القاهرة 18 يوليو 2019 الساعة 04:10 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
استضافت قاعة عثمان أحمد عثمان بمقر النقابة العامة للمهندسين مساء أمس الأربعاء في الساعة السادسة مساءً ندوة بعنوان «كاتب وكتاب» للكاتب والشاعر السعودي جلال صادق محمد العلي لمناقشة كتابيه "دجال القاهرة" و "عودة الزعيم"، بحضور د.حسام عقل، ود.زينب أبو سنة، ود.عزوز إسماعيل، وأدار اللقاء الكاتبة غادة صلاح الدين، وذلك ضمن لقاءات صالون (غادة صلاح الدين الثقافي).
وقد بدأت الندوة بتقديم شكر الكاتبة غادة صلاح الدين، لنقابة المهندسين ولكل القائمين عليها لما قدموه من مجهود لإقامة الصالون، وأضافت أن لجنة نقابة المهندسين لأول مرة تتعاون مع صالون غادة.
وتلتها كلمة الكاتب والشاعر السعودي جلال صادق محمد العلي ، قائلا: "ليس غريبا على مصر أن تبقى حاضنة لكل إبداع عربي وغير عربي"، ومن ثم عرف نفسه للحضور ما يقدمه من إبداعات أدبية: الدواوين الشعرية صوت العرب، الحناجر تموت ناطقة، رشفه من رحيق القضبان، ثورة الأنثى ،مرثية نينوي، حب حتى آخر هزيمة، ومن الكتب الصراع على مصر وجاذبية الحسين والقبض على سوريا.
وأشار د.عزوز علي إسماعيل، أن النقد هو عمل إبداعي موازي للعمل نفسه، مضيفا أن الرواية السعودية في هذا التوقيت تحديدا أكمخذت منحى جديد؛ حيث بدأت الأقلام السعودية في الانتشار وبدأت الأسماء التي كانت في بدايات التسعينيات تظهر الآن وأصبحت ظاهرة وبقوة في بدايات الألفية الثالثة، أمثال رواية البعث، وفكرة وما تلاها من روايات.
ونوه أن "دجال القاهرة"، فكرتها تتناول الذين يتاجرون بالدين، والذين يتسترون بستار الدين، ويتربحون من وراء الدين، وهو ما عاصرته مصر منذ ثورة 2011، وحتى 30 يونيه، ويرى إسماعيل أن الرواية رواية أحداث، وتطرق في حديثه إلى فكرة غلاف الرواية قائلا: "أن الغلاف نصا موازيا للعمل الداخلي".
أما د.حسام عقل، عضو هيئة تدريس كلية التربية بجامعة عين شمس، والمشرف العام على ملتقى الشعر العربي بالقاهرة، فأشار إلى أن غادة صلاح الدين تسعى دائما لإضاءة المساحات المعتمة من الحركة الأدبية سواء كانت مصرية أو عربية، وصالونها يعد ظاهرة من أنبل ظواهر المشهد الثقافي، وقد نجحت في خلال فترة قياسية في أن تطوي المسافات وتحقق من خلال هذا الصالون حضورا نقديا وشعريا وروائيا.
وفي نفس السياق نوه أن عنوان الرواية "عودة الزعيم" يشي بأن الزعيم هو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبدأ حديثه بالتساؤل هل لو عاد الزعماء الكبار مثل جيفارا، أو جوزيف ستالين أو عبد الناصر، يستطيع بفروق الزمان والمكان أن يحقق ما حققه في الماضي؟ بمعنى لو عاد عبد الناصر ورأى ما حدث بالإقليم والمحيط العربي والإسلامي، هل يستطيع أن يحقق ما حققه؟!
مستكملا أن هذه الرواية مؤدلجة بامتياز أي تؤمن بفكر بعينه وتحمل أيديولوجية واضحة، ومشروع سياسي وحضاري بعينه، واستطاعت أن تفرض هذا الفكر والمشروع في كل سطور الرواية تقريبا، فظهر عبد الناصر وهو ينضم لمجموعة ملائكة أولي أجنحة لا يصدر عنهم خطأ واحد، وأكد أنه من الجميل أن يكون للروائي فكر، وليس هناك كاتب روائي أو مسرحي ليس له فكر، لكن عندما يصبح النص مؤدلجا يصدر القارئ مساحات من الاستنفار تجعله يتعامل مع النص بحالة مزاجية قد يكون فيها شئ من الاحتقان.
وأكمل مشيرا أن الرواية كُتبت معبأة بحب كبير لشخصية عبد الناصر، وهذا الحب تحول في بعض المقاطع لنوع من الدروشة الناصرية، والرواية حجمها مثالي لكونها 116 صفحة، ومنذ فترة كبيرة لم أقرأ رواية بهذا الحجم المثالي.
وأشار عقل أن الرواية تجمع ما بين الواقعية والفانتازيا أي الخيال، وذلك لظهور عبد الناصر في 2010، وبالتالي تتلامس مع فضاءات الفانتازيا، واختتم عقل بأن الرواية ذات عرق سياسي نافر.
مضيفا: "نحن أمام رواية تستنفر مساحات التاريخ، تشي بقاص يمتلك أدواته، ولديه ما يقدمه للقارئ، برغم اختلافنا مع بعض الشخوص بشئ من الشحوب، وما تحتويه السطور من فكر".