القاهرة 07 مايو 2019 الساعة 11:03 ص
حوار: إنجي عبد المنعم
الفنان مجدي عبدالعزيز.. ممثل مصري، بدأ مشواره الفني مع الإعلانات التليفزيونية ومن ثم السينما، وسرعان ما التحق بالمسرح؛ مما جعله عاشقا لخشبة المسرح، لما يقدمه من رسائل توعوية تخاطب عقل ووجدان الجمهور.. وقد التقت "مصر المحروسة" بعبد العزيز وكان لها معه هذا الحوار..
* عرفنا بإيجاز عن حياتك الشخصية والفنية ؟
مجدي عبدالعزيز، من مواليد المنصورة، ومقيم في القاهرة، التحقت بكلية الإعلام جامعة القاهرة، لعشقي للكتابة الصحفية برغم حبي لمهنة التمثيل.
* بدأت مشوارك الفني مع السينما.. فماذا قدمت؟ ولماذا توجهت للمسرح وتركت السينما ؟
بدأت مشواري الفني في البداية كموديل إعلانات، ثم رُشحت لدور صغير في مسلسل لم يُعرض حتى الآن، ومن بعدها رُشحت من المخرج "أمير شوقي" لدور صغير في فيلم "حياتي مبهدلة" بطولة الفنان محمد سعد وإخراج الفنان شادي علي... ومن بعدها رُشحت لأول دور مسرحي وكانت مسئولية كبيرة بالنسبة لي أن أقف لأول مرة على خشبة المسرح وأؤدي شخصية هاملت وخصوصاً إن الدور بطولة والشخصية كانت بحاجة لمجهود كبير وظروف نفسية معينة، ومن بعدها تلقيت أكثر من عرض مسرحي ورشحت فيها لدور البطولة بفضل الله .. والمتعة التي أشعر بها وأنا على الخشبة كانت كفيلة أن تجعلني أتفرغ طيلة الوقت للمسرح فقط، وبرغم المجهود المضاعف لطيلة أشهر في أي عمل مسرحي إلا أنني أنسى هذا المجهود بمجرد فتح الستارة ولا أشعر إلا بالمتعة اللحظية وأنا أمام الجمهور.
* هل هناك ثمة علاقة بين السينما والمسرح ؟
طبعاً هناك ثمة علاقة بين السينما والمسرح لأن كلاً منها يعتمد على الفن التمثيلي وفن الصورة بشكل عام ولكن مفردات السينما تختلف من حيث اللغة الفنية، أما عن اللغات المسرحية فتختلف عن لغات صناعة السينما فالمسرح علاقة حرة ومباشرة بين الممثل والمتلقي "الجمهور" لأن العلاقة تكون علاقة لحظية أي ملحمية بين الممثل والجمهور، ولكن نجد أن فن السينما يصل للجمهور بشكل مختلف وسريعاً لاختلاف الأماكن حيث يتيح متعة بصرية وسمعية.
_ من دفعك إلى المسرح ؟ ومن الشخصية المسرحية التي تأثرت بها؟
الرسالة الفنية التي يقدمها المسرح بشكل عام للجمهور وإيماني بأن المسرح هو الفن الذي يصل إلى قلب وعقل الجمهور سريعاً هو من دفعني للعمل بالمسرح بالإضافة إلى اهتمامي وحبي للأعمال المسرحية العالمية حيث تمس الجانب الإنساني بشكل أكثر.. أنا أحب وأتأثر جداً بالفنان محمد صبحي لأنه ذكي جداً واستطاع استغلال ذكائه في تقديم أعمال مسرحية تحمل قضايا ومشاكل مجتمعية في قالب كوميدي استطاع من خلاله جذب جمهور مسرحي كبير، وأعماله كانت تحمل رسالة واضحة ومباشرة أذكر منها مسرحية "وجهة نظر" وهو العمل المحبب إلى قلبي جداً.
