القاهرة 11 يونيو 2019 الساعة 11:45 ص
كتب: حسين عبدالعزيز
مشاكل مصر لا تحل وإنما الذى يحدث هو أنه يتم لتلك المشاكل عملية توصيل للحكومة القادمة والتى تتمنى الحكومة الحاكمة ألا تأتى أبدا وتأتى الحكومة الجديدة. وتحلف اليمين ولا تدرى أنها وهى تحلف اليمين أنها تمضى إقرارا بقبولها التركة التى تركتها الحكومة السابقة بل تركة كل الحكومات السابقة، تركة ثقيلة لا تقدر عليها أعتى الحكومات!
والناظر فى تلك المشاكل التى تواجه الحكومة (أى حكومة) يجدها مشكلات طبيعية أى مشكلات نتيجة أخطاء وسياسات سابقة كان يمكن التعامل معها بشيء من الحكمة وحسن التصرف. والحكمة وحسن التصرف لا تتوفر إلا لشخص (مسئول) (مثقف) بمعنى كلمة مثقف إذاً ماذا تعنى كلمة مثقف؟ تعنى كلمة مثقف فى أبسط تعريف وأسهله فى الشخص الذى يفهم الأمس ويفهم اليوم ويفهم الغد.
ولو توفرت تلك الصفات الثلاث فى أى مسئول أينما كان ومهما كانت المشكلات التى تقابله من حيث الخطورة والجسامة فإنه سوف يحسن التصرف والتصرف السليم فيما يقابله والتصرف الذى لا يضر البلد ولا يحرج ويقلل من هيبتها أمام شعبها مثل مشكلة الأسمدة - التى أوجدتها الحكومة.
مشكلة مياه الشرب – وهي المشكلة التى تتحمل الحكومات المتوالية مسئوليتها.
مشكلة الخبز – هنا لابد أن نقول – لابد من رفع الدعم لكى يكون ثمن الرغيف 10قروش مع إعادة تصنيعه بطريقة سليمة حتى لا يترك من يأكله شيئاً وأن من ثاروا على رفع الدعم هم الغلابة الذين هم سبب مأساة رغيف الخبز لأنهم هم الذين يأخذون الخبز لعلف المواشى وهم أيضاً الذين يحولون الخبز إلى علف للدواجن طب ده يرضى مين؟!!.
مشكلة الغاز والبترول ليس معقولاً ولا مقبولاً أن يحصل على البنزين من لديه أكثر من سيارة ما بين نقل وملاكى .. وكل سيارة ثمنها يفوق 150000 جنيه فهل يعقل أن يتساوى مع سائق سيارة أجرة معدم لا يقدر أن يصرف على السيارة ولا على عائلته إذاً فما هو الحل؟ الحل يكون فى إدارة المرور.
حيث لابد من فرض ضريبة على كل سيارة لا تكون رقم (واحد) فى العائلة ودائما العائلة التى تمتلك أكثر من سيارة تكون تلك السيارات من الأنواع الغالية لذا فلابد أن تكون هناك ضريبة على السيارات عالية الثمن دون أى هوادة أو تلكع ويكون القانون فوق الجميع إن كنا نريد لهذا البلد أن يخرج من كوبته التى دخلتها لأننا لا نحب هذا البلد حقاً نحن لا نحب هذا البلد وإنما ما نطول منها نأخذه دون حق دون رحمة دون شفقة ومن هنا تكونت فئة فى المجتمع لا ترحمه ولا تجعل رحمة ربنا تنزل على فقراء البلد الذين كثروا بطريقة مفزعة.
وتلك الأموال التى تحصلها إدارات المرور من أصحاب تلك السيارات تذهب إلى هيئة البترول بعد أن تأخذ إدارة المرور نسبة بسيطة نتيجة للتحصيل!
ونخرج من هذا كله بهذا السؤال لماذا لا يوجد لدينا مسئول (وزير – عضو مجلس شعب – رئيس هيئة – رئيس مجلس إدارة ... إلى آخره) مثقف لأنه لا توجد لدينا الهيئة التى تعد المثقفين تعليميا ودراسيا لكى يتولوا فى المستقبل القريب والبعيد المناصب الكبرى ولا تترك تلك المناصب للصدف (كما حدث مع أحمد ذكى فى فيلم (معالى الوزير) حيث لعبت الصدفة دور كبير فى توليه الوزارة شكرا للسيناريست وحيد حامد على لمسه تلك المشكلة المستفحلة.
ونحن فى تلك المرحلة الحرجة من عمرنا لابد أن نعتمد على (المثقف) الذى أزيح من مكانه الطبيعى وجلس مكانه التاجر ولاعب الكرة والممثل والشيخ ورجل الأعمال ورجل السياسة. وهذا هو سبب نكبة البلد التى نعيش فيها فإن كنا نريد خيراً لنا ولأولادنا وأحفادنا وبلدنا فلابد أن نفسح الطريق أمام (المثقف) ونمنحه الفرصة ليفكر ويتخيل ويقدم روشته لنا جميعاً فيمكن عن طريقها أن نخرج من كبوتنا التعليمية وكبوتنا الاقتصادية وكبوتنا الأخلاقية يمكن لو سمحنا للمثقف أن يتقدم الصفوف فى كل المجالات فأكبر مشكلة تواجهنا كمجتمع هى عدم وجود المسئول المثقف.