القاهرة 21 مايو 2019 الساعة 01:06 م
(1)الشاعرة اللبنانية سامية خليفة: تناولنا الإفطار فى الظلام خوفا من قصف العدو فوق رؤوسنا
كتب: صلاح صيام
قد لا تختلف مظاهر شهر رمضان من قطر عربى إلى آخر, فتقريبا العادات والتقاليد واحدة, ولكن الحالة تختلف بين المبدعين خاصة فى مراحلهة الأولى, واليوم نستعرض ذكريات الشاعرة والأدبية اللبنانية سامية عبد الرحمن خليفة صاحبة رواية " سرديات نخلة " مع القاص العراقي رائد النص التفاعلي صالح خلفاوي",و ديوان "هاتفني الحب "و ديوان "أمطر حبا" .. والحاصلة على شهادة قلادة الجدارة الرفيعة المستوى من د.حسين أحمد سليم, ووسام الاستحقاق والإبداع من المنظمة الوطنية لحماية الطفولة الشباب, وشهادة تقدير من اتحاد الأدباء الدولي, وشاركت في عدة دواوين مشتركة .
تقول عن رمضان:
أن أعود بذاكرتي إلى الوراء, أن أنبش من بين السنين عن لحظات لا تنسى مهما ولى عليها الزمن لهو أمر ممتع, فكيف إن كانت ذكريات تتعلق بأجمل شهر في السنة بشهر رمضان الكريم، أين انت يا والدتي الجميلة وأنت توقظيننا من النوم بعد تحضيرك لطعام السحور, أين صوتك الأجش أيها الطبال يدوي في سكون الليل فنركض وإخوتي لرؤيتك من الشرفة وأنت مواظب على صياحك..
أذكر أنني ذات رمضان كريم كنت طفلة ألعب مع ابنة عمتي في بهو دارهم وكنت صائمة وهي مفطرة لصغر سنها وقبل آذان المغرب بقليل وعن غير قصد منها إذ بها تقدم لي قطعة حلوى كضيافة فأتناولها سهوا, حينها لم أكن أدرك أن من يسهو يمكنه بصق ما في فمه والمضمضة وتكملة صيامه كما لو أن شيئا لم يحدث، لكنني وللأسف استمريت وبعد صعودي إلى البيت حيث أن بيتنا في نفس المبنى رويت لوالدتي ما حدث معي، رحمها الله وضعت اللوم على نفسها لأنها لم ترشدني مسبقا ولم تعلمني بجواز الاستمرار بصيامي، سقا الله تلك الأيام، كانت أيام سلم وأمان, وكم من رمضان مر علينا إما ونحن نتناول طعامنا في الظلام خوفا من قصف العدو فوق رؤوسنا, وإما نتناوله ونحن لسنا على يقين هل سيطلع علينا الصباح ونحن لا زلنا أحياء.
وقالت عن رمضان اليوم:
تقتربُ منّي ذبذباتٌ رويدا رويدا تلتصقُ بأذنيَّ لتسمعني صدى آذانٍ يبشرُ بارتقاءٍ .. تنتشرُ روائحُ عطورٍ من أطايبَ وبخورٍ .. ذروةُ الحسِّ تغمرُ الأركانَ بغمرةٍ توقظُ الغفلةَ، تتجلّى لتحتضنَ جوارحَ المؤمنين .. هلالٌ يزيِّنُ السَّماءِ وشعائرُ تمجِّدُ الخالقَ.
شهرُ مكْرُمةٍ، الكلُّ يصبوُ فيه لرضا الرَّحم?ن وطوبى لمن أدرك فيه ليلةً هي خيرٌ منْ ألفِ شهرٍ .. شهرُ رمضانَ، جزاؤهُ دخولُ بابِ الرّيان، لننهلَ منْ سلسبيلٍ من زنجبيلٍ .
فيه نصومُ عن المعاصي، نصقلُ النَّفسَ، نجوهرُ الحسَّ لنعلوَ بلا كبرياءٍ .
في محرابِ التَّقوى نُناجي البارئَ نتهجَّدُ في نوافلَ نبثُّه الهيام .
شهرٌ فيه خزينةٌ لعامٍ كلما أفضنا فيه بِرّا، فتحْنا أبواباً لنا في الجِنانِ ..