القاهرة 04 يوليو 2019 الساعة 04:16 م
كتبت: ياسمين مجدي
كان يا ما كان في سالف العصر والأوان، فتاة جميلة اسمها سندريلا فتاة وحيدة لأبيها، ولها أختين من زوجة أبيها ، كانت زوجة أبيها تعاملها معاملة سيئة حيث تجعلها تعمل في البيت في التنظيف وإعداد الطعام وكل ما يلزم للبيت من أعمال وأيضا خدمة أختيها من زوجة أبيها، وعاملتها على أنها خادمة وعانت من الحياة معها ومع ابنتيها.
وفي يوم من الأيام أعلن المنادي في الشوارع بأنه سوف يقام حفل كبير لاختيار عروس لابن الملك وكل فتيات المملكة مدعوات، ففرحت سندريلا بهذا الخبر وقررت أن تذهب الحفل ولكن زوجة أبيها الشريرة منعتها من الذهاب إلى الحفل ولا تترك المنزل وهي وبنتيها سوف يذهبن إلى الحفل الكبير أملا في اختيار واحدة من بنتيها للزواج به.
جلست سندريلا وحيدة وبكت بكاءً شديدا ، ثم سمعت صوتا خافتا يقول لها لا تبكي يا سندريلا والتفتت وجدت عجوزا أمامها وقالت لها سأجعلك أجمل أميرة وستذهبين إلى الحفل الكبير ولكن بشرط أن ترجعي قبل أن تدق الساعة الثانية عشر.
شكرا سندريلا الساحرة العجوز واستعدت للحفل بفستان جميل براق وارتدت زوج أحذية كريستال، وذهبت في عربة فخمة بحصانين أبيضين، وما أن ظهرت على أعتاب القصر حتى ذهل الحضور من جمالها الأخاذ ولاحظها الأمير وانشغل بجمالها وأسرع بالخطى إليها ورقصا طوال الوقت في الحفل وفي غمرة سعادتها سمعت الساعة تدق الثانية عشر وتذكرت شرط الساحرة أنها تذهب قبل الساعة الثانية عشر فأسرعت سندريلا لمغادرة الحفل بدون أي تفسير للأمير.
وعندما ذهب وراءها الأمير كانت قد اختفت تماما ولم يبق إلا فردة حذاء على السلالم، وذهب المنادي في الطرقات والميادين يقيس فردة الحذاء على كل بنات القرية حتى وصل لبيت سندريلا وقام بقياس فردة الحذاء ووجد أنها على مقاسها بالظبط، وتزوج الأمير من سندريلا وعاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات.
حتى الآن هذه هي القصة الكلاسيكية المعروفة ، لمؤلفها شارل بيرل الكاتب والمؤلف الفرنسي الشهير، وجدير بالذكر أن قصة سندريلا ليست من خيال المؤلف ولكنها قصة تراثية قديمة تصل ما قبل الميلاد في عصر الفراعنة، حيث يقال أنها مستوحاة من قصة رادوبيس الفتاة الإغريقية المصرية، كما ذكرها الجغرافي الإغريقي سترابو، وأيضا ذكرها المؤرخ إيليان.
كما ذكرها أيضا المؤرخ اليوناني هيرودوت نقلا عن الفيلسوف أيسوب ، وأبطالها الفتاة الخادمة المصرية والفرعون أحمس الثاني، والتي تخلفت عن حفل الفرعون أحمس الثاني بسبب تخلفها لقيامها بعمل الخادمات الأخريات وأتى نسر وخطف فردة حذاء أحمر يخصها وألقاها على الملك أحمس الثاني ووجد الملك أن صاحبة هذا الحذاء بالقطع من أجمل الفتيات في المملكة، ويجب أن يجدها ويتزوجها وذهب أعوانه بالبحث عن هذه الفتاة ووجدوها ، وهذه القصة في القرن السادس قبل الميلاد.
كما أنه يوجد قصة مماثلة أيضا ظهرت في القرن التاسع الميلادي في الصين وتدعى ين تزان، ومنها ظهرت عادة ربط الأقدام للفتيات حتى تصبح صغيرة رمزا للجمال والأنوثة الطاغية، وهي العادة التي امتدت لعدة قرون في الصين.
وقد ظهرت في السينما في أفلام كثيرة أنيميشن وأفلام سينمائية كثيرة جدا لدرجة تفوق العدد، حيث أن التيمة والحبكة الدرامية الخاصة بالقصة تقوم على أساس العدل ومحاربة الظلم وإنصاف المظلوم ممثلة في فتاة ضعيفة لا تملك شيئا سوى طيبتها ومودتها تجاه الأشياء والحيوانات والأشخاص.
وسندريلا سواء أكانت مصرية أو أجنبية ستظل مثلا ونموذجا لكل فتاة، وسيظل فستانها وحذاءها الكريستالي حلم كل فتاة بريئة.