القاهرة 18 يوليو 2019 الساعة 03:08 م
كتبت : عبير عبد العظيم
• إنشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة وأكاديمية الفنون والفرق الموسيقية والمسرحية
• فتح نوافذ ثقافية فى كافة محافظات الجمهورية والاهتمام بثقافة الطفل والمرأة
• رفعت شعار الثقافة للجميع وأحيت العقول التنويرية للمثقفين
حققت ثورة يوليو العديد من المكتسبات الثقافية التى أثرت بالمجتمع المصري، بل وبالمنطقة العربية بأسرها، وظل المثقف المصرى لسنوات عديدة يحلم بالهيئات والمتنفسات الثقافية التى تعود بالنفع الكبير على الحياة الثقافية وعلى تطور الشخصية المصرية وعلى المجتمع العربى .
شهدت هذه الفترة من عمر الوطن إرساء البنية التحتية للثقافة وإنشاء كثير من الهيئات التي عملت على إثراء الحياة الثقافية والفنية إلى يومنا هذا مثل المجلس الأعلى للثقافة، وهو المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب آنذاك، والهيئة العامة للكتاب، وأيضا دار الكتب والوثائق القومية، والتي كانت تحوي في ذاك الوقت نحو نصف مليون مجلد من الكتب والمخطوطات القيمة؛ للمحافظة على التراث المصري بداخله، كما تم تأسيس فرق دار الأوبرا المختلفة مثل أوركسترا القاهرة السيمفوني وفرق الموسيقي العربية، والسيرك القومي ومسرح العرائس، والاهتمام بالنشر الثقافي؛ حيث تم تأسيس المكتبة الثقافية، والتي كانت النبتة الأساسية لمشروع مكتبة الأسرة؛ حيث تقدم الكتب بأثمان زهيدة لتصبح في متناول الجميع ..
ويحسب للثورة أنها أنشأت المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، والهيئة العامة للكتاب وفرق دار الأوبرا ، وفرق الموسيقى العربية، وقصور الثقافة وغيرها من الهيئات الثقافية التى كان لها دور كبير فى الحياة الثقافية المصرية وربت أجيال كبيرة على الثقافة والتنوير وتشكيل الرؤى.
أنشأت الثورة الهيئة العامة لقصور الثقافة وقصور الثقافة والمراكز الثقافية لتحقيق توزيع ديمقراطي وتعويض مناطق طال حرمانها من ثمرات الإبداع؛ حيث ظلت مدينة القاهرة محتكرة للعمل الثقافى لعقود طويلة وهو ما يعد من أهم وأبرز إنجازاتها الثقافية.
الهيئة العامة لقصور الثقافة:
تهدف الهيئة العامة لقصور الثقافة إلى المشاركة في رفع المستوى الثقافى وتوجيه الوعى القومى للجماهير في عدة مجالات منها السينما والمسرح والموسيقى والفنون الشعبية والفنون التشكيلية وخدمات المكتبات فى المحافظات من خلال قصور الثقافة.
وكان للهيئة دور كبير تنشيط الحركة الأدبية في العديد من المحافظات وإذكاء روح البحث والابتكار وتبنى الأفكار المستحدثة وتشجيع الدراسات الحرة.
واهتمت الهيئة بنشر الثقافة المسرحية بين الجماهير والإشراف الفنى على النشاط المسرحي بالمحافظات، وعملت على رفع مستوى التذوق بين الجماهير ورعاية المواهب بالأقاليم، وعملت على إعداد الدراسات العلمية والفنية عن السينما ونشر دليل سنوى وكتب ونشرات ومجلات عن الثقافة السينمائية وإقامة المهرجانات والمسابقات وأسابيع الأفلام والإشراف على نوادى السينما بالمحافظات وإنتاج الأفلام التسجيلية وأفلام الأطفال.
ويذكر للهيئة أنها ساهمت فى تنشيط حركة الفنون التشكيلية بالمحافظات من خلال معارض الرسم والندوات واكتشاف الموهوبين.
وقدمت المساعدات للجمعيات الثقافية ماليًّا وأدبيًّا ، وكان للهيئة باع كبير فى إجراء البحوث الميدانية والمسح الثقافى والتجارب بهدف الوصول إلى أنسب صيغ الخدمات الثقافية بالقرية، إلى جانب إتاحة فرص التنمية الثقافية والفنية للمرأة.
أكاديمية الفنون:
أُنشئت اكاديمية الفنون عقب سنوات بسيطة من عمر الثورة وتحديدا عام 1969 وتعد أول جامعة لتعليم الفنون ذات طبيعة منفردة في الوطن العربي ، وكان هذا هو الهدف الأسمى لإنشائها ، فلطالما حلم المثقفون بمكان يعلم أجيال جديدة الفنون بكافة أنواعها ، ولقد نظر قادة الثورة إلى الفنون على أنها ليست ترفا ولكنها أحد المكونات الرئيسية لجوهر الإنسان ، تختص الأكاديمية بكل ما يتعلق بتعليم الفنون والبحوث العلمية التي تقوم بها معاهدها في سبيل خدمة المجتمع ، ويتبعها العديد من الفرق الموسيقية والمسرحية منها فرق أم كلثوم للموسيقى العربية والإنشاد الديني، وبها العديد من الأقسام منها الغناء العربي والآلات والتأليف والقيادة وعلوم الموسيقى العربية ، ومن مكوناتها أيضا معهد الكونسرفتوار والذى يهدف إلى إعداد الموسيقيين المتخصصين في العزف على مختلف الآلات الموسيقية طبقا للمستويات الفنية العالمية، وإعداد الكوادر المتخصصة في مجال الغناء الأوبرالي، وإعداد المؤلفين الموسيقيين طبقا للمستويات العالمية، وتكوين الفرق الفنية على مستوى عالٍ من الخبرة اهمها: أوركسترا الكونسرفتوار وأوركسترا النشء الجديد وكورال شباب الكونسيرفاتوار وكورال أطفال الكونسيرفاتوار وفرقة موسيقى الحجرة.
الإثراء السينمائى والثورة:
كان الرئيس جمال عبد الناصر رجل ثورى وعاشق للفن والفنون بصفة خاصة وكان يمتلك نظرة فنية ثاقبة؛ لهذا كان إثراء العمل السينمائى على يديه واضح للقاصى والدانى، ولم تقع اختياراته على الفنانين الممثلين للثورة جزافا، وقد أثبتت الدراسات الفنية أن الإنتاج السينمائي خلال حقبة عبد الناصر وصل إلى 700 فيلم ، رغم أن حصيلة الأفلام التي تم إنتاجها في القرن العشرين هى 3 آلاف فيلم فقط، وهذا معناه أن فترة ثورة يوليو شهدت أعلى معدل إنتاج سينمائى خلال القرن العشرين.
وامتلك المسئولون عن السينما آنذاك نظرة واعية في اختيار الممثلين الذين يجسدون الأفلام التى تعبر عن ثورة يوليو، فكانوا مثلا يعلمون قدر الفنان الكوميدي إسماعيل ياسين عند الجماهير، لذا وقع عليه الاختيار لتقديم سلسلة من الأفلام المتميزة والهامة لدعم الثورة والجيش المصري؛ فكانت البداية مع "إسماعيل يس في الجيش" لتحفيز الشباب على التطوع في الجيش المصري، وعندما حقق الفيلم نجاحا كبيرا قدم بعده "الأسطول، والطيران" والبوليس الحربي" و "إسماعيل ياسين في دمشق".