القاهرة 04 يونيو 2019 الساعة 12:27 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
تنظم دار المرايا ورشة بعنوان "كيف تقرأ صورة بصوت عال؟"، ويناقشها د.وليد الخشاب، وذلك على مدار ثلاثة أيام 9 و12 و16 يونيو من 6 إلى 9 مساء، وذلك بمقر الدار بوسط البلد.
والتقت "مصر المحروسة" بالدكتور وليد الخشاب الذي أعرب عن سعادته لتعاونه مع دار المرايا التي زامل بعض المسئولين فيها أثناء دراسته لليسانس الآداب في جامعة القاهرة، حيث أن الدار تتيح له الفرصة للتواصل مع شباب النقاد والصحفيين والدارسين المهتمين بالنقد الثقافي وبتقنيات الكتابة عن المنتجات الثقافية البصرية التي صارت معلما أساسيا من معالم مجتمع الفرجة المعاصر.
ويقول الخشاب إنه مهتم بنقل خبرته الأكاديمية والنقدية إلى المجتمعات الناطقة بالعربية، لا سيما مصر التي ولد وعاش فيها فترة شبابه، لأن الكتابة باللغات الأوروبية عن العالم العربي دائما ما تفتقد حميمية التواصل العاطفي مع هذا العالم.
وعن الإطار الفكري العام للورشة يقول: إن تعلم القراءة والكتابة لم يعد كافيا لضمان أعلى درجة من تفاعل الفرد مع البيئة المحيطة به في القرن الحادي والعشرين، على المستوى الاجتماعي والثقافي، فعلى سبيل المثال من الأفضل أن يلم المرء بأوليات التعامل مع الكمبيوتر ومع التليفون الذكي إن أمكن، ليكون "في الصورة" حسب التعبير الشائع، وليتمكن من التعامل مع الجو المحيط به بوعي وسهولة، فيفهم الرسائل المتعددة التي تبثها وسائل الإعلام والجماعات المختلفة في الدولة، ويحدد أفضل الوسائل لتحقيق رغباته، وبالمنطق نفسه، فالقراءة لم تعد تعني القدرة على فهم مدلولات الحروف والكلمات وإنما اتسع مداها لتشمل كافة المواد البصرية التي تحيط بنا في حياتنا اليومية من منتجات بصرية مثل لوحات الإعلانات في الشوارع، أو أية منتجات سمعية/بصرية مثل أفلام السينما وبرامج التلفزيون، والقراءة هنا ذات مدى أوسع من مدى قراءة الكلمات في كتاب، لأنها تنفتح على عشرات القواعد المتفق عليها أو المختلف فيها، وهي قواعد صعب الإمساك بها لأنها -بالتعريف- قواعد غير مكتوبة.
تهدف الورشة إلى توسيع مفهوم القراءة وتأمل فاعليته الثقافية والسياسية حين يتقاطع مع المواد السمعية/البصرية في الحياة اليومية، وإلى تدريب المشاركين على بعض آليات هذه القراءة في علاقتها بالوسيط وبشكل المنتج الذي تتجلى فيه المواد البصرية، وإلى وضع هذه المهارات في سياقها التاريخي، وبشكل عام تندرج المهارات المستهدفة في إطار ممارسة الفكر النقدي وتعلم مهارات التحليل والنقد الثقافي.
وتستخدم الورشة مصطلح "القراءة" بدلاً من مصطلح "التحليل" ولهذا يشير عنوانها إلى فكرة القراءة بصوت عال، وذلك للتأكيد على الحالة "الجهرية" للتفاعل مع المواد البصرية، أي أن التفاعل يتم علنا في الفضاء العام، مثلما في حالة تفاعل الفرد مع لوحات الإعلانات على الطريق أو مع إشارات المرور للسيارات والمشاة؛ فالمقصود بفعل القراءة هنا هو مفهومها بالمعنى التراثي القديم الذي كان يعني إلقاء كلمات بصوت عالٍ على الملأ.
وتستعرض الورشة مفاهيم "التأثير" و"العاطفة" و"البلاغة" بمعانيها التراثية والحديثة؛ لتستكمل مقاربة عملية القراءة نظرياً، فالتفاعل لا يعني فقط فهم مدلول المادة البصرية وإنما فهم تأثيرها العاطفي على جسد الفرد وتأثيرها على سلوكه (وهو هدف أية لوحة إعلانات، على سبيل المثال).
جدير بالذكر أن اليوم الأول للورشة مخصص لعرض لمفاهيم القراءة والتحليل، واليوم الثاني لعرض مفاهيم التحليل النصي للصورة والمادة البصرية في منتج بعينه، واليوم الثالث للتدريب على قراءة الصورة تاريخياً وأيديولوجيا وسياسيا. كل يوم يتضمن تحليل منتج ما: إعلان تلفزيوني، بوستر، ميم على النت، مشهد سينمائي، إلخ.. يختاره المشارك أو يقترحه المنشط، بحيث ينتهي كل مشارك من عمل مسودة مقال تحليلي ينتمي للنقد الثقافي عن منتج بصري ما، في نهاية الأيام الثلاثة.
يذكر أن الورشة تعتبر هي المرة الأولى التي يدير د.وليد الخشاب ورشة لقراءة المواد البصرية بدار مرايا للإنتاج الثقافي بوسط البلد، في القاهرة.
والدكتور وليد الخشاب أستاذ الدراسات العربية بجامعة يورك بكندا والمدير المشارك لجماعة الدراسات العربية الكندية، وصاحب العشرات من الدراسات الأكاديمية في النقد الثقافي والسينمائي والثقافة الدارجة، المنشورة بالقاهرة ومونتريال وباريس وغيرها من عواصم العالم الأكاديمية الكبرى، باللغات العربية الإنجليزية والفرنسية.