القاهرة 23 ابريل 2019 الساعة 12:43 ص
محمد علي
في إطار فعاليات الدورة السابعة لملتقي القاهرة الدولي للإبداع الروائي العربي، أقيم صباح اليوم الاثنين بالمجلس الأعلى للثقافة الجلسة الأولى حول الرواية التفاعلية، حيث ترأس الجلسة الكاتب نبيل حداد بمشاركة كل من : بهاء الطود وحمزة قريرة، شريف الجيار، فهد الهندال، محمود الضبع، هاني الصلوي.
افتتح حداد الجلسة بتقديم الشكر للضيوف الحضور من البلدان العربية مؤكدًا على أن الأهمية التي تميز الملتقي منذ بدايته هو الوعي بأهمية الكتابة الإبداعية العربية عمومًا وليس المصرية فقط، مشيرًا بأن هذه الدورة تحديدًا لها أهمية خاصة من حيث المحور الرئيسي الذي اتخذته عنوانًا لها وهو "الرواية في عصر المعلومات" حيث باتت المعلومات تشكل الجزء الأهم والثقل المعرفي للكاتب، كما أنها أضافت للرواية
العربية الكثير. وجاءت كلمة الطود حول الرواية، وكيف أضافت بعدا وثائقيا جعلها
لا تقف عند حد المتعة، فالتفاعلية تقف بين الرفض والقبول، مؤكدًا على أن العصر الذي نحياه بات أكثر التصاقًا بذات الروائي الفردانية، فجاء نتيجة ذلك تبلور أسقف التجديد بعيدًا عن التنميط وأقرب إلي هذا العصر ، كما أن الكتاب الشباب أصبحوا يتخذون مناحي جديدة غير تلك التقليدية سواء على مستوي الأسلوب أو السرد على حد سواء، لعل أهمها التعبير الأيقوني واستثمار وتوظيف الرمز الجمالي لمكتسبات الثورة التكنولوجية التي يعيشها العالم الآن .
وأضاف الطود بأن الأدب الرقمي أيضًا استطاع عن قدرة أن يقتحم عالم الأدب عمومًا، حتى أننا صرنا نقرأ ونري العديد من النصوص التي يُستخدم فيها الصور الفوتوغرافية والرسوم المتحركة والروابط التشعبية؛ حتي ظهر ما يسمي بالرواية.
التفاعلية، وعندما ظهر ذلك النوع الجديد أثار العديد من ردود الفعل المتباينة، فهناك من هم رفضوها لتمسكهم بالرواية الورقية كما إنهم رأوا أن هذا الأدب إبداع بلا مشاعر إنسانية. وعرف الرواية التفاعلية على أنها تستخدم في الأصل للربط التشعبي مع المؤثرات الرقمية الأخرى مما يضفي صعوبة على نقدها. واختتم حديثة بالسؤال عن إن كنا نعيش بالفعل ثورة منهجية وجمالية ستغير أركان ديوان العرب الجديد.
في حين أن حمزة قريرة، فقد تحدث عن الرواية التفاعلية أيضًا ولكن عن إشكالية البناء وأزمة التلقي فيها، مبررًا بحثه بتقديم عينة تجريبية.
تحدث قريرة عن الدور البارز لتطور وسائل الاتصال والتواصل، واندثار الفواصل بين البلدان، بل القارات جميعها عبر ذلك الوسيط -الإنترنت- وفي خضم هذا حاولت الكتابات السردية العربية أن تساير التجديد مستفيدة من تجارب غربية في المجال الإبداعي الرقمي، فعدت الرواية أكثر السرديات حضورًا عن شتى الأنواع الأدبية والشعرية الأخرى، معطيًا مثالًا عن أول رواية رقمية للكاتب محمد سناجلة "ظلال الواحد" والتي كانت من إصدارات عام 2001، وأما عن مشكلة الترقيم هي إنها قُدمت على أساس أنها ورقية، كما هو الحال الآن في تقديم بعض الروايات الورقية بكونها رقمية، وهذا الذي يخلق مشاكل عدة على مستوي النقد خاصةً وأن هذه الأعمال تثير اشكاليات عدة على مستوي البناء والتقديم..
وتحدث شريف الجيار هو الآخر عن الرواية التفاعلية ولكن هذه المرة حول عولمة النّسَق وسلطة التَّلقي، آخذًا من رواية المتشرد للكاتب عبد الواحد استيتو نموذجًا. وبدأ حديثه بأن التكنولوجية الحديثة قد استطاعت أن تطرح نصًا أدبيًا هجينًا ونمطا مغايرا لما هو سائد،أي أنها تتمتع بالمغامرة، متجاوز الكاتب المألوف والسائد. وتطرق للحديث عن الرواية النموذج؛ قائلًا: بأن استيتو قد استطاع أن يؤكد على أن الرواية الرقمية تستطيع التعبير عن الواقع بتفاعلية، رغم انفتاحها التقني الذي يجعلها في نظر البعض قريبة من الأدب الفانتازي.
واختتم الجيار حديثه بأن كثرة التساؤلات حول الرقمية تؤكد أن الإضافات الجمالية التي استوحت من الوسيط الإلكتروني أدت إلي تغير جذري في مفهوم النص..
وتحدث الهندال أيضًا عن الرواية التفاعلية من حيث النصية المحاذية للمتن الروائي. مشيرًا بأن العالم العربي اليوم يشهد تداخلًا بين ما هو واقعي وما هو افتراضي وذلك من خلال ثورة المعلومات التي نتجت عن وسائل التواصل وما ارتبطت بها من علاقات تبادلية بين الكاتب والمتلقي، ذلك في وقت تحررت فيه الكلمة من سلطة النص والورقي..
وأكد الهندال على أن الرواية التفاعلية تعد جزءا من تلك العلاقة التبادلية، تقفز نحو أدب يقوم مقام الشراكة بين أفراد المجتمع، مع الاستفادة القصوى لإعادة العلاقات البنائية لتقنيات الخطاب السردي. ويشير بأن مصطلح السرد يكون بمعني الحكاية، كما أنه يستعمل أيضًا على أنه العمل المتواصل الذي ينقل المرسل به رسالة ذات مضمون قصصي، باعتباره وسيطًا يحمل الرسالة لكنه بشكل متخيلًا
أما هاني الصلوي فقد تحدث عن الرواية اللامتناهية الشبكية، مقدمًا قراءة في تفاعلية الرواية الرقمية. مضيفًا بأن كان من الضروري إلقاء النظر على ما آل إليه البحث العلمي والنص الإبداعي في الغرب والتغيرات التي طرأت على الكثير من الرمزيات، حتي إنها ساهمت في أن تكون الرواية الرقمية ذات شكل ولها جوانبها الخاصة والرئيسية، مؤكدًا على ضرورة أن يكون هناك هوية أساسية للرواية الرقمية.
ومن ناحيته، أكد الناقد محمود الضبع، مقولته بموت النقد العربي، وقال إن الحركة النقدية تعاني الكثير في ظل العولمة.
والجدير بالذكر أن فعاليات ملتقي القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي مستمرة حتى يوم الرابع والعشرين من الشهر الجاري..