القاهرة 03 مايو 2019 الساعة 05:10 م
تزامنا مع الذكرى السنوية الثالثة لرحيل الشاعر أنور سلمان أعلنت مؤسسة أنور سلمان الثقافية عن قرار اللجنة التحكيمية للجائزة وفي ختام مداولاتھا حول اللائحة القصيرة للترشيحات التي وردت إليھا من مختلف الدول العربية في مجالي الشعر العربي والشعر المتكامل مع عمل موسيقي. وقد تمّ اختيار الشاعر الفلسطيني غسان زقطان لمنحه جائزة أنور سلمان للإبداع في دورتھا الأولى للعام 2019 في مجال الشعر العربي.
كما تم اختيار الشاعر والمؤلف الموسيقي غدي منصور الرحباني والمؤلف الموسيقي أسامة منصور الرحباني لمنحھما الجائزة نفسھا في مجال الإبداع الشعري المتكامل مع عمل موسيقي.
وقد بنت اللجنة اختيارھا الشاعر غسان زقطان على مجموعة من العناصر، وذلك لتميُّز تجربته التي تجمع بين الوضوح الأليف، وبين الغنى الدلالي واللغة المفتوحة على التأويل، وإذ يستند شعر زقطان الى معرفة عميقة بالمُنجز الشعري العربي وإيقاعاته، يتّصل بالحداثة من خلال احتفائه بيوميات الحياة وتفاصيلھا وأحوالھا المتبدّلة. ولا تحضر فلسطين في ھذه التجربة بوصفھا شعارا سياسيا أو منصّة للخطابة
الحماسية، بل بوصفھا أماكن وأزمنة مشظاة يعمل الشاعر على تظھيرھا وتأبيدھا في الحنين والذاكرة.
كما اختارت اللجنة غدي وأسامة الرحباني لغنى مسيرتھما المسرحية والغنائية وإضافاتھما إلى المشھد الثقافي اللبناني والعربي, خصوصا العملين اللذين صدرا أخيرا "بغنيلك يا وطني" و "الربيع العربي"
واللذين تم طرحھما كتعبير صارخ عن وجع الوطن، فقدّما رسالةً وطنية سامية معبّرة، إيمانا منھما بأن الفنّ ھو رسالة تبعث الأمل بغدٍ أفضل، فضلاً عن الجماليّة التي تميزت بھا أعمالھما.
وقد َصوّر العمل الأوّل ما يتعرض له الوطن لبنان من انتھاكات على الصعيد البيئي والجمالي والاجتماعي.
أما عمل "الربيع العربي" الذي أثار الكثير من الجدل محاكيا الحقبة التي يمر بھا العالم العربي، وما آلت اليه الأوضاع الأمنية والاقتصادية إلى حالة التشرذم والانقسام المذھبي ومصوّرا عبثية الحرب وسورياليتھا، فقد تميّز بالمنحى الإنساني الذي تم دمجه في الأُغنية، مشكلاً صرخة ضدّ العُنف والحروب وفي الوقتِ عينه، عكَس وجود خيبة كبيرة جراء ما جرى وإزاء مشاكل العالمِ العربي راھنا وأھمھا الطائفية والمذھبية.
وقد ضمّت اللجنة التحكيمية لھذا العام الشاعر شوقي بزيع، الرئيسة السابقة للجنة الوطنيّة للأونيسكو البروفيسور زھيدة درويش جبّور، البروفيسور محمود شريح، والناقد والكاتب سليمان بختي.
كما أن المؤسسة تنوّه بالمشاركة الكثيفة من مختلف الدول العربية وتشكر كل من وضع ثقته بمبادرتھا الھادفة إلى المساھمة في إعلاء شأن الثقافة والإبداع.
وبمناسبة صدور نتائج الدورة الأولى تقيم المؤسسة في بيروت احتفالاً يتخلّله تسليم الجوائز في شھر يونيو القادم بحضور الفائزين ونخبة من أھل الثقافة والإبداع وسيُعلن عن تفاصيله خلال الأسابيع القادمة.
يذكر أن مؤسسة أنور سلمان الثقافية أُنشئت في أبريل الماضي في الذكرى السنوية الثانية لرحيل الشاعر أنور سلمان من قبل نخبة من المھتمين بالشأن الثقافي تقديراً للمكانة التي تبوّأھا الشاعر في حركة الشعر اللبنانية والعربية، وسعياً لتعميم إبداعاته، وتسليط الضوء على ما يزخر به إرثه الشعري والأدبي من قيم تتمحور حول الجمال وحب الأرض والوطن وإعلاء كرامة الإنسان، وتعزيزا لفكر أنور سلمان وقيمه الإنسانية التي عبّر عنها.