا إصلاح هذا الضرر إلى حد ما، ولكن أحياناً لا يكون الإصلاح تاما مخلفا وراءه بعض الخلل في الجينات، فإذا أدى التوقف في تتابع جدائل ال DNA إلى التأثير على أحد الجينات المسئولة عن قمع الأورام بالحمض النووي، فإن تلك الخلية المعيبة تصبح مسرطنة.
لكن الخلايا السرطانية تكون أيضاً أكثر حساسية للإشعاع عن الخلايا الطبيعية، وتعتبر مقدرتها على الانقسام بشكل سريع سبباً من أسباب تحولها إلى خلايا سرطانية، وهو ما يعني في العادة أن بعضاً من ميكانيزمات قراءة شفرة الحمض النووي تتوقف، لذا فإنه عندما تعاني خلية سرطانية من حدوث توقف في تتابع شريط الحمض النووي بها، فإنه يكون من غير المحتمل إصلاحها بشكل صحيح، وهو ما يفيد بالطبع في إمكانية محاصرتها، ويعتمد الأمر على مكان حدوث التوقف في تتابع جدائل الحمض النووي، فإما يؤدي إلى قتل الخلية بأكملها أو إبطاء تكاثرها.
وتستخدم في العلاج الإشعاعي موجة إشعاعية مركزة لاستهداف الجزء المصاب فقط بالورم ويتم حساب جرعة الإشعاع المستخدمة بعناية لتقليل الأضرار الجانبية لها على الخلايا الطبيعية إلى أقصى حد، وحتى مع ذلك فإن العلاج الإشعاعي يزيد بشكل طفيف جداً من فرص الإصابة بسرطان آخر.
*هل يمكن للجسم عمل إصلاح ذاتي للأعصاب التالفة ؟
إلى حد ما إذا كان جسم الخلية العصبية ما زال سليماً، فإن الفروع التي تمتد من جسم الخلية يمكن أن تنمو بمعدل حوالي 2 سم في الشهر.
إذا كان الغشاء المحيط بالحزمة العصبية لا يزال سليماً، فإن الخلية العصبية يمكنها أن تنمو على طول الخط حتى وصولها إلى حجمها المستهدف الأصلي، لكن الخلايا العضلية التي بقيت منفصلة لفترة طويلة لن تقبل اتصالات عصبية جديدة.
*كم عدد الأعضاء التي يمكن أن يفقدها الإنسان ويظل حياً ؟!
يمكن للإنسان أن يظل يعيش حياة طبيعية إلى حد ما بدون إحدى رئتيه، وإحدى كليتيه، وبدون كل من: الطحال، والزائدة الدودية، والحويصلة الصفراوية، واللحمية، واللوزتين، بالإضافة إلى افتقاده لبعض الغدد الليمفاوية، وعظام الشظية من كل ساق، وستة من ضلوعه!
ويمكن أيضاً للمرأة أن تواصل الحياة بدون الرحم والمبيضين والثديين، كما يمكن للرجل أن يواصل الحياة بدون الخصيتين والبروستاتا، بالرغم من أنه ربما تكون هناك حاجة للعلاج الهرموني لتجنب مشكلات أخرى على المدى البعيد، مثل هشاشة العظام.
ولو سمحت لنفسك بإجراء عملية استبدال بأعضاء صناعية بجوار العلاج الطبي، فيمكن المضى إلى مدى أبعد، وإزالة المعدة، والقولون، والبنكرياس، والغدد اللعابية، والغدة الدرقية، والمثانة، والكلية الثانية !..بل والأكثر من ذلك يمكن من الناحية النظرية أن يقوم الجراحون ببتر أطرافك كلها، وإزالة عينيك، وأنفك، وأذنيك، وحنجرتك ، ولسانك، والجزء السفلي من عمودك الفقري، والمستقيم.
*المصدر : مجلة BBC Knowledge)) الإنجليزية - أعداد يونيه، وأكتوبر، وديسمبر 2017
مجلة(very interesting) الإنجليزية- عدد أبريل