القاهرة 11 يونيو 2019 الساعة 11:04 ص
كتب: د. حسين عبد البصير
لقد عرف المصريون القدماء التكافل الاجتماعي حق معرفته ومارسوا ببراعة التكافل الاجتماعي بصور عديدة تعكس مدى اهتمام الدولة والفرد بالفقير والضعيف وغير المحتاج؛ وذلك لأنه كانت من بين أهم القيم فى حياة الإنسان المصري القديم قيم التكافل الاجتماعي الذي تم التعبير عنه بكونه ضرورة وحق لكل إنسان في المأكل والمأوى. ويشير عدد كبير من الشواهد الأثرية إلى ذلك.
ومنها أن حاكم إقليم إدفو في نهاية عصر الدولة القديمة ذكر في نص سيرته الذاتية على جدران مقبرته قيامه بعدد من أعمال التكافل الاجتماعي قائلاً: "لقد أطعمت كل جائع. وكسوت كل عريان. وكنت أوزع اللبن على كل محتاج. وجعلت نصيبًا معلومًا من الغلال التي تخرجها الأرض إلى الفقراء في إقليمي.
وقمت بسداد ديون المعسرين من خزائني وكل من توفى وليس له ابن تكفلت بإقامة طقوس الجنازة له".
ويعكس هذا النص ونص السيرة الذاتية الخاص بالموظف الشهير "عنخ تيفي" أهمية ضرورة المسؤول في القيام بدور نحو المجتمع إن عجزت السلطة المركزية عن القيام بدورها كما حدث من قبل في مجتمع العمال في منطقة أهرام الجيزة أو لاحقًا في مجتمع العمال بدير المدينة في عصر الدولة الحديثة.
وكانت هناك أيام ومناسبات معينة مثل الأعياد التي يتم فيها ذبح الذبائح وتوزيع لحومها على الفقراء لتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي المستقر في الفكر المصري القديم وكان أحد واجبات الملك أن يطعم أفراد شعبه ويقدم القرابين للمعبودات في معابدها بصفته ابن الآلهة وممثل الآلهة على الأرض.
وكان يتم الذبح وتقديم بعضها كقرابين للمعبودات المختلفة وإلى الكهنة وتوزيع البعض الآخر على الفقراء إيمانًا وتنفيذًا لمبدأ التكافل الاجتماعي في مصر الفرعونية.