القاهرة 16 يوليو 2019 الساعة 09:18 ص
كتب: صلاح صيام
الشاعرة العراقية ميثاق كريم: الشاعر يكتب أجمل النصوص ولا يجد من يحتضن جمال حرفه ليتوج بالورق
قالت عن نفسها : طموحي أن أنتشر بكل بقاع الأرض ويصبح صوتي مسموعا كي أستطيع أن أغير شيئا من حال بؤس النساء.
ووصفت الشعر بأنه الصوت العالي الذي يصفع الحاكم والجاهل والمستبد، هو السبابة التي تشير إلى دمار الأوطان وموت الإنسان وظلم المجتمع الذكوري للمرأة العربية وتحديدا في العراق وجنوبه الحزين..
إنها بنت الجنوب العراقى الشاعرة ميثاق كريم التى تحدت كل الظروف التى تقهر الإبداع، وسطعت فى سماء المبدعين بأعمال بارزة أصبحت علامات مضيئة، وتركت بصماتها واضحة على كل ما انتجته. لم تحصل من التعليم الرسمي سوى على الشهادة الإعدادية؛ ورغم ذلك فاقت الكثيرين ممن حصلوا على درجات علمية رفيعة، ويوضع قبل أسمائهم حروف "الألف والدال"، وذكرتنا بعظماء الثقافة عباس العقاد وأحمد فؤاد نجم والشيخ إمام وغيرهم من مبدعى السليقة، وأصحاب الفطرة السليمة.
"مجلة مصر المحروسة" كان لها هذا الحوار مع الشاعرة العراقية ميثاق كريم.
* هل انتهى زمن الشعر وهل ما زال ديوان العرب؟
لم ولن ينتهِ زمن الشعراء فالشعر باق حتى قيام اللغة؛ لكنه يمر في حالة من الضبابية ولأسباب عدة بسبب اجتياح التكنولوجيا لحياتنا وتأثيرها على كل شيء فما بالك بتأثرها القوي على الشعر وزمنه وسحبه من ذاكرة الواقع، تلك الحالة أراها مكتئبة كثيرا لكن في النهاية ستشرق شمس الشعر وسيعود له أوج بريقه، ومهما طالت فترة إحباط الشاعر فديوان العرب على قيد الشعراء وما زال ينعم بالقوافي.
* هل ودع القارئ العربي الشعراء؟
كلمة وداع قاسية بعض الشيء ولنعيد صياغة العبارة ونقول قد انشغل ولم يودع، ما زال هنالك قراء برتبة مناضلين يفعلون كل شيء من أجل متابعة الشعر الأصيل.
* لمَ انخفضت مبيعات الشعر وصارت دور النشر تتجاهل نشره؟
وضعت إصبعك على الجرح وهذه مأساة مهلكة لقلب الشاعر وهو يكتب أجمل النصوص ولا يجد من يحتضن جمال حرفه ليتوج بالورق .. مواجع أعيشها منذ سنين وانا أطرق كل أبواب دور النشر وهي ترفض طباعة دواويني؛ والسبب معروف عندي وعند الجميع وهو أن صاحب دار النشر لا يفكر بعقلية الشاعر، بل انه يفكر بعقلية التاجر والشعر كما هو معروف لا يجلب الخبز..!!
لهذا تجد أصحاب دور النشر يتجهون نحو الرواية لأن نسبة مبيعاتها أكثر وتوفر لهم المزيد من الربح، عكس الشعر تماما الذي يجلب لهم الإفلاس على حد قولهم..!
هنا يجب أن تبرز الدولة وتحديدا دور وزارة الثقافة ومساعدة الشاعر على النشر.. لكن يا أسفي في أغلب الدول العربية هنالك فساد إداري، ولا تتم طباعة الدواوين إلا لمن امتلك الواسطة وله القدرة على دفع الرشوة، وهذه حقيقة لا يجب إغماض العين عنها !
* نشر قصيدة الآن في صحيفة ورقية يحتاج إلى معجزة .. من المسؤول وما الحل؟
نعم .. النشر في الصحف الورقية يحتاج الكثير من العناء لا سيما في الصحف المعروفة، وفي الغالب هي تنشر للأسماء المعروفة والتي لها تاريخ شعري قيم؛ لأن تلك الصحف قائمة على المال ولا تغامر بالنشر لأي شاعر...اللهم إلا إذا امتلك الواسطة..عكس الصحف الإلكترونية والتي تنشر لكل من هب ودب! فمواقع التواصل الاجتماعي جعلت كل أبناء الأمة العربية شعراء.. وهذه هي طامتنا الكبرى.
* هل نملك اليوم شعراء جادين؟
نملك الكثير من الشعراء، وأيضا نملك الكثير من المنابر الشعرية المترهلة، والتي لا يعتليها إلا رعاع الشعر والمتشاعرين والمتشاعرات الذين بنوا بطولاتهم الشعرية على منبر الفيس بوك، وأغلب نتاجهم قام على السرقة وما أكثرهم!
والمرارة الكبرى أن هؤلاء المدعين تسلط عليهم الأضواء، والشاعر الحقيقي المتألق لا يأخذ حقه الكافي من النجومية.
* كيف نعيد المجد لديوان العرب؟
أبو فراس الحمداني يقول: (الشعر ديوان العرب وديوان الأدب)
مهما كانت أيامنا سوداوية ونظرتنا للآتي مريرة تبقى هنالك حقيقة واحدة، وهي أننا أمة قام فكرها على الشعر، رغم انغماسها بكل البدوية.. نحن أمة تتنفس الشعر وبالفطرة، ولا خوف من ضياع الشعر.. وهذا بحد ذاته مجد.
* ما تقييمك لحالة الشعر العربي حاليا؟
لست انا من يقيم الشعر فهنالك نقاد وأساتذة كبار ورواد لهم باع طويل في تقييم حالات الشعر، أما كشاعرة وكقارئة فأني أرى الزبد قد اجتاح كل شواطئ اللغة وهذا أمر لا يطاق ..
المهمة تقع على عاتق الصحافة والإعلام لغربلة التفاهة التي اجتاحت الشعر، ومساندة كل حرف جميل ودون أي محسوبيات أو وساطات.