* حدثنا عن أعمالك المسرحية تمثيلاً وعن أفضلها برأيك التي تركت أثراً واضحاً في جمهور المسرح؟
عملت في العديد من العروض المسرحية منها "قضية ظل الحمار" إخراج أحمد البنهاوي، "8 حارة يوتوبيا" إخراج أشرف عزب، "إقرأ الفاتحة للسلطان" إخراج الدكتورة منى أبو سديرة، "الزناتي" إخراج حسن سعد، "البؤساء" إخراج أشرف عزب، "أيوب وناعسة" إخراج أشرف عزب، "شفيقة ومتولي" إخراج محمد سعد، والعديد من عروض القطاع الخاص، وآخر عمل قدمته عرض"الناس الزرق" على خشبة مسرح أكاديمية الفنون إخراج مسعد الطنباري، لكن كان أفضلها وأقربها إلى قلبي مسرحية "هاملت" التي قدمت خلالها شخصية هاملت وحصلت فيها على أفضل ممثل عام 2012 وكانت فاتحة خير علي لدرجة إن أحد المشاهدين بعد العرض طلب رقم تليفوني وقالي "هسجله بإسم هاملت لأني تأثرت بيك".. وطبعاً كلامه جعلني سعيد جداً لأني وصلت لقلبه وعقله من خلال الشخصية، ومن ثم يأتي عرض "مواطن ورق" وهو أيضاً أقرب إلى قلبي وكان عام 2018 وحصلت فيه أيضاً على جائزة أحسن ممثل في مهرجان باديب المسرحي. وكان على خشبة مسرح جلال الشرقاوي.
* ما هي الصعوبات التي تجدها خلال وجودك على خشبة المسرح؟
الحمد لله لم أجد أي صعوبات خلال وجودي على خشبة المسرح باستثناء وجود بعض المشاكل الفنية أو الهندسية، في الميكروفون فصل أو نجد الإضاءة اختلفت عن الخطة الموضوعة أو أصوات داخل الكواليس وهي مشكلة كبيرة لأنها تفصل الممثل عن أدائه لكن نحاول أن نتخطاها.
* كيف ترى مستوى المسرح في الوطن العربي؟ وما السبيل إلى تطوير الفن المسرحي ؟
المسرح في الوطن العربي يحتاج إلى دعم حقيقي ورعاية لأن المسرح فن مختلف عن بقية الفنون، ومصر من أهم الدول التي ترعى المسرح وتهتم به.
ولو نظرنا للمسرح في بعض الدول العربية نرى أنها تهتم بالمهرجانات فقط بعكس مصر وتونس والعراق، وقد تأثر المسرح بشكل عام في مصر بالأحداث في الوطن العربي حتى مسرح القطاع الخاص أي المسرح التجاري بعد تأثر السياحة في مصر.
والسبيل لتطوير المسرح العربي ينبع في عدة عوامل "إدارية وسياسية واقتصادية واجتماعية"، بالنسبة للعوامل الاجتماعية يجب تهيئة المناخ المناسب في الوطن العربي من الناحية الثقافية ومن الناحية التعليمية بمحو الأمية والقضاء على الجهل حتى يسود تأثير المسرح على المتلقي؛ بالنسبة للعوامل السياسية يجب أن يكون المسرح قائم على الوعي والتنوير بدلاً من أن يكون مسرح تجارب أو مسرح هواه فقط؛ بالنسبة للعوامل الإدارية يجب أن يتوفر في المسرح عدد من الإدارات الكفء والمسئولين ذوي الخبرات والكفاءات الفنية، أما بالنسبة للعوامل الاقتصادية فيجب أن تدعم تذكرة المسرح حتى نتيح للجمهور فرصة الحضور لمشاهدة الأعمال المسرحية.
* هل المسرح به نوعاً من الحرية ؟ وما هي نوع العلاقة ؟
نعم المسرح الآن ينمو ويزدهر في الحرية ويعكس ذلك أن المجتمع يتمتع الآن بالحرية الحقيقية وبممارسة حقوقه؛ وبالتالي نجد ازدهار في المسرح.
وبالنسبة لنوع العلاقة أعتقد أن العلاقة بين السياسة والمسرح هي علاقة عكسية بمعنى إذا ازدهرت السياسية نجد قلة في الأعمال المسرحية؛ لأن معظم العروض تقوم على النقد السياسي ومناقشة القضايا التي تهم المجتمع.