حوار: سماح عبدالسلام
يعُد المواطن المفردة أو الثيمة الفنية الأهم فى المشروع الفنى للتشكيلى طارق الشيخ ابن جيل التسعينات، لذا فهو حاضر بقوة فى العديد من تجاربه الفنية بصور تحمل إسقاطا على الواقع ومنها "المواطن.. عادى، شبهى، مفعول به"، رافضا وضعه فى صورة ذهنية واحدة باعتباره مهمش بل يحيا فى حالة بحث دائم عن ذاته، وذلك فى إطار إيمان الشيخ بسعى الفنان لإيجاد بديل أفضل للواقع.
• "مفعول به" يعُد امتدادا لمعرضيك السابقين "المواطن.. عادى ، وشبهى".. هل تؤمن بفكرة المشروع الواحد؟
مفعول به امتداد ليس للمعرضين السابقين فقط ولكن لمشوارى الفنى منذ التسعينات ومع بداية التجربة.. أو المشروع الفنى، وهو الشكل الإنسانى وما يحمله من مشاعر وأحلام والتعبير عن المواطن بشكل خاص والإنسان بشكل عام، ومحاولات التأكيد الدائمة على رفض وضعه فى صورة ذهنية واحدة بأنه مفعول به أو مهمشا، بل هو فاعل بكثير من الأحيان ومحرك للأحداث.
أما عن فكرة المشروع الفنى فأعتقد بطبيعة الحال يوجد لكل فنان مشروعه يبدأ معه منذ بداية اهتمامه برسالته التى يود التعبير عنها وما يريد إيصاله من خلالها.. ويمتد ذلك ويتأثر بالأحداث والمشاعر والتفاعلات والمواقف معتمدا على موروثه الثقافى وتجاربه الحياتية والتى تنعكس على تجربته الفنية، والبحث دائماً عن حلول ودراسة مستمرة ودؤوبة لمفردات تساهم فى تطور النواحي الإبداعية.. والوصول لحالة تعبيرية يسهل على المتلقى الشعور بها والتفاعل معها.
• تشهد معارضك حالة من الإسقاط على الواقع المُعاش بمختلف حالاته.. فهل تؤمن بضرورة الفن وقدرته على التغيير؟
بالطبع الأعمال بها إسقاط على الواقع وكل ما يمر به الإنسان أو المواطن خلال حياته وبحثه المستمر عن الوجود ومقاومة التهميش. والفنان يسعى دائما إلى التغيير ومحاولة إيجاد واقع بديل أفضل. والفن دائما قادر على التغيير بالطبع من خلال ما يقدمه الفنان وما يؤمن به من رسالة يعمل عليها بصدق، ويريد إيصالها للمتلقى من خلال تلك الأعمال المرسومة أو الملونة، من تفاصيل الخطوط و اختيارات اللون التى تمس وجدان ومشاعر المتلقى.
• تكرر نموذج الشخص الواحد بلوحات المعرض.. ألم تخش من إصابة المتلقى بالملل أو الرتابة؟
تكرار الشخص الواحد هو محاوله لجعل الملتقي فى حالة من التركيز الشديد على تلك الشخصية والحوار والتفاعل معها والأمل فيها، وأيضا للتأكيد على ان هذا الشخص الواحد يتحمل أشياء وأعباء كبيرة، الشكل الإنسانى فى العمل الفنى الموجود تتكون التفاصيل والأشكال والحلول اللونية بداخله فقط.
• ولماذا إخفاء الملامح وبعض أعضاء الجسد كاليدين والقدمين بعدد من الأعمال؟
تختفى بعض أجزاء الجسد للاهتمام بالتعبير من خلال ملامح الوجه وحركة واتجاه النظر للشخصية وأخذ عين المتلقى لتفاصيل أخرى داخل الشخصية لاستكمال حركة معينة والتفاعل معها.
• "مفعول به".. عنوان قد يتعارض مع بعض الأعمال التى يظهر بها المواطن وهو فى حالة اعتداد بالنفس أو تعالي كما ظهر ببعض اللوحات.. فما تعليقك؟
لا يتعارض العنوان.. فالإنسان الذى أريد التعبير عنه فى حالة بحث دائم عن وجوده كفاعل ومحرك أساسى وليس مهمشا.
• هل من رسالة التى تريد إيصالها "للأرجواز" ثيمة معرضك؟
الإنسان الذى يرتدى فلسفة الأراجوز هو الذى يوجه رسائل دائمه للأخر. وتساؤلات مستمرة للتفكير والبحث.
• من هو جمهورك المستهدف إذا جاز لنا تصنيف الجمهور وخاصة أن معارضك ليست من النوع المعتاد للمتلقى؟
ليس هناك جمهور بعينه، فكل من يقف أمام اللوحة هو مستهدف.. وأعتمد فى أعمالى على إطلاق شحنة تعبيرية آملا أن تصل للمتلقى. وقد ينقسم جمهور الفن لعدة شرائح، لكل شريحة منهم ثقافة خاصة ومختلفة عن الأخرى.. تنعكس على رؤية كل منهم وتلقيها للعمل الفنى.. ولكن فى النهاية مايهمنى هى تلك الرسالة من الفنان للجميع.
• حدثنا عن اللون بالمعرض وكيف ساهم فى خلق جماليات خاصة فى هذا التجربة؟
لكل عمل ألوانه الخاصة النابعة من الحالة التعبيرية للشخصية، و تلك الألوان فى معظم الأعمال ليست ساخنة. قد تكون للدلالة على عدم الانفعال وبساطة الشخصية واختيار ألوان تدل على خلق حالة خاصة بين المتلقى والعمل.