القاهرة 21 ابريل 2019 الساعة 01:10 م
محمد علي
أقيم ظهر اليوم الأحد، جلسة تفاعلية بقاعة المجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا، ضمن فعاليات الدورة السابعة لملتقى "القاهرة الدولي للإبداع الروائي العربي" جلسة نقدية أدارها الناقد أحمد درويش، وشارك، فيها كل من: د. حسام جايل بورقة نقدية بعنوان "أثر وسائل الاتصال في البناء الروائي..دراسة في رواية "أنثى موازية"، في حين ن جاءت ورقة الباحثة رشا الليثي بعنوان:"وسائط الإعلام الكبيرة والبيانات الرديئة: "إنترنت العقول وتطور أدب الفرانكشتاين"، كما جاءت ورقة الباحثة سوسن ناجي بعنوان: "أسئلة الكتابة وجماليات الفوضى في الرواية الجديدة، رواية الإسكندرية 2050 أنموذجا" أما الباحث سيد ضيف الله فقد جاءت ورقه بعنوان: "روايات محمد الفخراني:هاجس التجريب وأعراف الفانتازيا" وأخيرا جاءت ورقة الباحث محمد حسن عبد الله بعنوان :"دراسة نقدية حول رواية الإسكندرية 2050 للروائي صبحي فحماوي".
بدأ درويش حديثه بتقديم الشكر لكل من الضيوف والحضور مهنئًا إياهم بمرور عشرين عامًا على إقامة الملتقي، متحولًا بالحديث إلي الدور الهام الذي تلعبه الرواية في إثراء الخلفية الثقافية لدي ممارسي الفنون المختلفة في العالم العربي، وعن وعي الكاتب العربي الذي يتطور سريعًا في الآونة الأخيرة.
ومن ثم شرع في الحديث عن مدى أهمية الموضوع الذي أخذه الملتقي محورًا رئيسيًا له ألا وهو "الرواية في عصر المعلومات" مؤكدًا على أن الرواية أصبحت تعتمد بشكل أساسي على المعلوماتية، فالكاتب الروائي أصبح عليه أن يتوصل إلي المعلومة وأن يفسرها ويحللها تحليلًا سليمًا حتى يتثنى للقارئ فهمها.
ومن بعد ذلك تحول الحديث لجايل، الذي أهتم بالحديث عن الأثر الذي تحدثه وسائل الاتصال في البناء الروائي، محاولًا توضيح ذلك الأثر بتقديم دراسة بحثية حول رواية الكاتب علي سيد "أنثي موازية". وفي بداية حديثة تكلم عن تطور الرواية العربية والتي على حد قوله تتطور بشكل سريع ومتلاحق في الآونة الأخيرة، وبأن كتاب الرواية أصبحوا يستخدمون أحدث التقنيات مما يجعلهم يقدمون أشكالًا عدة ومتنوعة من خلال التجريب،فأصبح هناك العديد من الاتجاهات والمذاهب التي يُعرف بها كل كاتب نفسه من خلال الأسلوب المستخدم والطرائق الخاصة بهم في الكتابة، حتى إنهم وصلوا مع مرور الوقت إلي ما يُسمى بالرواية الرقمية والتقنية.
ومن جهة أخري أكد جايل على الفائدة التي عادت بالنفع على الرواية من خلال تلك التقنيات وأدوات التكنولوجيا الحديثة؛ حيث أنها قدمت للكتاب كثيرين موضوعات لم تكن مطروقة من قبل، مما أدي مع مرور الوقت لظهور أدوات مستحدثة من السرد الروائي، مشيرًا بأن لا يخلو عمل روائي الآن من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة فعالة في العمل الأدبي، مؤكدًا على أن هذا الاستحداث لم يجعلهم يتخلواا عن أدوات السرد المعروفة. معطيًا مثال على ذلك في استخدم تقنية اليوتيوب في رواية "أنثى موازية" حيث إنه يقوم بالدور الرئيسي في تحريك أحداث الرواية، كما أن البناء السردي داخل العمل يعتمد عليه -اليوتيوب- اعتمادا كاملا. فالصورة الروائية تتنامى بحسب العدد الزمني قبل وبعد نزول الفيديو الذي اعتمد عليه الكاتب بشكل جلي في التأريخ للأحداث.
ومن بعد ذلك انتقلت الكلمة لرشا الليثي، وجاء موضوع حديثها حول وسائط الإعلام الكبيرة والبيانات الرديئة. مشيرة بأن الزمن لم يمضِ طويلًا منذ أن أعلن "رولان بارت" عن نظريته التي تتحدث عن موت المؤلف، مؤكدة بأن العصر الرقمي قد أظهر مدي صحة وعمق تلك النظرية، وبأن الدمج بين التكنولوجيا كأداة براغماتية والأدب كفن إنساني حي، من الممكن أن يُنتج ذرية لها مسحة جمال إلا أنها في ذات الوقت مشوهة، حيث تندمج وتصطدم تلك المصطلحات في تكنولوجيا المعلومات الباردة على حد قولها مع المصطلحات الأدبية لتنتج لنا ذلك الأدب الرقمي الإلكتروني. مؤكدة أيضًا على أن مصطلح إنترنت العقول يقترح هنا ليشير بأنه القصد منه هو الاتصال بين العقول وما يتخلَّله من آراء بينية متشعَّبة عبر شبكة الإنترنت.
وقدمت سوسن ناجي نموذجًا من رواية الإسكندرية 2050 للكاتب صبحي الفحماوي، تبحث فيه عن جماليات الفوضى في الرواية الجديدة. مشيرة بأن النص الروائي المعاصر قد يبدو بين الأجناس الأخرى كنص هجين، فاللغة فيه تلتهم كل الأجناس على حد قولها، يقوم على سيرورة تهجينية لا تنتمي إلي نوع أدبي بعينه، على العكس فهو يدعو إلي التخلص من المعايير والقواعد السابقة، متناغمًا بين لغة الوعي حينًا واللاوعي حينًا آخر، وفي النهاية نحصل منه على شكل جديد بعيدًا عن تلك الأيديولوجيات وأنماط الكتابة السائدة منذ القرن الماضي.
وفي الإسكندرية 2050 تبدو وكأنها جنس أدبي جديد له قوانينه المختلفة كل الاختلاف عما هو سائد ومعروف عن القوانين المتعارف عليها في السرد، وأيضًا القوانين الجمالية المتعارف عليها.
والجدير بالذكر أن فعاليات ملتقي القاهرة الدولي الرابع للإبداع الروائي العربي مستمرة حتى يوم الرابع والعشرين من الشهر الجاري.